Saturday, October 29, 2011

القراءة الخلدونيه

دار دور               
   
       


لكل عشاق القراءة الخلدونيه..
من منا لا يتذكر القراءة الخلدونيه التي تبدأ بدار دور ؟ والدار يرمز للعائله العراقيه الكريمه ودور التي ترمز لمجوعه الدور في كل ارجاء العراق الا وهو الوطن .. ومن منا لا يتذكر دكان دكان البقال كلب كلب الراعي لنتذكر مدننا بدكاكينها والرعاة مع كلابهم ... ,,ومن منا لا يتذكر الى متى يبقى البعير على التل؟   البعران الذين يحكمون  العراق الان ؟ومن منا لايتذكر نميرة القطه الجميله صاحبه الذيل الطويل   لتذكرنا ببراءة اطفال العراق؟؟؟؟ ... القراءة الخلدونيه التي خط
ت بقلم الاستاذ الخطاط (هاشم البغدادي ) ومؤلفها الاستاذ  ابو خلدون ..ساطع الحصري.. لنحافظ عليها بعد ان استُبدلت بكتاب يعمل على تشويه عقول اطفالنا الاعزاءمن قبل اصحاب العمائم المتعفنين بعقولهم
وعليه اليكم رابط تحميل القراءة الخلدونيه كاملا ... مع تحياتي لكل الاصدقاء 

http://www.4shared.com/get/cQfCmVER/__1.htm
l

                             هذا الفديو هدية لمتابعي المدونة الاعزاء 

Monday, October 24, 2011

الثوار والأسير

اللحظات الأخيره لمعمر القذافي
  انظروا همجيه الثوار اثناء أسر القذافي . هم يصرخون الله واكبر وهو يصيح حرام حرام الي بتعملو  ...اهكذا يتم التعامل مع الأسير ؟  اي شريعه تقبل التمثيل بالجثث بعد موتها ,واي شريعه تقبل بضرب الأسير لحد الموت؟؟؟ لا الشرائع اسماويه ولا القوانين الأرضيه تقبل بذلك           
                                      http://www.aftonbladet.se/webbtv/nyheter/samhalleochpolitik/dennyaarabvarlden/libyen/article13826269.ab
  

Saturday, October 22, 2011

السياسه الانكلو امريكانيه

فديو يستحق المشاهده..
  بكل بساطه ومن خلال نقاش بين مجموعه شباب يتم تعريه ساسه الانكلو امريكانيه في الشرق الاوسط  وبالاخص في افغانستان والعراق

Wednesday, October 19, 2011

مجانيه العطاء

كتب الاب لوسيان  لموقع وجهات نظر مقالا جاء فيه

القس لوسيان جميل                                 



المقدمـة:

في هذه المقدمة القصيرة سوف نحاول ان نقدم لقرائنا الكرام المعنى الأولي اللفظي Etymologique لمفردة المجانية، لكي نستطيع ان نتكلم، بعد ذلك، عن معنى المجانية في حياة الانسان، بأبعادها الانسانية الروحية الكثيرة، فردية كانت ام اجتماعية، وطنية كانت ام قومية، دينية كانت ام سياسية، لأننا نعلم ان حياة الانسان باتت خالية من اية فكرة عن المجانية، كما يبدو من تصرفات اغلب الناس وغالبية الحركات والأحزاب السياسية.

المعنى المورفولوجي لمفردة المجانية:

بما ان المقال ليس مقالا في اللغة ومبناهـا المورفولوجي، فإننا سنكتفي بالقول بأن تحليلنا المورفولوجي يدلنا على ان المجانية اسم مصدر مشتق من فعل ثلاثي يعني غاب واستتر، حيث يظهر معنى الغياب فـي الجذر الثنائي ( ج ن Gn ) للكلمة، هذا المعنى الذي يظهر في اللغة السريانية بصورة اوضح قليلا من اللغة العربية. وهكذا تكون المجانية بحسب تحليلنا المورفولوجي غياب واستتار الغاية والسبب والعلة التي تدفع الانسان الى القيام بعمل معين، ولاسيما عندما تكون المجانية حقيقية، ولا تكون مجرد كذب على الناس او كذب على الذات.

المجانية في القواميس:

اما القواميس فتتكلم عن المعنى البسيط للمجانية، بعيدا عن التحليل اللغوي والنفسي، حيث يقول قاموس المنجد مثلا، ان المجانية تعني العمل الذي يأتيه الانسان بدون مقابل او ثمن، اي بلا سبب ظاهري واضح لهذا العمل الصالح. اما القاموس الفرنسي الذي بحوزتي على الكومبيوتر فيعرف كلمة المجانية Gratuité بعين التعريف الذي نجده في القاموس العربي تقريبا، ومن ذلك عدم وجود سبب ودافع منظور لعمل صالح يعمله الانسان.

التعريف الأولي العام لمفردة المجانية:

عندما نتكلم عن التعريف الأولـي لمفردة المجانية، ربما نحصل على احسن تعريف لهذه الفضيلة من خلال ما يخالفها ويتناقض معها. لذلك يكون تعريفنا الأولي للمجانية انه فضيلة تتناقض مع طلب اية مكافأة وأي مقابل وأي أجر وأي ثمن لعمل انساني حسن يقوم به الانسان، سواء كـان هذا المقابل اجرا يقبضه مستحقه حالا بعد الانتهاء من عمله، او كان وعدا بمكافأة نقدية او عينية، او كان وعدا بوظيفة او بمكانة اجتماعية وإدارية وسياسية يحصل عليها الانسان. اما الوعد بالجنة، فله كلام آخر، لا نحب ان نتطرق اليه في هذا المقال، بسبب تعقيده خاصة.

اما التعريف الثاني للمجانية فهو تعريف، ربما كان يأتي سابقا من الأديان، او يأتي من بعض الفلسفات، اما اليوم فنرى ان نفهم المجانية على ضوء الأنثروبولوجيا، هذا العلم الذي نتوقع له ان يكون المعبَر بين الفلسفات وعلوم الانسان المختلفة، لا بل نتوقع له ان يكون البديل الحقيقي لفلسفات الانسان. فبماذا تفيد الأنثروبولوجيا تعريفنا للمجانية؟ الجواب هو انها تفيدنا من حيث تأكيدها على ان الانسان بحاجة ماسة الى العطاء المجاني، اشباعا لفطرة المجانية عنده، ولأن بهذا العطاء يشعر الانسان أنه يملك ما يعطيه للآخرين وأن نفسه ممتلئة وليست فارغة، الأمر الذي يفرحه ويسعده طبعا. وهكذا تعمل المجانية على شعور الانسان بأنه يحقق ذاته الانسانية، من خلال عمله المجاني، الأمر الذي يأتي هو الآخر من نزعة انثروبولوجية لا توجد الا عند الانسان، وان كانت موجودة عنده بدرجات متفاوتة. وبما ان المجانية هي شكل من اشكال الحب، فان هذا يفهمنا لماذا يريد الانسان تلقائيا ان يحب وان يكون محبوبا، في الوقت عينه.

اشكالية المجانية:

على الرغم من ان المجانية فضيلة مفهومة ومحببة لدى البشر، الى الدرجة التي يقول فيها بعض المتصوفة انهم لا يحبون الله من اجل اي أجر، حتى لو كان هذا الأجر هو الجنة نفسها، فإننا نرى، مع ذلك، ان المجانية تثير بعض الأسئلة التي تتعلق بطبيعة الانسان.

فالإنسان، كما يقول علم النفس الأنثروبولوجي، لا يتحرك ولا يقوم بعمل، مهما كان، الا طلبا لحاجة تتحول الى هدف يسعى الانسان الى الحصول عليه، كثمن ونتيجة لسعيه، الأمر الذي يجعلنا لا نفهم بسهولة، حقيقة الدافع الذي يوصل الانسان الى العمل الانساني المجاني.

اشكالية في الظاهر فقط:

غير ان اشكالية المجانية ليست اشكالية الا في الظاهر فقط، وذلك لأن غياب الدافع ليس سوى غياب وهمي، طالما نعرف اليوم ان المجانية نفسها، والعمل الانساني المجاني الذي يقوم به الانسان، هو حاجة انسانية يطلبها الانسان، مثلما يطلب اية حاجة أخرى، وان كان ذلك بشكل مختلف. وعليه لا نرى وجود اشكالية انثروبولوجية عند ممارسة الأعمال المجانية، لأن الدافع الى العمل موجود في حالة المجانية وفي حالة العمل بأجر. وقد يقال في علم الروحانيات التقليدي، ان الخير محبوب لذاته، لكننا نقول اليوم بأن العمل الانساني ليس محبوبا لذاته فقط، ولكنه محبوب من قبل الانسان كحاجة روحية انثروبولوجية تغني نفس الانسان وشخصه الانساني، كما يتمناه من الأعماق ان يكون، وذلك لان الانسان لا يسعى الى الحاجات المادية فقط، ولا يطلب هذه الحاجات حسب، بل يسعى ويطلب الحاجات الانسانية الروحية ايضا. حتى وان كان السعي الى الحاجات الروحية اصعب عليه بكثير من سعيه الى الحاجات المادية، " وان كان طريق الحق والعدل، وطريق الحب والمجانية، موحشا لقلة سالكيه ".

عمق المعرفة يحل الاشكال:

وعليه فإذا ما اردنا ان نحل اشكالية الأعمال المجانية، فلا يكون بيدنا سوى ان نتعمق اكثر في معاني المجانية، لنكتشف ان ما اعتبرناه في البداية مشكلة وتناقض، ليس في الواقع سوى مشكلة وهمية Un faux problème. ففي الحقيقة ان ما يحرك الانسان لفعل العمل المجاني، هو عينه الذي يحركه لعمل سائر اعماله الحياتية الأخرى، الا وهو " الحاجة ".

وفي الحقيقة قد صنف الأنثروبولوجيون وعلماء النفس، ومنهم عالم النفس المعروف: ماسلو، حاجات الانسان الى درجات تصاعدية، ابتداء من الحاجات المادية الحياتية وصعودا نحو الحاجات الانسانية الروحية، غير ان الحاجة تبقى حاجة انسانية، سواء كانت مادية ام روحية، وهي تفعل فعلها كحاجة في حياة الانسان، على الرغم من الاختلاف بين حاجة وأخرى، وعلى الرغم ايضا مما يظهر من ان الحاجات المادية، في حياة الانسان، اكثر وضوحا وأكثر الحاحا عليه من حاجته الى الأمور الروحية، كما يبدو.علما بأن مؤلف هذا المقال يعزو الظاهرة التي تكلمنا عنها، الى كون الأمور المادية متمركزة على القشرة السطحية للإنسان، في حين تكون الأمور الروحية، في عمق ذات الانسان، الأمر الذي نفهم منه ان تحسس الانسان لحاجاته المادية اسرع وأقوى من تحسسه لحاجاته الروحية، وبالتالي هو أسهل.

وهنا، وعلى سبيل المثال، ما لنا سوى ان نتصور، ماذا يحدث عندنا، عندما نكون نصلي مثلا، او نفكر بمسألة تحتاج الى تحليل فكري معمق، ثم يمر بقربنا موكب للعرس بأهازيجه وآلاته الموسيقية الصاخبة. ان فكرنا سوف يذهب الى ما هو اقوى وأكثر صخبا بالتأكيد.

المجانية هي حاجة ايضا:

وهكذا نفهم ان للروح "حاجات" كما للجسد، ومنها حاجاته الى العدل والحب والصداقة والمقاسمة والرحمة والتسامح والمجانية بكل ابعادها، حيث تشكل كل هذه الفضائل وغيرها حاجات انسانية حقيقية، حالها حال الحاجات المادية الحياتية، وان كانت طبيعة الحاجات التي نضعها في خانة ما تسمى "بالبنى الفوقية" مختلفة عن الحاجات المادية التي نراها في اسفل سلم ماسلو، والتي تسمى ب " البنى التحتية " للإنسان. علما بأن الانسان كائن واحد موحد ولا يجوز تقسيمه الى بنى تحتية والى بنى فوقية، حتى وان كان علينا ان نميز بين طبيعة كل فئة من هذه البنى، مضيفين بأن الانسان بدون بناه التحتية لن يكون انسانا، بل ملاكا، وان هذا الانسان نفسه محروما من بناه الروحية الفوقية، ومنها العدل والحب والمجانية في الحياة، لن يكون انسانا بل حيوانا.

المشكلة العملية الخاصة بالمجانية:

ولكن، هل يعني حلنا لإشكالية المجانية النظرية اعلاه، بأننا قضينا على جميع صعوبات المجانية النظرية والعملية؟ بالتأكيد ان حل مشكلة المجانية النظري، لا يلغي المشاكل العملية الأخرى، التي تعود الى صعوبة ممارسة المجانية والتضحيات التي تتطلبها والآلام التي تسببها للإنسان، على الرغم من السعادة التي يمكن ان توفرها المجانية للإنسان، حالها حال الحب تقريبا.

ولذلك تبقى المجانية مثالا جميلا يتمناه اصحاب النفوس الطيبة، دون ان تقبل هذه النفوس على ممارسة المجانية الا فيما ندر، مثلما يحصل مع الكثيرين الذين يشتهون ان يقوموا بمغامرات كبيرة، لكن من يقبل على مثل هذه المغامرات قليلون.

وبما ان المجانية صعبة ومتعبة، لا بل مؤلمة احيانا كثيرة، فان القليلين منا يستطيعون ان يجيبوا، مثل ذلك الصبي الذي كان يحمل اخيه، فقيل له: يا فتى ان حملك ثقيل: فأجاب: ولكن هذا ليس حملا: انه أخي! ( أبناء الوطن الواحد إخوة ). وكم واحدا منا يستطيع ان يحول المجانية الى ملكة او فضيلة او حب لا يرضى بأن يبقى حبا عموديا لإله غيبي مجهول، بل يحوله الى حب افقي يمارسه من خلال علاقة حبية افقية مع أخيه الانسان؟

الروحاني والمتصوف:

ولكي نفهم عمق معنى الكلام اعلاه، ربما يفيدنا كلام لأحد الروحانيين الذي يقول ان حقيقة علاقتنا مع الله، وحقيقة ممارستنا للفضائل الانسانية، هي من اجل ان نكون وليس من اجل ان نأخذ To be not to have. اي ان هذه العلاقة لا تعطينا شيئا ماديا لكنها تغير انفسنا نحو الأفضل. اما ان تصل هذه العلاقة الحبية النزيهة بين الانسان والله الى درجة ان يقول فيها المتصوف بأنه لا يعمل هذه العلاقة مع الله خوفا من جهنم ولا طمعا في الملكوت (الجنة)، بل من اجل المحبة الالهية وحدها، اي محبة الانسان الخالصة، وأنه لا يطلب من الله اي اجر، حتى لو كان هذا الأجر الجنة نفسها، فذلك ناتج عن شدة الحب الالهي عند المتصوف، وعن فرط احساسه بهذا الحب، نفسا وجسدا، بما يمكن ان نسميه التحسس الفائق Hyper sensation ، بغض النظر عن اي منطق عقلاني.

ومع ذلك فنحن لا نريد ان نناقش هنا مسألة الجنة والنار ومسالة شرعية الجنة كمكافأة للناس الصالحين. كما اننا لا نريد ان نعترض على نصوص دينية موجودة في المسيحية وفي الاسلام، لكننا نجابه مسألة مهمة، هي مسألة التوفيق بين المجانية الجذرية وبين ميل الانسان الطبيعي الى ان يطلب مكافأة وثمنا لكل عمل صالح يعمله، مع العلم اننا يمكننا من خلال لاهوتنا الانثروبولوجي الواقعي المعاصر ان نفهم عقليا عمق كلام المتصوفة والروحانيين.

اين نجد الكلام عن المجانية؟:

بما ان المجانية صفة او فضيلة انسانية انثروبولوجية مطبوعة في قلب البشر، وفي تركيبتهم البشرية الانسانية، يكون من الطبيعي جدا ان نجد الكلام الايجابي عن المجانية، في كثير من أدبيات الانسان على مر العصور، وفي كتاباته وفي اساطيره ورواياته، كما نجدها في حياة كثير من النساء والرجال العظماء الذين خدموا الانسانية مجانا وبتفان كبير. وبما ان الأديان جزء لا يتجزأ من الروحانية الانسانية الأنثروبولوجية، فلا نعجب اذا ما اتفقت جميع الأديان على تبني هذه الفضيلة العظيمة التي نسميها بالمجانية، وتوصي بها وتحرض عليها. غير اني هنا لا اتمكن سوى ان اسرد وصية السيد المسيح لتلاميذه يدعوهم فيها الى العطاء التبشيري المجاني بقوله: لا تسلكوا طريقا الى الوثنيين ولا تدخلوا مدينة للسامريين، بل اذهبوا نحو الخراف الضالة من آل اسرائيل، وأعلنوا في الطريق: قد اقترب ملكوت السماوات، اشفوا المرضى، وأقيموا الموتى، وابرؤوا البرص، واطردوا الشياطين، أخذتم مجانا فمجانا اعطوا. متى 10: 6-8

المجانية في حياة الروحانيين:

وفي الحقيقة نحن لا نجد المجانية في الكتب الدينية فقط، وعلى شكل نصائح ووصايا، لكننا نجدها ايضا في حياة اناس صاروا نماذج لكثير من الفضائل الانسانية، ومنها فضيلة المجانية، بعد ان كرسوا حياتهم لخدمة الآخرين المجانية، وبعد ان وصل الكثيرون منهم الى التجرد العميق من المنفعة الذاتية. وهنا يمكننا ان نذكر الأم تريزا ومئات الناس الآخرين، ومن جميع الأديان، ممن اشتهروا بخدمتهم المجانية النموذجية، مع العلم ان كل انسان، وحسب استعداده الشخصي يمكن ان يتمتع بموهبة العطاء المجاني.

عالم السياسة والمجانية:

اعزائي القراء!

بعد ان عرفنا شيئا مختصرا عن فضيلة المجانية وحقيقتها، يمكننا ان نجزم بأن فضيلة المجانية المنبثقة عن الحب، لا يوجد لها مكان محدد في عالم السياسة الراهنة، حتى وان كان هذا المكان بقدر واحـة صغيرة خضراء في صحراء متنامية الأطراف، اذ كيف نجد فضيلة المجانية في عالم لا يعرف غير شريعة الغاب، ولا مكان فيه حتى للحقيقة والعدل؟ وكيف نجد فضيلة العدل والمحبة والمجانية في عالم سياسي، كل شيء فيه يقول انه قد عاد الى وثنية، يمكننا ان نسميها وثنية القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين.

المجانية لا تليق بأشباه البشر:

ويقينا ان وثنية القرن العشرين والحادي والعشرين جعلت من سياسيي هذين القرنين، ولاسيما منذ دخول العالم فيما يسمى بحقبة العولمة، او النظام العالمي الجديد، اشباه البشر، في كل اخلاقهم وتصرفاتهم مع ضعفاء العالم، بشكل خاص. علما بأن المقصود بأشباه البشر هم سياسيو الولايات المتحدة الأشرار وسياسيو الناتو الذين يريدون في ايامنا ان يكونوا البديل للولايات المتحدة على طريق الشر والعدوان.

ويقينا ان هؤلاء السياسيين لن يسمعوا كلمة الحق والعدل والحب والمجانية من احد. ولذلك يرى المنادون بكلمة الحق والعدل، وبكل ما تقتضيه هذه الكلمة، ان "ينفضوا الغبار"من ارجلهم بوجه الظالمين القتلة المستبدين، ويتوجهوا ببشارتهم صوب النفوس المستعدة لقبول كلمة العدل والمحبة والمجانية في حياتهم الجهادية والنضالية ضد المحتلين الأشرار.

لا خلاص بدون جهاد مجاني:

اما بشارة الخلاص التي نوجهها لإخوتنا الرافضين للاحتلال وللهيمنة الأمريكية ولأعمالها الشريرة في العراق، كما نوجهها لكافة ابناء العراق الذين لم يركعوا لصنم المحتل، او لا يريدون ان يواصلوا ركوعهم امام هذا الصنم المذكور، فخلاصتها ان لا خلاص بدون جهاد او نضال مجاني ضد الاحتلال.

فالمجانية في حياة الشعب العراقي المحتل، ليست ترفا روحيا يزين حياة الانسان ويعمقها ويكملها، ولكنها ضرورة قصوى لا يمكن ان يستغني عنها من يريد ان ينتصر على اعداء مدججين بالسلاح، يتصفون بالشر والطمع وابتزاز الضعفاء.

اما سبب حاجة المجاهدين والمناضلين ضد المحتل للمجانية، فيعود الى ان اي جهاد او نضال لا يتحلى بالمجانية سوف تسوده الفرقة حتما، لأن اية فئة مجاهدة او مناضلة تضع لنفسها اهدافا خاصة بها، بديلة عن اهداف التحرير، او بموازاتها، سوف تجد الفئات الأخرى تحذو حذوها، وبذا يرجع الشعب العراقي الى ما يشبه وثنيته القديمة، عندما كانت كل جماعة لا تسجد الا لإلهها الخاص بها، مع قبولنا بأن تكون التعددية مقبولة في زمن ما بعد الاحتلال، ومع تمنياتنا بأن تستمر وحدة الهدف اطول زمن ممكن، او ربما الى ما شاء الله، لأن اجتماع المناضلين حول هدف "موحِد" خير من اجتماعهم حول قيادات تسهل شيطنتها وتدميرها. مع احترامنا لكل القيادات التي اخذت على نفسها مسؤولية تحرير البلد، ومع دعائنا ان تجتمع هذه القيادات نفسها، مع الموالين لها، حول هدف التحرير الموحد الواحد، وصولا الى تكوين جبهة حقيقية، يمكن ان تأخذ قيادة البلد، ليس فقط الى التحرير، ولكن ايضا الى عملية سياسية جبهوية سلمية تبقى ناجحة الى أمد طويل. غير اننا سنبقى بحاجة، كبلد محتل، بدون وجه حق، الى الشخص والحزب الذي يحتفظ بذخيرة الشرعية التي سوف تبنى السيادة المستعادة عليها، لفترة محددة، على الأقل.

القس لوسيان جميل

تلكيف – محافظة نينوى – العراق

12- 10- 2011

Wednesday, October 12, 2011

عراق للبيع

 الفيلم الذي منع من عرضه في اميركا
 لانه يفضح السياسات الخاطئه التي انتهجتها الولايات المتحده الاميركيه في حربها على العراق  في 2003 والمبالغ الطائله التي خسرتها اميركا في حربها هذه والبالغه 2,3 ترليون دولار

نقلا عن غار عشتار

Tuesday, October 11, 2011

الهجرة

الاسباب التي ادت لهجره مسيحي العراق

       ادم دانيال هومه

  ليست الهجرة وليدة الأمس واليوم، بل هي قديمة قدم التاريخ الإنساني. وسببها الرئيس، ودافعها الأول هو إيجاد مكان آمن تحت الشمس. علما أن الهجرة، والبعد عن الوطن الأصلي يعتبران أقسى مايعانيه المهاجر لأنه يبقى نبتة بلا جذورر، وبلا أوراق، وبلا أغصان حتى وإن توافرت له جلّ أسباب الراحة والرفاهية والأمان والاستقرار.

تعتبر مشكلة الهجرة من أخطر المشاكل وأعقدها، وخاصة أنها تسبب في انهيار البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فهي تؤثّر بشكل كبير على المجتمع، وتهدم أركانه. وترجع أسباب الهجرة إلى عدة عوامل منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولعل أخطرها الدينية. وللهجرة عاملان أساسيان هما عامل دفع وعامل جذب. والمقصود بعامل الدفع هو الدافع أو السبب الذي يؤدي بالفرد إلى ترك موطنه الأصلي والالتجاء إلى بلد آخر للإقامة الدائمة فيه. أما عامل الجذب فهو ذلك العامل الذي يستهوي المهاجر ويجعله يملك رغبة وحافزا للهجرة أي مايلفت انتباهه ويجذبه إلى البلد الآخر. فعامل الدفع يتمثل في دعم الاستقرار سواء السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ومستوى المعيشة بصفة خاصة. والاستقرار يمثل أهم عوامل الجذب وخاصة الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي الذي يوفر حرية العمل وإمكانية الرقي الحضاري والتقدم التقني. كما أن فترة عدم الاستقرار السياسي، في أي بلد كان، وقيام أوضاع سياسية وإدارية مضطربة كانت أحد الأسباب الرئيسة التي تدفع إلى الهجرة سعيا وراء الحرية والاستقرار السياسي.


  سيقنع المسلمون العالم بأن الإسلام دين تسامح وسلام في الوقت الذي يلوذون بالصمت تجاه مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية القذرة باسم الإسلام؟.

إن شيوخ المسلمين وائمتهم قادرون، إذا أرادوا، على ردع هؤلاء المجرمين الخارجين على القوانين الدولية والأعراف الإنسانية وذلك بإصدار فتاواهم ضد مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية التي لايستلذّ بها إلا الشيطان وحده لاشريك له. أفليس التغاضي عن الإجرام من علامات الرضى، ونوعا من المساهمة فيه؟. أو ليس الساكت عن الحق شيطان أخرس؟.
إن مايجري، اليوم، في العالم الاسلامي عامة، وفي العراق بشكل خاص يعتبر بكل مقاييس الإنسانية صراعا بين القيّم الحضارية بكل معانيها، وبين السلوك الهمجي، والتخلف الفكري، والشذوذ الديني المسيطر على مجموعات، تعيش في أحلام اليقظة، وترضى بأن تكون دمى مزنّرة بالمتفجيرات من أجل الوصول إلى الجنة بأقصى سرعة ممكنة حيت في انتظارهم حور العين والغلمان بعد أن يحققون مآرب كل الحاقدين على العراق وأهل العراق.

كثيرا ما يتشدّق العديد من الكتاب والساسة ورجال الدين المسلمين بأن المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية قد عاشوا في العالم الإسلامي بسلام وأمان واطمئنان. ومارسوا طقوسهم وشعائرهم الدينية بمطلق الحرية من دون رقيب أو حسيب لأنهم من أهل الذمة. ويستشهدون بالآية التي تقول: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.(الآية 62 من سورة البقرة). أي أنهم في ذمة الدولة الاسلامية ويستندون في ذلك إلى قول نبيهم:(من آذى أميّا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله). وتصديقا لذلك يوردون عشرات الآيات ومنها الآية التي تقول:
- لتجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدنَّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنَّا نصارى ذلك أن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون. (آية 82 سورة 5 المائدة ).
- (فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا. النساء 91).
ولكنهم ينسون أو يتناسون بأن كل هذا أقل بكثير عن ربع الحقيقة، لأنهم يعرفون جيدا بأن كل هذه الآيات وغيرها من الآيات والأحاديث النبوية التي كانت تدعو إلى الرحمة، والتسامح، والحرية في اعتناق الدين الذي يرتأيه الإنسان وعلى سبيل المثال لاالحصر:
- لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي" (البقرة: 256).
- وَ لَو شاءَ رَبُّكَ لاَمن من في الأَرضِ كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.( يونس:99).
- ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون (سورة العنكبوت: 46).
- قل ياأهل الكتاب. (آل عمران 64).
- قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين. (سورة سبأ )24).
- قل لاتسألون عما أجرمنا ولانسأل عما تعملون. (سورة سبأ 25).
- ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.(النحل: 125).
- وقل الحقّ من ربكم فمن شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن. (الكهف29).
- فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين. ( النحل : 82).
- فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين. (التغابن 12).
- فأعرض عمّن تولى عن ذكرنا. (النجم : 29: 203).
- وما أنت عليهم بوكيل. (الزمر : 41).
- إن أنت إلا نذير. (فاطر : 23 ).
- فتولّ عنهم فما أنت بملوم. (الذاريات : 54 ).
- وما على الرسول إلا البلاغ المبين. (النور 54)، (العنكبوت1818).
- أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.( يونس:99).
-لكم دينكم ولي دين. (الكافرون 6).
- وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله.(الأنفال: 61).
- لعلك باخع نفسك أن لايكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين. )الشعراء3-4).
- فاصفح عنهم وقل سلام (الزخرف : 89).
- ومن كفر فلا يحزنك كفره (لقمان : 23).
- وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا إن الله لايحب المعتدين. (سورة البقرة: 190).
- لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونك في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرؤهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. (الممتحنة:8).
كل هذه الآيات ومايربو على مائتي آية أخرى قد مسختها آيات السيف والقتال، وبطل مفعولها وأصبحت حبرا على ورق. وقد كانت سورة براءة التي وردت فيها آية السيف آخر ماأُنزل على النبي. وقد توفي ولم يبين موضعها (إرشاد الساري 7/138). وبهذا كان موقف آية السيف هو الموقف الأخير الذي تبنّاه النبي قبل وفاته، ولهذا اتخذه المسلمون الأوائل باعتياره النهج النهائي لسلوكياتهم وممارساتهم اليومية. هذا إضافة إلى أن المسلمين يؤمنون، يقينا، بأن الإسلام قد نسخ ومحا كل الديانات السماوية التي سبقته، وبأن محمدا أرسله الله إلى الثقلين أي الإنس والجن، وبأن (الدين عند الله الإسلام). واستنادا إلى ذلك يكفّرون غير المسلمين جميعا، ويستوجبون قتالهم.
لقد ورد أن النبي كان لايحلّ ولايحرّم في بداية رسالته في مكة. وكان مغلوبا على أمره حتى أن الشرع الإسلامي قد فرّق بين ابنته زينب وبين زوجها أبي العاص بن الربيع، وكان لايستيطيع أن يفرّق بينهما. فأقامت زينب مع زوجها على إسلامها وهو على شركه. (ابن هشام 2/307). ولكن فتح مكة كان بداية لمنهج الإكراه في الدين. وقد كان القرار سياسيا أكثر منه دينيا. فبعد أن هيمن المسلمون على مكة، المركز الديني للجزيرة العربية، نجد بأن الله الذي أكد مرارا وتكرار بأن كتابه المنزل على نبيه:
- كتاب أحكمت آياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير.(هود: 1).
- لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. (فصلت 41-42).
- ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. (سورة النساء: 82).
- وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم(الأنعام‏:‏ 115).
- إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (سورة الحجر:9).
- مايبدل القول لديّ وما أنا بظلام للعبيد (سورة ق:29)
- الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا (سورة الكهف:1).
- قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون. ( الزمر: 28 ).
ولكن الله قد غيّر رأيه بعد فتح مكة. فبعد أن كان إلها رحيما ورؤوفا ومسامحا قد انقلب إلها عنيفا ودمويا وبدأ بتنزيل الآيات التي تدعو إلى الجهاد والقتل وسفك الدماء، ومنها على سبيل المثال لاالحصر:
- حيث وجدتم المشركين فاقتلوهم (التوبة: 15).
- جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم( [التوبة/ 73).
- قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله (التوبة : 29 ).
- قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون (آية 29 سورة 9 التوبة).
- يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولاَّهم منكم فإنه منهم إنَّ الله لا يهدي القوم الظالمين. (المائدة: 51).
- يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير. )سورة التوبة: 73).
- وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله (البقرة: 193)
- ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.(آل عمران 85).
- فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق. (سورة محمد:4).
-فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم. (سورة التوبة: 5).
- ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين (التوبة:123).
- يحب الله الذين يقاتلون في سبيله ثفا كأنهم بنيان مرصوص. (سورة الثف:4).
- سألقي في قلوب الذين كفروا الرّعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كلّ بنان. (سورة الأنفال:12).
- انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله (التوبة-41).
وثبت عن النبي قوله: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار). (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه). وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله عن النبي أنه قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي المغانم ولم تحلّ لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). مبررا كل هذه الآيات والأحاديث بالآية التي تقول: ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو بمثلها (البقرة:156).
والنسخ في القرآن ثلاثة أنواع هي:
- ما نُسخ حكمه ونُسخ حرفه أي نسخ التلاوة والحكم معاً.
- ما نسخ حرفه وبقي حكمه. نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
- ما نُسخ حكمه وبقي حرفه أي نسخ الحكم مع بقاء التلاوة. وهذا أهم وأخطر لأنه يكون النص المنسوخ موجودا بلفظه في القرآن ولكن حكمه ملغى بحكم آخر. وهذا يكون مجال كبير للخداع الذي يقوم به الدعاة الإسلاميين. حيث أنهم يدّعون بأن الإسلام دين سماحة ويتشدقون بآيات سلمية مستغلين عدم إلمام غير المسلم بالقرآن بوجه عام، وبقضية الناسخ والمنسوخ بوجه خاص. فيكذب الداعية الإسلامي ويضلل الأخرين بعدم ذكره قضية الناسخ المنسوخ التي هي محل خجل للمسلمين جميعا. لكن الناسخ والمنسوخ ليس قضية فقهية إختلف فيها المفسرون، لكنها آيه قرآنية تقول: وما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها (البقرة:106). وإن وجود هذين المنهجين في القرآن يمكن للمسلمين من اتخاذ أي منهج منهما، وحسب اللحظة التاريخية والاجتماعية التي يعيشون فيها خصوصا أن النبي أبقى على النص المنسوخ في القرآن. وهي نافذة مهمة للدخول والخروج منها لمواكبة اللحظة الاجتماعية للمسلمين عبر التاريخ. لكنها، في الوقت ذاته، تتطلب وعيا عميقا، وجرأة على الممارسة وإلا فما جدوى الإبقاء على النص القرآني في حالة رفضه تماما كاحتمال قائم لسلوك اجتماعي ممكن.

إن نسبة الآيات التي تفتح نافذة الاحتمال داخل اليقين الإسلامي أكثر بكثير من الآيات التي نسختها، بل إن آيات الإكراه في الدين كانت آخر ما أُنتج داخل المنظومة المعرفية للإسلام وهذا يعني أن المسلمين في الوقت الحاضر يقرأون، بشكل يومي، قسما كبيرا من القرآن ولا يتخذونه منهجا لهم في ممارساتهم الاجتماعية مع الآخرين. إن اللاجدوى في قراءة القسم الأكبر من القرآن ينبغي أن يكون له حلا عقلانيا. إما بحذف النص أو جعله سلوكا اجتماعيا. ولهذا تتبلور تساؤلات عديدة تحتاج إلى إجابات شافية وصريحة من المثقفين المسلمين وأهم تلك الأسئلة:
1. هل المطلوب من المسلمين تبليغ رسالتهم الدينية بطرق وأساليب سلمية رحيمة لغيرهم من البشر أم المطلوب هو غزو بلدانهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ومقدراتهم، واسترقاق نسائهم بعد سفك دماء رجالهم؟.
2. هل المطلوب اجتياح بلدان الغير بقوة جند جهادية متعطشة لسفك الدماء، وطلبا للشهادة سعيا وراء بلوغ مراتب من هم في مصاف الشهداء الذين سينعمون بملذات الجنة وحورها الحسان؟.
3. هل المطلوب هو استبدال سكان أرض كافرة بسكان جند من المسلمين وهو مايعني سلب الأرض من أصحابها الأصليين باسم العقيدة الاسلامية؟.
4. هل آيات الجهاد والقتال قابلة للتأويل؟. وهل هي محدّدة بزمان ومكان معين بحسب نزولها، أم أنها مطلقة التطبيق على الرغم من أن الإجابة عنها أحدثت تشظي في الفكر الإسلامي الحاضر؟.

وبموجب فهم وتأويل الآية الخامسة من سورة التوبة التي هي آية السيف انتقل المسلمون في تعاملهم مع غيرهم من أسلوب اللين والإقناع إلى أسلوب العنف والشدّة والقتال. فكشّر المسلمون، بموجبها، عن أنيابهم ومخالبهم الجارحة، وامتشقوا السيف عاليا بدعوى تبليغ رسالة الإسلام بالقتل الجهادي والإرهابي متنكرين لكل الآيات الرحيمة المتسامحة التي تنزع لاستخدام العقل في إيصال هذا الدين إلى الناس.

فلو توغلنا في التاريخ الاسلامي منذ تأسيس الدولة الإسلامية، وخاصة بعد إصدار ما سمّي بالوثيقة العمرية (نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب) التي قضت بطرد جميع المسيحيين واليهود من شبه الجزيرة العربية، والمضايقة عليهم واضطهادهم وإذلالهم في غيرها من البلدان تنفيذا لحديث النبي محمد الذي يقول فيه: لايجتمع في جزيرة العرب دينان. (رواه الإمام مالك وغيره وأصله في الصحيحين). لوتوغلنا في هذا التاريخ لوجدناه مفعما بالمظالم والاضطهادات، وملطخا بدماء الملايين من الأبرياء. ومانراه اليوم من أعمال إجرامية من قتل واغتيال واختطاف وتفجيرات وغير ذلك مما يندى له جبين البشرية ماهي إلا نتاج تراكمات تراث دموي تحريضي بدأ منذ 1400 عاما، ويظهر الآن، بكل جلاء ووضوح، في أقوال وممارسات الحركات الأصولية التي تعشّش كالعناكب السامة في بنيان المجتمعات العالمية. وتستمد نهجها من الآيات القرآنية والسيرة النبوية فقد ورد عن النبي أنه قال: نصرت بالرعب. فإن العدو ليرعب مني من مسيرة شهر (حم والحكيم - عن ابن عباس). وقوله: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار (صحيح مسلم). وبهذا صار الدخول في الإسلام، مذّاك، ناجما عن الخوف والرعب وليس عن اإيمان. وتحت آلية الإكراه في الدين أصبح الدخول في الإسلام كميّا وليس نوعيا. وهذا السبب الرئيس الذي دفع عطاء بن السائب إلى القول: إن عامة الناس الذين مع النبي غير مؤمنين (كتاب الستر 201). وهو السبب ذاته الذي دفع علي بن أبي طالب إلى نعت المسلمين في الكوفة بالهمج الذين يتبعون كل ناعق. (في وصيته للكُمَيل بن زياد). وخير مثال على ذلك الردّة التي حدثت بعد وفاة النبي حيث عاد المرتدّون إلى حظيرة الاسلام نتيجة الخوف والرعب لابفعل الإيمان. لذلك فإن المتطرفين والأصوليين والإرهابيين، وخاصة المراهقين منهم، يعتمدون على نصوص من القرآن والسنّة التي يلقّنها إياهم أئمتهم ومشايخهم للتحريض ضد غير المسلمين وبهذا الصدد، وفي حديث للنبي أنه قال: (لاتبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم فاضظروهم إلى أضيق الطريق). ومن المحال أن تتوقف هذه الأعمال الإجرامية مالم يتم تجفيف منابع التطرف والحقد والكراهية ومصادر تمويله. وجميع هذه المنابع تتدفق من الجوامع وجامعات ومدارس الشريعة الإسلامية المنتشرة بكثافة في كل الدول العربية والإسلامية، وتقف المملكة العربية السعودية في طليعة ممولي هذه البؤر الفاسدة. ففي دراسة أكاديمية أمريكية أكدت بأن السعودية صرفت خلال العشرين سنة الماضية نحو 87 مليار دولار على نشر الفكر الوهابي الذي يمثل قمة التعصب والتطرف في العالم. ومازالت المناهج الدراسية في مدارس المملكة السعودية موبوءة بتعاليم التطرف، وبرمجة أدمغة الأطفال والشباب على بغض أتباع الديانات الأخرى ووجوب قتالهم. فالإرهاب يرضع من أثداء آيات السيف والقتال والحديث النبوي، وخطابات أئمة وشيوخ الجوامع، ومن الفتاوى التي يصدرها كل على مزاجه الخاص وانطلاقا من بيئته المظلمة ومن دون حسيب أو رقيب، ومن مناهج التدريس الموبوءة بالحقد والبغضاء تجاه الآخر المختلف.

ولعل من أخطر الأفكار التدميرية وأشدها قسوة وظلما هو الفكر التكفيري الذي انبثق عنه الإرهاب الفكري، وإن هذا الإرهاب ضارب جذوره في عمق التاريخ الإسلامي لكنه اليوم قد توسّع إطاره العام كثيرا نتيجة التكنولوجيا، ومواد التفجير المتوافرة في إيدي الإرهابيين. وهذا التكفير من ألدّ أعداء التسامح وأخطرها على الإطلاق حيث يقوم على تكفير الأخر، ويطلق عليه الأحكام جزافا دون دليل أو برهان. ولايتم القضاء على هذا الفكر الشاذ إلا:
1. بتنقية المناهج الدراسية في جميع المراحل بدءأً من رياض الأطفال وحتى الجامعة، وفي جميع البلدان الاسلامية عامة والعربية خاصة، من النصوص الدينية التي تدعو إلى التطرف الديني والكراهية ضد الأديان الأخرى. واستئصال الأفكار العنصرية والشوفينية والظلامية، ومنع استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية، وفصل الدين عن الدولة، ورفض الأنظمة الشمولية تحت ستار الدين أوالقومية أو العنصرية. ومراقبة النشاطات التي تجري في الجوامع، وخطب الأئمة التي تحرّض على الإرهاب باسم المقاومة.
2. بالتركيز على نشر روح التسامح، وقبول الآخر، والتعايش معه وإدخال مواد دراسية تساعد على القضاء على التعصب الديني.
3. بغلق جميع مواقع الإنترنيت، والفضائيات التي تروّج للتعصب الديني والعداء ضد مختلف أتباع الأديان والمذاهب.
4. بحذف جميع آيات السيف والقتال من القرآن، وجميع الأحاديث النبوية التي تدعو إلى ذلك والتركيز على الآيات المنسوخة التي تدعو إلى التسامح والرحمة.
على المسلمين صياغة ونشر صورة للإسلام تتصف بالحداثة والاعتدال والديمقراطية والحرية والليبرالية والإنسانية وتقبل الآخر واحترام المرأة. هنا يستطيع غير المسلمين المساعدة وذلك بعزل الإسلاميين المتطرفين وعدم التعامل معهم ومقاطعتهم وتأييد المسلمين المعتدلين بالرغم من أن الإسلام المعتدل هو من الناحية النظرية أمر ممكن ومحتمل، إلا أن ضعف مؤيديه في الحاضر يجعله يبدو بعيداً وربما مستحيلا. ومهما بدت احتمالات نجاح الإسلام المعتدل ضعيفة في الوقت الحاضر فإن نجاحه إنما يمثل في النهاية الصورة الفعالة الوحيدة لمكافحة الإرهاب. ويتطلب ذلك:
1. إصدار الأمم المتحدة قانونا جديدا يضاف للقانون الدولي يحدّد الإجراءات والأساليب التي تترتب على كافة أعضاء المنظمة الدولية للتصدي للمنظمات الإرهابية وملاحقتها، وشلّ نشاطها. وإنشاء قسم تابع لمجلس الأمن يتولى متابعة وملاحقة النشاطات الإرهابية بالتعاون مع كافة الدول المنضوية تحت ميثاق المنظمة الدولية، وإلزام كافة دول العالم بالتنفيذ الدقيق والصارم لها لاستئصال شأفة الإرهاب من جذوره.
2. إصدار القوانين التي تحرّم وجود المنظمات الإرهابية على أراضيها، وتحديد العقوبات القصوى بحق من يثبت قيامه بأي نشاط إرهابي سواء كان ذلك من خلال تنفيذ النشاطات الإرهابية، أو إنشاء المدارس الدينية التي تحضّ على الإرهاب باسم مخالفة الشريعة، أو التشجيع على الإرهاب عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية.
3. مراقبة الحكومات كافة لحركة الأموال المستخدمة من قبل المنظمات الإرهابية، ومراقبة البنوك والشركات التي تتولى نقل وتوزيع وغسل الأموال العائدة للمنظمات الإرهابية، ومراقبة التبرعات التي تصل للمنظمات الإرهابية من العناصر الداعمة للإرهاب، وإنزال العقاب الصارم بكل من يتولى نقل وتوزيع الأموال وتهريبها والتبرع بها.
4. إلزام كافة الدول بتقديم ما لديها من معلومات عن نشاطات المنظمات الإرهابية إلى اللجنة المكلفة من قبل الأمم المتحدة بمتابعة النشاطات الإرهابية في مختلف بلدان العالم، وتبادل المعلومات بين سائر الدول بما يحقق متابعة وملاحقة المنظمات الإرهابية ومنعها من ممارسة نشاطها الإرهابي على أراضيها. أو إيواء الإرهابيين، أو التستر على نشاطاتهم، أو تقديم الدعم اللوجستي والأسلحة والمعدات والأموال والخبرات العسكرية والتدريب على أراضيها.
5. اعتبار كل دولة تسمح للمنظمات الإرهابية التواجد على أراضيها، أو ثبوت تقديمها الدعم المادي أو اللوجستي لها دول داعمة للإرهاب. واتخاذ الأمم المتحدة قراراً بوقف عضوية تلك الدولة في المنظمة العالمية، وفرض العقوبات الاقتصادية والسياسية عليها حتى تتأكد الأمم المتحدة من توقف تلك الدولة عن دعم المنظمات الإرهابية.
6. إذا لم تتوقف الدول الداعمة للإرهاب عن دعم النشاطات الإرهابية فوق أراضيها. أو تحضّ على الإرهاب، أو تدعم النشاطات الإرهابية على أراضي الدول المجاورة لها فعلى مجلس الأمن أن يجتمع ويتخذ قراراً باستخدام القوة ضد تلك الدولة التي ترفض الالتزام بمحاربة الإرهاب وتستمر في دعمه أو تشجيعه.
7. عدم قبول الدول لجوء العناصر الإرهابية إليها، أو التستر على وجودهم. والتدقيق في شخصية كل لاجئ، والتأكد من عدم ارتباطه بأية منظمة إرهابية، وتسليم العناصر الإرهابية التي تدخل أراضيها إلى دولهم لتتم محاكمتهم وإنزال العقوبة التي يستحقونها بهم.
8. مراقبة ومنع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة من تقديم أي نوع من الدعم للمنظمات الإرهابية، وإحالة المسؤولين المخالفين للمحاكم، ومراقبة مواقع الإنترنيت ووقف كافة المواقع التي تشجع الإرهاب، وتنقل أخبار الإرهابيين، وتمجد أفعالهم الإجرامية، وإحالة مسؤوليها إلى المحاكم لينالوا جزائهم العادل.
إن تكاتف جهود كافة الدول وحكوماتها في التصدي للمنظمات الإرهابية، وتحت راية منظمة الأمم المتحدة، وتقديم الدعم والمساعدة للدول والحكومات التي تتصدى للإرهاب، وتبادل المعلومات. بالإضافة لمعالجة مشكلة الفقر والبطالة في البلدان الفقيرة، والنهوض بالمستوى المعيشي لهذه الشعوب كفيل بالقضاء على المنظمات الإرهابية وتخليص العالم من شرورها.

لايستطيع أحد أن ينكر دور الإسلام السلبي في تعطيل المسيرة الديمقراطية في كل البلدان الإسلامية وخاصة أن مبادئه تتعارض مع أصول وروح النظام الديمقراطي. والسبب في ذلك هو الاعتقاد بأن الاسلام منزل كدين كامل من السماء. وقد ساد هذا الاعتقاد إلى درجة خطيرة بسبب الأدبيات والإعلام، واختفاء الرأي المخالف وقمعه كليا ماأدّى إلى إفراغ الذهنية الإسلامية من أي فكر إلا الديني منه. وأصبح الإسلام تبعا لذلك هو المكوّن الوحيد للثقافة الاسلامية عامة والعربية خاصة. وعندما يتساءل المسلم البسيط إذا كان الإسلام منزل، ويتصف بالكمال فلماذا أصبحت بلدان الغرب الكافرة أكثر تطورا وغنى ورخاء من بلاد المسلمين المؤمنين؟. فيكون الجواب دائما أن سبب عزوف الله عنا هو تقصيرنا في الالتزام بديننا. مع أن هناك الكثير من المثقفين المقموعين الخائفين والمرتعبين من التكفير يدركون جيدا بأن نجاح الغرب وقوته وثروته يعود إلى تطبيق صحيح للديمقراطية مجردة عن سيطرة الإرهاب الفكري. وهم متأكدون بأنه لو نقلت التجربة الديمقراطية إلى بلاد المسلمين لازدهرت وأصبحت أكثر نجاحا وقوة ونتاجا وعطاء. ولكن الحكام العرب والمسلمين وأحزابهم المحتكرة للحكم والحكومات لاترغب بالديمقراطية لأنها تعني انتقال السلطة إلى أيدي غيرهم لذا فهم يقومون بلعبة خطيرة هي إلهاب مشاعر الناس ضد الغرب في حين يعتمدون في بقاء حكوماتهم على مساعدات مالية وعسكرية من الغرب مدّعين بأنهم يستخدمون هذا المال والسلاح للقضاء على التطرف والإرهاب في بلادهم في سبيل إرساء دعائم الديمقراطية في حين يتركون للجماعات الإسلامية المتطرفة الحبل على الغارب لتسميم عقلية شعوبهم.

الثقافة العربية خاصة، والاسلامية عامة مختزلة في مكوّن واحد ووحيد هو الدين الاسلامي، وسلطانه الجبار الذي لايسمح بمرور أي تغيير أو تبديل لما يتعارض مع ثوابته الرجعية وجوهره الجامد لأن في صميم الإسلام يكمن مبدأ يعارض الديمقراطية. أضف إى ذلك أن الإسلام يقوم على اعتبار أن الحاكم والحكومة عليهما، ومن واجبهما أن يقوما بتعزيز الإسلام والدفاع عنه، والترويج له، وتدريسه. وعقاب كل من يتجرأ على انتقاده أو مخالفته، وكل من يتجرأ على إبداء الرأي به أو نقده تلاحقه لعنة التكفير والردّة وإهدار الدم.

من المستحيل على الأمة الاسلامية أن تتقدّم وتبدع قبل أن تتحرر من مآسيها وعقدها ومحرماتها. وقبل أن تنجح في تحويل دينها إلى دين روحاني صرف يدعو الإنسان إلى علاقة مباشرة خاصة بينه وبين خالقه دون تدخّل أي إنسان، أو هيئة، أو مافيا دينية. ويستحيل على الأمة الإسلامية أي إصلاح مادام انتقاد النبي محمد، وانتقاد القرآن ومفاهيمه ومبادئه وتعاليمه أمرا محرّما وخطا أحمر يقود المساس به إلى التهلكة.
مازال المسلمون يتهمون الحضارة الغربية ويصفونها بحضارة الكفر في ذات الوقت الذي يلتهمون كل منتجات حضارة الكفّار، وينعمون بمختلف إنجازات الكفّار العلمية والتكنولوجية والطبية دون أن يدركوا أن قطار الحداثة والتحديث الذي يقوده الكفّار قد فاتهم بقرون عديدة حتى أصبحوا عالة على العالم الغربي وعلى البشرية بكاملها. فكيف ستتمكن النخبة التنويرية العربية والاسلامية من مواجهة هذا الواقع بعيدا عن الكذب والنفاق والعنجهية الفارغة في الوقت الذي يسمعون شيوخ الاسلام يرددون، بكل غرور وعناد وتبجح، أن المسلمين هم خير أمة أخرجها الله وفضّلها على العالمين. بناء على الآية التي تقول: كنتم خير أمة أخرجت للناس (سورة آل عمران: 110).

المصادر:
1. القرآن الكريم. تفسير الجلالين مذيلا بكتاب لباب القول في أسباب النزول للسيوطي.
2. صحيح البخاري. لأبي عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن برذبة البخاري المتوفي 256 هجرية.
3. صحيح مسلم. لأبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري المتوفي 261 هجرية.
4. سنن ابن ماجة. لأبي عبدالله بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني تامتوفي 276 هجرية.
5. سنن الترمذي. لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسة بن الضحاك السلمي الترمذي المتوفي 279 هجرية.
6. سنن أبو داود. لأبي داود سليمان بن الأشعث بن اسحاق بن بشير الأزدي المتوفي 275 هجرية.
7. الكافي. للشيخ محمد بن يعقوب الكليني المتوفي 275 هجرية.
8. محنة المسيحيين في الشرق الأوسط. الموقع الشخصي للدكتور عبد الخالق حسين
.

Sunday, October 9, 2011

لتعرف حقيقه عدوك .ج 3
لتعرف  حقيقه عدوك.ج2
تابع هذا الفديو..ج-1
 لتعرف حقيقه عدوك

هذا ما جلبه لنا الاحتلال الامريكي باسم تحرير العراق

محكمة بروكسل: قرار تفكيك الدولة العراقية جريمة اميركية مع سبق الاصرار
9-10-2011

بغداد/ بروكسل/اور نيوز
يكشف تقرير لمحكمة بروكسل عن خطة اميركية عالية المستوى لتفكيك الدولة العراقية وتجريدها من كل مقوماتها كدولة حقيقية وليست ديمقراطية كارتونية، ولاهمية التقرير تنشر وكالة (اور) نصه فيما يأتي..
بعد ايام قليلة من احداث الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر اعلن نائب وزير الدفاع بول وولفويتز بان التركيز الرئيسي للسياسة الخارجية للولايات المتحدة سيكون "انهاء الدول التي ترعى الارهاب". وقد وُصِِِف العراق كونه "دولة ارهابية" وتم استهداف انهائهِ. و قام الرئيس بوش بأعلان العراق كجبهة رئيسية في حملة الحرب على الارهاب العالمية. و عليه غزت القوات الاميركية العراق بصورة غير قانونية تحت هدف واضح وهو تفكيك الدولة العراقية. بعد الحرب العالمية الثانية ركزت علوم الاجتماع على دراسة بناء الدول و نموذج التنمية, لكن كُتب القليل حول كيفية تدمير الدولة وتراجعها. يمككنا الان, بعد ثمان سنين من الحرب والاحتلال, ان ننَص بأن انهاء الدولة كان هدفاً سياسياً متعمداً. ان عواقب تدمير الدولة العراقية كان وخيماً على الصعيد الانساني والثقافي: لاسيما وفاة اكثر من 1.3 مليون مدني والتدهور في البنى التحتية الاجتماعية من ضمنها الكهرباء والمياه الصالحة و شبكات الصرف الصحي, اكثر من ثمانية ملايين عراقيين بحاجة الى مساعدات انسانية اضافة الى الفقر المدقع: تقرير الامم المتحدة لحقوق الانسان الصادر في الربع الاول من سنة 2007 نص على وجود 45% من العراقيين يعيشون بأقل من دولار في اليوم, اضافة الى تشريد 2.5 مليون على الاقل من اللاجئين و نزوح 2.764.000 في نهاية سنة 2009, حيث وجد ان نسبة المهجرين هي واحد من بين كل ستة افراد عراقيين. كما ان الجاليات العرقية و الدينية على وشك الانقراض.
وكالة (السكن) التابعة للامم المتحدة اصدرت مؤخراً بياناً (218 صفحة) بعنوان حالة دول العالم لسنة 2010-2011, تضمن البيان احصائيات من ضمنها حقائق مفزعة عن معيشة السكان في المدن العراقية. خلال العقود القليلة الماضية, قبل الغزو الاميركي للعراق سنة 2003, تراوحت نسبة السكان الذين يعيشون في الاحياء الفقيرة اقل من 20 بالمئة. اما في يومنا الحالي, ارتفعت هذه النسبة الى 53 بالمئة: وهو ما يعادل 11 مليون من قاطني المدن الحضرية من اصل 19 مليون.
تدمير التعليم العراقي
لخص تقرير اليونسكو " التعليم في اطار الهجوم" الصادر في 20 شباط 2010, بأن " على الرغم من تحسن الوضع الامني في العراق, ان الحالة التي تواجهها المدارس والطلاب و الاكاديميون لاتزال خطرة". كما نشر مدير جامعة الامم المتحدة معهد القيادة الدولية تقريرا بتاريخ 27 / نيسان 2005 يشرح بأن منذ بدء الحرب سنة 2003, تم حرق و نهب و تدمير 84% من مراكز التعليم العالي في العراق. اضافة الى ان العنف المستمر دمر العديد من المدارس العراقية و ان ربع المدارس الابتدائية العراقية بحاجة الى حملة اعادة تأهيل كبرى. منذ مارس/ اذار 2003, تم قصف اكثر من 700 مدرسة ابتدائية, و تم حرق 200 منهم ونهب اكثر من 3.000. اما نسبة المدرسين في بغداد قد هبطت بنسبة 80%. خلال الفترة بين اذار 2003 و تشرين الاول 2008, تم التبليغ عن 31.598 حالات هجوم عنيفة ضد مؤسسات تعليمية في العراق, وفقاً لما اعلنته وزارة التعليم. منذ 2007 العديد من التفجيرات التي استهدفت جامعة المستنصرية اسفرت عن استشهاد و جرح اكثر من 335 من الطلبة و الموظفين وفقا لما ذكرته صحيفة النيويورك تايمز بتاريخ 19 تشرين الاول, و عليه بُني جدار مضاد للانفجارات على ارتفاع 12 قدم حول الحرم الجامعي. كما احتلت قوات المتعددة الجنسيات و الجيش العراقي و الشرطة العراقية اكثر من 70 مبنى مدرسي لاهداف عسكرية في محافظة ديالى فقط, وهو ما يعد خرقا واضحا لاتفاقية لاهاي. كما ان تقرير اليونسكو واضح جدا "الهجمات التي استهدفت التعليم امتدت طوال سنتي 2007 و 2008 على مستوى اقل- لكن مثل هذه الهجمات من شأنها ان تثير قلقا بالغاًً في اي بلد". اذاً, لماذا لا تشكل اي قلق عندما يرتبط الامر بالعراق؟ اضافة الى ان نسبة الهجمات عادت لترتفع مرة اخرى كما تبين هذه الاحصائية: عدد الاكاديميين المغتالين بحسب محكمة بروكسل بلغ نحو 300 شخصية علمية واكاديمي بين عامي 2006 و 2011، فيما بلغ عدد الاعلاميين الذين تم اغتيالهم بين عامي 2006 و2011 ، 210 اعلامياً وصحفياً، بحسب احصائيات جمعية مراسلون بلا حدود.
القضاء على الطبقة الوسطى في العراق
وبصورة موازية لتدمير التعليم العراقي, ادى القمع الى هجرة الجزء الاكبر من الطبقة الوسطى المتعلمة- والتي تعد العامل الرئيسي في التقدم والتطوير في الدول الحديثة. حيث عانت الطبقة المثقفة و ذات الخبرات من حملة منظمة و منهجية من التخويف والاختطاف و الابتزاز و القتل العشوائي و الاغتيالات المستهدفة.لقد تم تزويد شريحة الاختصاصين ضم اطار الاستهداف الشامل للطبقة الوسطى المهنية, والتي تتضمن اطباء و مهندسين و محامين و قضاة بالاضافة الى الزعماء السياسيين و الدينيين. و يعتقد ان 40 بالمئة من الطبقة الوسطى العراقية قد غادرت البلاد بنهاية2006, وقد عاد القليل منهم. عشرون الف طبيب مسجل عراقي من اصل 34.000 غادروا العراق بعد غزو الولايات المتحدة. منذ نيسان 2009, عاد اقل من 2,000 وهو نفس عدد الذين قتلوا خلال الحرب.حتى يومنا هذا, لم يُنَظَم اي تحقيق حول هذه الظاهرة من قبل مسؤولي الاحتلال. ولم يتم التبليغ عن اي اعتقال بصدد ترهيب الطبقة المثقفة. ان النزوع الى معالجة الاستهداف المنظم للمهنيين العرقيين بوصفه لا يفضي الى شيئ، هذا النزوع ينسجم مع الدور العام لقوى الاحتلال في استنزاف المجتمع العراقي.
تدمير المجتمع العراقي و محو الذاكرة الوطنية
تتفاقم هذه الخسائر الى مستويات غير مسبوقة من الخراب الثقافي, حيث الهجمات التي استهدفت المحفوظات و المعالم الوطنية التي تمثل الهوية التاريخية للشعب العراقي. من خلال اميركاز واتش امكننا ان نعلم بأن الاف من القطع الاثرية اختفت خلال "عملية تحرير العراق". تحتوي هذه القطع على ما لا يقل عن 15.000 قطعة نفيسة تعود الى حضارة وادي الرافدين التي كانت موجودة في المتحف الوطني في بغداد, بالاضافة الى العديد من القطع المأخوذة من 12.000 موقع تأريخي الذي تركته قوى الاحتلال بدون حراسة. بينما كان المتحف يجرد من قطعه الثمينة,كانت المكتبة الوطنية التي حافظت على الاستمرارية و الفخر قد دُمِرت عمدا. ان مسؤولي الاحتلال لم يقوموا بأتخاذ اي اجراءات لحماية المواقع الوطنية, بالرغم من تحذيرات المختصين الدوليين. وفقا لاخر التطورات حول عدد القطع المسروقة قال المختص التاريخي فرانسيس ديبلاوي, يبدو ان حوالي 8.500 قطعة لا تزال في عداد المفقوديين, بالاضافة الى 4000 قطعة سيتم استرجاعها ولكن لم تعد الى العراق حتى الان. ان التهريب وتجارة القطع اللاثرية العراقية هي واحدة من اكثر الاعمال ربحاً في العراق الحالي.كانت ردة فعل الولايات المتحدة لهذا النهب الحاصل هو اللامبالاة في احسن الاحوال او اسوأها في احيان اخرى. وقد فشلت الولايات المتحدة امام القانون الدولي في ان تتحمل مسؤلياتها وان تاخذ موقف ايجابي و وقائي و ضاعف من فشلها اضطلاعها المباشر بأعمال فظيعة اضرت التراث العراقي بصورة كبيرة. منذ الغزو في اذار 2003, قامت قوى الولايات المتحدة بتحويل سبعة مواقع اثرية على الاقل الى قواعد او معسكرات للجيش, من ضمنها اور, واحدة من اقدم المدن في العالم وهي ايضا مسقط رأس النبي ابراهيم عليه السلام, اضافة الى بابل الاسطورية حيث اسفر معسكر قوات الولايات المتحدة عن اضرار لا يمكن اصلاحها في هذه المدينة التاريخية.
تدمير الدولة العراقية
تفشي الفوضى والعنف يعرقل اعادة الاعمار, مما يترك اسس الدولة العراقية في حالة خراب. الاغلبية العظمى من الصحفيين و الاكاديمين و السياسيين الغربيين يرفضون الاعتراف بضياع الحياة على هذا النطاق الواسع وان التدمير الثقافي الذي يتبعه هو ناتج متوقع لسياسة الاحتلال الاميركي. حيث تعتبر هذه الفكرة غير واردة على الاطلاق, بالرغم من العلنية التي نفذ فيها هذا الهدف على اساسه.لقد حان وقت التفكير فيما لا يمكن التفكير فيه. ان الهجوم الذي قادته اميركا ضد العراق يجبرنا الى اعتبار ان معنى تدمير الدولة و نتائجه كان هو هدف السياسة الاميركية. كما ان مهندسي سياسة العراق لم يفصحوا عن ما سيتضمنه تفكيك واعادة تركيب العراق, الا ان اعمالهم, على اية حال, تصورها بصورة واضحة. و من خلال هذه الاعمال,يمكن قراءة تعريفا دقيقا لما يعنيه انهاء الدولة. ان حملة انهاء الدولة العراقية تضمنت على, ازاحة واعدام الرئيس الاسبق صدام حسين و القاء القبض و طرد اي شخصية بعثية. بل واكثر من ذلك, عملية انهاء الدولة امتدت الى ما بعد تغيير السلطة الحاكمة. فأنها ايضا تضمنت التفكيك المتعمد لجميع مؤسسات الوطنية الكبرى و بدء حملة مطولة لاعادة التشكيل السياسي. لقد حولت قوانين بريمر المئة العراق الى جنة السوق الحرة, و لكن نتائجه كانت ككابوس جهنمي للعراقيين. فقد استعمرت الراسمالية البلاد و تفشى النهب على اوسع نطاق. خفض القانون الاقتصادي الجديد الضرائب بنسبة 100% للمستثمر الاجنبي للممتلكات العراقية, اضافة الى الحق في مصادرة جميع الارباح, و الاستيراد الغير محدود, و الايجارات و الاتفاقيات الممتدة الى 30-40 سنة, كل هذا يجرد العراق من جميع موارده.
يتمثل العراق المعاصر بمزيج من القوى الطائفية مع تزويقات رسمية للديمقراطية الليبرالية والهياكل الاقتصادية الليبرالية الجديدة. نحن نسمي هذا عملية فرق تسد المستخدمة لكسر واخضاع المناطق المتماسكة ثقافيا. ان النظام الحاكم الموضوع من قبل قوات الاحتلال اعاد تشكيل البلاد بما وفق تقسيمات طائفية, مفككا الوحدة, المكتسبة بشق الانفس, والتي هي جزء من مشروع بناء الدولة الطويل. حيث ادى ذلك الى سياسة التطهير العرقي.
وثائق ويكيليكس
ان وثائق الويكيليكس نُشرت لاول مرة بتاريخ 22 اكتوبر/تشرين الاول 2010, موضحةً كيف ان قوات الولايات المتحدة اعطت امرا سريا بعدم التحقيق بقضايا التعذيب التي ارتكبتها السلطات العراقية و كشفتها القوات الاميركية. و تكشف لنا هذه الوثائق عن مقتل المئات من المدينيين الغير مبلغ عنهم على يد قوات التحالف, و ايضا عن مئات المدنين العراقيين: نساء حوامل و مسنين و اطفال الذين قُتِلوا في نقاط التفتيش. وهناك العديد من الشكاوي حول الاعتداءات في السجون من قبل قوات التحالف حتى بعد فضيحة ابو غريب. حيث تبعث لنا هذه الوثائق صورة قاتمة عن تفشي التعذيب في مراكز الاعتقال العراقية. هناك معلومتان تنتظران قراء الويكيليكس, خصوصا الجزء الذي يتعامل مع القتلى من المدنيين في الحرب على العراق: اولا, ان العراقيين مسؤولون عن معظم هذه الوفيات, ثانيا, ان عدد الخسائر بين صفوف المدنيين هو اعلى بكثير مما ابلغ عنه سابقا. توثق هذه البيانات الانحدار الى الفوضى والرعب بعد ان سقطت البلاد بما يدعى بـ "الحرب الاهلية". كما توثق هذه السجلات الاف الجثث, العديد منها عانت من تعذيب وحشي, ملقاة في شوارع العراق. من خلال ويكيليكس يمكننا ان نرى مدى تأثير الحرب على الرجال و النساء والاطفال العراقيين. و للمرة الاولى, تم الاعتراف هنا رسميا بالحجم الهائل من الوفيات والاعتقالات والعنف ضد المواطنين العراقيين. البحث المستفيض في هذه الوثائق يمكنه اعطائنا نظرة ثاقبة حول الفضائع المرتكبة في العراق. ان سجلات ويكيليكس من شأنها ان تُستخدم كدليل في المحاكم. انها مواد مهمة للمحامين لاصدار اتهامات ضد الولايات المتحدة بسبب اهمالها و مسؤوليتها عن مقتل الالاف.
على اية حال, هذه السجلات تفصح عن الاعمال المهمة في هذه الحرب "كما وصفها جندي من الجيش الاميركي": تقارير "عادية" عند جيش , الولايات المتحدة. هذه السجلات لا تنقل اي شيئ جديد, انها تؤكد و تنقل بصورة رسمية ما يحاول قوله العراقيون و الصحفيون الغير مرافقين للاحتلال منذ سنوات. بينما انشغلت الصحافة بما نشره موقع ويكيليكس, عاد القليل من القنوات الاعلامية الى التغطية الخاصة بهم معترفين وبفشلهم لنقل الاخبار حول الجرائم بمصداقية. لكن ما لا تفصح عنه هذه الوثائق هو اضطلاع الولايات المتحدة مع "قوات غير نظامية" في حرب مكافحة التمرد و لارتباطها بأنشطة فرق الموت. متى ستُكشَفُ وثائق "الحرب القذرة"؟ ان محكمة بروكسل تقوم برصد هذا الاحتلال البشع منذ سنة 2003, و قد وجدت ان هكذا معلومات متسربة تخدش سطح هذه الحرب الكارثية على العراق فقط. ما يمكننا استخلاصه من الويكيليكس هو ليس الا نقطة في بحر, و قد حان الاوان ان نغطس في الماء العكر للحرب على العراق و ان نكشف الحقائق المخفية هناك.
التطهير العرقي
لقد بدا واضحا بعد الغزو سنة 2003 بأن الجماعات العراقية المنفية ستلعب دورا مهما في الرد العنيف للمعارضة في العراق المُحتَل. في الاول من كانون الثاني 2004, أفيد بان الحكومة الاميركية خططت لانشاء وحدات شبه عسكرية مؤلفة من رجال الميليشيات الكردية والجماعات المنفية من ضمنها كتائب بدر, حيث قام المؤتمر العراقي الوطني و الوفاق الوطني العراقي بشن حملة من الارهاب و القتل خارج نطاق القضاء, تماما كما حدث في برنامج فينكس في فيتنام: حيث الارهاب و حملة الاغتيالات التي راح ضحيتها الالاف من المدنيين.
وشملت الـ 87 مليار دولار، المخصصة للتجهيزات التكميلية، 3 مليار لبرنامج سري، وهو رأس المال الذي سيمول الوحدات الشبه عسكرية للسنوات الثلاث قادمة. ضمن هذه المدة، سيطرت على الانباء الصادرة من العراق بصورة تدريجية اخبار فرق الموت والتطهير العرقي، و التي سُميت في الصحافة بـ "العنف الطائفي" حيث استُخدِم هذا المصطلح كسبب جديد لتبرير الحرب و استمرار الاحتلال. يمكن لقسم من هذا العنف ان يكون عفوياً، لكن هناك دلائل هائلة على ان اغلبية اعمال العنف هذه كانت نتيجة لخطط وصفها العديد من الخبراء الاميركان في كانون الاول 2003. على الرغم من المحاولات الاميركية المتوالية لفصل سياسة الولايات المتحدة عن النتائج المرعبة لهذه الحملة، انطلقت هذه الحملة بدعم كامل من صانعي الرأي العام المحافظين في الولايات المتحدة الاميركية، معلنةً ان "الاكراد والمؤتمر الوطني العراقي لديهم مخابرات ممتازة ويجب علينا ان نسمح لهم بأستخدامها... خاصة من اجل مكافحة التمرد في المثلث السني" كما نشرته صحيفة الوول ستريت.
في يناير/ كانون الثاني 2005، و بعد سنة من البلاغ الاول حول اغتيالات البتاغون المنظمة و تشكيل الوحدات الشبه عسكرية، ظهر " سلفادور اوبشن" في صفحات مجلة النيوز ويك وبعض من الصحف الكبرى. حيث يتضمن جلب مصادر خارجية لترهيب البلاد و لتتكفل بالقوى المحلية، و قد اعتبرت هذه السياسة العنصر الرئيسي الذي منع الهزيمة الكاملة للحكومة المدعومة من قبل الولايات المتحدة في السلفادور. لذلك قام البنتاغون بتعيين المرتزقة امثال داينكورب الذي ساعد الميليشيات الطائفية المستخدمة لترهيب و قتل العراقيين وجر العراق الى الحرب الاهلية.
حتى ان نفس خبراء هذه الحرب القذرة في السلفادور ( السفير جون نيجروبونتي و جيمس ستيل) و في كولومبيا (ستيفين كاستل) تم نقلهم الى العراق للقيام بنفس الاعمال القذرة. حيث قاموا بتدريب و تعيين "مغاوير الشرطة الخاصة" ذوي السمعة السيئة، الذين ضموا اليهم لاحقا في سنة 2006 فرق موت من المليشيات. قامت القوات الاميركية بنصب مركز عمليات ذي تقنية عالية لمغاوير الشرطة الخاصة في مكان "غير معروف" في العراق.
وقام خبراء الجيش الاميركي بنصب هواتف اقمار صناعية و اجهزة الكومبيوتر ذات الاتصال بالانترنيت و شبكة الانترنيت الخاصة بالقوات الاميركية. اضافة الى ان مركز المغاوير لديه اتصال مباشر بوزارة الداخلية العراقية و اي قاعدة عسكرية فعالة في البلاد.و كلما تداولت الاخبار في الصحف عن الاعمال الوحشية التي تقوم بها تلك القوى في العراق، يلعب كاستيل دورا حاسما بأتهام "المتمردين" بالقتل دو تصريح قضائي من خلال سرقة زي الشرطة و مركباتهم و اسلحتهم. وهو ايضا يدعي بأن مراكز التعذيب كانت تحت سيطرة الفاسدين من اعضاء وزارة الداخلية، حتى عندما تم كشف ان بعض اعمال التعذيب كانت تُمارس في مقر وزارة الداخلية حيث كان يعمل بالاضافة الى العديد غيره من الاميركان. ان مكاتب المستشارين الاميركان العاملين في وزارة الداخلية كانت تقع في الطابق الثامن من مبني الوزارة، مباشرة فوق الطابق السابع حيث كانت اعمال التعذيب. وقد منع انعدام التدقيق الاعلامي الغربي في ما يقوله الضباط الاميركان امثال ستيفين كاستيل اثارة اي احتجاج دبلوماسي و محلي على صعيد الحرب القذرة في العراق خلال 2005 و2006، وهو ما يتوافق مع "المنهج السري و الخالي من الضجة و البعيد عن الاعلام". وعندما نُشرت هذه القصة في مجلة نيوز ويك في يناير/ كانون الثاني 2005، صرح الجنرل داوننج, قائد القوات الخاصة الاميركية السابق، على قناة الـ ان بي سي قائلاً: "ان الامر تحت السيطرة من قبل القوات الاميركية و الحكومة العراقية المؤقتة، لا داعي للتفكير بوجود اي حملة قتل تستهدف الابرياء من المدنيين" و بعد اشهر من هذا التصريح انطلقت حملة قتل من هذا النوع تحديدا في العراق. شملت هذه الحملة اعتقالات تعسفية و تعذيب و قتل بدون قرار قضائي و الهجرة الجماعية للملايين داخل و خارج البلاد. اختفى الاف العراقيون خلال اسوأ ايام من الحرب القذرة التي امتدت من 2005 الى 2007. وقد شوهد البعض منهم معتقلا و محملا على ظهر شاحنة من قبل مليشيات ترتدي زي الشرطة، و اخرون اختفوا ببساطة. حيث صرحت وزيرة حقوق الانسان وجدان ميخائيل بأن وزارتها تلقلت اكثر من 9000 شكوى من عراقيين حول اختفاء اقاربهم خلال سنتي 2005 و2006فقط . و قد احصت العديد من المنظمات الانسانية عددا اكبر من ذلك بكثير. ان مصير العديد من العراقيين المفقودين لا يزال مجهولا، و العديد منهم لا يزال قابعا في احدى سجون العراق السرية.
قُتل الصحفي د. ياسر الصالحي"بغير قصد" بتاريخ 24 يونيو/ حزيران 2005 على يد قناص اميركي. بعد ثلاثة ايام من وفاته نشرت نايت ريدر تقريرا قام به حول مغاوير الشرطة الخاصة و علاقتهم بعمليات التعذيب و القتل بدون تصريح قضائي و اختفاء العديد في بغداد. بحث الصالحي و مرافقه بثلاثين قضية منفصلة ،على الاقل، تتعلق بالاختطاف المنتهي بالتعذيب و القتل. في كل قضية, افصح شهود العيان عن وجود غارات لعدد كبير من مراكب مغاوير الشرطة الخاصة و العديد من المسلحين باسلحة المغاوير والمرتدين زي المغاوير اضافة الى مضادات الرصاص. و في كل قضية يكون مصير المعتقل الموت بعد ايام من اعتقاله، هذا و يحمل جميع معتقلي مغاوير الشرطة الخاصة نفس علامات التعذيب و غالبا ما يقتلون برصاصة في الرأس. ان اخفاء العلاقة بين الولايات المتحدة وفرق الموت ومدى اضطلاعها بعملية تعيينهم و تدريبهم و تحكمها بهذه الوحدات كان له تأثيرا بعيد المدى، حيث خلقت انطباعا لا معنى له بأن هذا العنف كان على يد العراقيين انفسهم و ساعد على اخفاء اليد الاميركية المتورطة بالتخطيط و التنفيذ لاكثر اعمال العنف وحشية.
ان التستر الاعلامي للجرائم الاميركية لعب دورا مهما في تجنب غضب الرأي العام الذي يمكنه ايقاف استمرارية هذه الحملة.يجب اجراء تقيق شامل لحجم التدخل المباشر للولايات المتحدة في مختلف عمليات التعذيب و الاختطافات التي تشرف عليها فرق الموت. فليس من المعقول ان ضباط الجيش الاميركي ابرياء من الالاف من هذه الحوادث. حيث يشير المراقبون العراقيون بأن فرق الموت التابعة لوزارة الداخلية تتحرك بحرية بين صفوف الجيش الاميركي و نقاط التفتيش العراقية، حيث يعتقلون و يعذبون ثم يقتلون الالاف من المواطنين.
لقد كان واضحا من درجة التدخل الاميركي في تعيين و تدريب و تسليح و ادارة مغاوير الشرطة الخاصة، بان المدربين الاميركان لديهم شروط معينة ، تعمل عليها مغاوير الشرطة الخاصة. من المؤكد ان العديد من الايرانيين و العراقيين مذنبون بأرتكاب جرائم فضيعة التي تصب في صالح هذه الحملة. و لكن المسؤولية الكبرى، التي تتضمن هذه الجرائم، تقع على عاتق افراد هيكل الادارة المدنية و العسكرية لوزارة الدفاع الاميركية، وكالة المخابرات المركزية و البيت الابيض، الذين وافقوا على تنفيذ عملية الارهاب "فينكس" او "السلفادور" في العراق. وكان تقرير مكتب حقوق الانسان التابع لـ يونامي (بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق) الصادر في 8 سبتمبر/ ايلول 2005، الذي كتبه جون بيس، واضحا جدا. حيث ربط حملات الاعتقال و التعذيب و الاعدام بدون تصريح قضائي، مباشرة بوزارة الداخلية العراقية و بصورة غير مباشرة الى قوات المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة.
ووصف تقرير حقوق الانسان التابع للامم المتحدة لسنة 2006 عواقب هذه السياسات على المواطنين في بغداد، في محاولة لاخفاء جذورها المؤسساتية في السياسة الاميركية. ان "العنف الطائفي" الذي اجتاح العراق في 2006 لم يكن نتيجة غير مقصودة للغزو الاميركي بل جزءا لا يتجزء منه. لم تفشل الولايات المتحدة في اعادة امن و استقرار العراق لكنها كانت تشيع العنف عامدة في محاولة يائسة منها لفرض سياسة "فرق تسد" لتحكم الدولة و لتختلق مبررات جديدة للعنف الغير محدود ضد العراقيين الذين يواصلون رفضهم للغزو و الاحتلال غير الشرعيين لبلادهم.
ان طبيعة و حجم تدخل افراد و جماعات مختلفة ضمن تركيب الاحتلال الاميركي لازال سرا غامضا قذرا، لكن هنالك العديد من الادلة التي يمكن ان تُتَبع في اي تحقيق جدي. في كانون الثاني 2007, اعلنت القوات الاميركية عن استراتيجية جديدة، "سيرج" التي نفذتها القوات الاميركية القتالية في بغداد و الانبار. حيث صرح معظم العراقيبن بأن تصعيد اعمال العنف جعل الحياة اليومية اسوء من قبل، حيث انها ضافت الى الدمار المتراكم لاربعة سنين من الاحتلال. قدم تقرير حقوق الانسان التابع للامم النتحدة وصفا للحياة اليومية للمواطنين العراقيين. العنف الناتج عن عملية "الموجة" قلص عدد الاطباء بنسبة 22% مخلفا 15.000 فقط من اصل 34.000 في مطلع ايلول 2008. اما عدد اللاجئين و المهجرين داخليا فقد ارتفع بحدة خلال الفترة بين 2007 و 2008. بما ان وزارة الداخلية العراقية، تحت سيطرة الولايات المتحدة، مسؤولة عن جزء كبير من القتل بدون امر قضائي، فأن مسؤولي الاحتلال كانت لديهم القدرة على تخفيص او رفع نسبة هذه الاعمال الوحشية. لذلك فأن التقليل من القتل بعد بدء "الخطة الامنية" لم يكن صعب التحقيق. في الحقيقة، ان تخفيضا طفيفا في اعمال العنف يخدم دورا مهما في الدعاية الاميركية لفترة من الزمن حتى تعاود فرق الموت نشاطها، مسنودة على الهجوم الاميركي الجديد.وكان القصد من تصاعد القوة العسكرية الأميركية في 2007 ، بما في ذلك زيادة قدرها خمسة أضعاف في الغارات الجوية واستخدام طائرات مزودة برشاشات ومدفعية بالاضافة الى ان عملية "الموجة" كانت معدة لتكون الذروة المدمرة للسنوات الماضية الاربعة من الحرب والعقاب الجماعي التي يعاني منها الشعب العراقي. و سيتم ايضا استهداف جميع المناطق التي تسيطر عليها المقاومة بأستخدام قوة ساحقة لإطلاق النار ، السلاح الجوي على وجه الخصوص، الى ان تتمكن القوات البرية الاميركية من بناء جدران حول ما تبقى من كل حي وعزل كل منطقة. ومن الجدير بالذكر أن الجنرال بتريوس قارن القتال في الرمادي مع معركة ستالينغراد دون ان يتورع عن تبني دور الغزاة الالمان في هذا التشبيه. حيث دمرت الرمادي و الفلوجة بالكامل في تشرين الثاني 2004. وذكرت تقارير حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من عام 2007 الهجمات العشوائية وغير القانونية ضد المدنيين والمناطق المدنية ، وطالب التقرير تحقيقا في الامر. استمرت الغارات الجوية يوميا تقريبا حتى أغسطس 2008 وقد انخفض ما يسمى بـ "العنف الطائفي" اضافة الى انخفاض الخسائر الاميركية. في حين ان جميع الحوادث المبلغ عنها احتوت على قتل المدنيين والنساء والأطفال ، أعلنت القيادة المركزية الاميركية المكتب الصحافي ان القتلى هم "إرهابيون" أو "تنظيم القاعدة" أو "دروع بشرية اجبارية". وثمة جانب آخرلعملية "سيرج" أو لعملية التصعيد، وهو على ما يبدو زيادة في استخدام فرق اغتيال الاميركي الخاص القوات.
ونشرت الـ نيو يورك تايمز تقيريرا بـتأريخ 13 مايو/حزيران 2009 "عندما تولى الجنرال ستانلي ماكريستال قيادة العمليات الخاصة المشتركة في عام 2003 ، ورث في نفس الوقت ، قوة كوماندوس غامضة و منعزلة ذات سمعة لطرد شركاءالمنظمات العسكرية والاستخبارات الأخرى. ولكنه عمل بجد على مدى السنوات الخمس المقبلة لبناء علاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية ومكت التحقيقات الفيدرالي(...) في العراق، كما قال زملاؤه. حيث أشرف على عمليات فدائية سرية لمدة خمس سنوات ، كما يقول مسؤولين سابقين في الاستخبارات انه كان لديه موسوعة معرفية ، حد الهوس ، عن حياة الإرهابيين ، وانه دفع صفوفه بقوة لقتل أكبر عدد ممكن منهم. (...) وان معظم ما قام به الجنرال ماكريستال خلال فترة عمله 33 عاما ما زال سريا ، بما في ذلك الخدمة بين عامي 2003 و 2008 كقائد لقيادة العمليات الخاصة المشتركة ، وهي وحدة النخبة السرية حتى ان البنتاجون رفض الاعتراف بوجودها لسنوات".
ان السرية التي تحيط بهذه العمليات تمنع انتشارالتقارير على نطاق واسع ، ولكن كما هو الحال مع العمليات السرية السابقة للولايات المتحدة في فيتنام واميركا اللاتينية ، فإننا سوف نعلم المزيد عنها على مر الزمن.القوى الاخرى المشاركة في"العمليات الخاصة"- اشار تقرير السندي تلغراف الصادر بتاريخ شباط/ فبراير 2007 الى وجود براهين واضحة على ان القوات الخاصة البرطانية عينت و دربت ارهابين في المنطقة الخضراء لتصعيد التوتر العرقي.حيث حصلت نخبة جناح الساس، والذين يدعون "فرقة العمل الاسود"، ذوي التاريخ الدامي في شمال ايرلندا، على حصانة لاداء اعمالها و يتلخص عملهم على توفير متفجرات ذات تقنية عالية. حيث يلقى اللوم على الايرانيين و السنة و بعض الخلايا الارهابية امثال القاعدة. فرق سوات (الأسلحة والتكتيكات الخاصة)، وتستخدم على نطاق واسع في عمليات مكافحة التمرد. تتضمن مهمة سوات اجراء العمليات ذات الخطورة العالية التي تقع خارج نطاق قدرات ضباط الدوريات النظامية لمنع وردع والرد على الإرهاب وأنشطة المتمردين. وأفيد أن " ان الشراكة بين فرق الامن الداخلي الاجنبية مع قوات التحالف تخلق علاقة مهنية بين قوات الامن العراقي و قوات التحالف حيث يبني التدريب قوات كفوءة".
ان جنود التحالف يعملون جنبا إلى جنب مع فرق سوات ، سواء في مجال التدريب اوالمهمات." في 7 أكتوبر 2010 ذكر الموقع الرسمي للقوات الاميركية في العراق ان" فريق سوات في البصرة قد تدرب مع مختلف وحدات القوات الخاصة ، بما فيها قوات سيل التابعة للاسطول وقوات ساس البريطانية. 1و الفيلق الاول و و فوج 68 الموجود حاليا تحت امرة قوات الولايات المتحدة في الجنوب و فيلق المدفعية الاول قد قامت جميعها بمهمة تعليم فريق سوات.خدمة حماية الخدمات حيث يتم التعاقد مع "مقاولين من القطاع الخاص" أو مرتزقة مثل بلاك ووتر ، في عمليات مكافحة التمرد.
قوات العمليات الخاصة في العراق ، هي حتما اكبرعدة قوات خاصة مبنية من قبل الولايات المتحدة ، وهي ايضا خالية من الكثير من الضوابط التي توظفها معظم الحكومات لكبح جماح مثل هذه القوات الفتاكة. بدأ هذا المشروع في الاردن بعد فترة قصيرة من احتلال بغداد في أبريل/ نيسان 2003 ، لإنشاء نخبة وحدة عمليات سرية فتاكة، والمجهزة بشكل كامل بالمعدات الاميركية ، التي من شأنها أن تعمل لسنوات تحت قيادة الولايات المتحدة ولا تكون مساؤلة امام الوزارات العراقية والعملية السياسية العادية . ووفقا لسجلات الكونغرس ، توسعت القوات العراقية الخاصة الى تسع كتائب ، والتي تمتد إلى أربعة اقاليم "قواعد فدائية" في انحاء العراق. حيث اصبحت في ديسمبر 2009 جاهزة بالكامل ، كل تعنى بـ"الخلية المخابراتية العميلة" الخاصة بها ، والتي تعمل بشكل مستقل من شبكات المخابرات العراقية الأخرى. تحتوي القوات الخاصة على عناصر قوية لا تقل عن 4,564 عنصر ، مما يجعلها تقريبا بحجم القوات الخاصة الاميركية في العراق. وتشير سجلات الكونغرس أن هناك خططا لمضاعفة القوات الخاصة في "السنوات القادمة ".
الخلاصة :
"الحرب القذرة" في العراق لا تزال مستمرة. حتى بعد اعلان الرئيس باراك أوباما نهاية العمليات القتالية في العراق، حيث استمرت القوات الاميركية في القتال جنبا إلى جنب مع المتواطئين معهم من العراقيين. مهام القوات الاميركية المتبقية التي تحتوي على 50000 جندي، منهم 5800 من الطيارين ، هي "تقديم المشورة" ، وتدريب الجيش العراقي و "توفير الأمن" وتنفيذ مهمة "مكافحة الإرهاب".
ان لدى المجتمع الدولي الحق في معرفة الحقيقة الكاملة وغير المتحيزة حول مدى ومسؤوليات التورط الاميركي في مجال القتل في العراق وتطالب بالعدالة للشعب العراقي.ووفقا لتقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ،و بناء على طلب توضيح من قبل بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق، اكدت القوات متعددة الجنسيات أن " حكومة الولايات المتحدة لازالت تعتبر الصراع في العراق على انه نزاع دولي مسلح، الذي تتوافق اجراءاته حسب اتفاقية جنيف الرابعة" و لا تتوافق اجراءاته مع الحقوق المدنية للعراقيين التي تنص على وجوب حكم العراق تبعا للمعاهدة الدولية المبنية حول الحقوق المدنية و السياسية و بعض من حقوق الانسان، لان من شأن هذه المعاهدة ان تعزز حقوق العراقيين المحتجزين من قبل القوات الاميركية و القوات العراقية بتسريع محاكمات عادلة. ان الاعتراف بأن الولايات المتحدة الاميركية لازالت مضطلعة بـ "نزاع دولي مسلح" حتى سنة 2007 اثار ايضا بعض التساؤلات الجدية حول شرعية الدستور و التغييرات السياسية في العراق التي ادارتها الولايات المتحدة و عملاؤها خلال الحرب.
تشريع التعذيب
عند نشر فضيحة التعذيب الحاصل في سجن ابو غريب الذي اثار ضجة وجيزة في العالم، قامت اللجنة الدولية و منظمة حقوق الانسان اولا و منظمة العفو الدولية و هيومان رايتس ووتش و غيرهم من منظمات حقوق الانسان بتوثيق العديد من الجرائم المنهجية على نطاق اوسع التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد معتقلين بغير امر قضائي في العراق. و في العديد من هذه الوثائق تم التأكيد على ان مسؤولية هذه الجرائم تمتد الى اعلى المستويات داخل الحكومة الاميركية و قواتها المسلحة.وشملت أشكال التعذيب الموثقة في هذه التقارير تهديدات بالقتل ، وعمليات اعدام صورية ، وعمليات الاغراق الوهمية ، و اوضاع غير مريحة، بما في ذلك أشكال مبرحة وأحيانا قاتلة من انخفاض حرارة الجسم ، والتعليق ، والحرمان من النوم ، والجوع والعطش ، والامتناع عن العلاج الطبي ، والصعق بالصدمات الكهربائية ، ومختلف أشكال الاغتصاب والاعتداء المثلي ، والضرب المتواصل ، والحرق ، والقطع بالسكاكين ، واستخدام الأصفاد المرنة المؤذية ، والخنق ، والاعتداء الحسي و / أو الحرمان ، وأكثر من أشكال التعذيب النفسي مثل الإذلال الجنسي والاحتجاز وتعذيب أفراد الأسرة. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان انتهاكات القانون الدولي الإنساني الذي سجلتة اللجنة كانت منتظمة وعلى نطاق واسع. وقال ضباط عسكريون للجنة الدولية للصليب الاحمر ان "بين 70 ٪ و 90 ٪ من الأشخاص المحرومين من حريتهم في العراق أُعتقِلوا عن طريق الخطأ".بعد معرفة جميع هذه الحقائق، تم معاقبة اعضاء الجيش الاقل رتبة اقل عقاب.
وقد كشف تقرير "مسؤلية المشرفين" ان الفشل في ادانة ضباط ذوي رتبة اعلى في الجيش هو النتيجة المباشرة لـ "الدور الرئيسي" الذي لعبه بعض الضباط "لتقويض فرص المسائلة الكاملة"، من خلال تأخير و تقويض التحقيقات الجارية حول حالات الوفاة للسجناء في عهدتهم، و مما يضاعف من مسؤولية الضباط الكبار الجنائية هو وجود نمط مشترك من التعذيب و القتل واعاقة العدالة. لقد اساء ضباط الجيش الاميركي استخدام القوة الهائلة و وضعوا انفسهم فوق القانون، من خلال اعطاء الاوامر لارتكاب جرائم شنيعة. وقد وضعت اتفاقية جنيف من اجل جرائم من هذا النوع تحديدا، ولهذا فأن اتفاقية جنيف بالغة الاهمية في يومنا هذا. ان مسؤولية هذه الحرائم لا تقع على عاتق الجيش الاميركي وحده، حيث ان بعض التقارير المنشورة تتضمن وثائق تدين الحكام المدنيين للحكومة الاميركية لموافقتهم على انتهاك اتفاقية جنيف، و لاتفاقية 1994 لمناهضة التعذيب و للقانون الاميركي لجرائم الحرب لسنة 1996. لأذلك لإان الولايات المتحدة الاميركية مسؤولة عن هذه المأساة الرهيبة التي الحقتها بالاف المواطنين العراقيين و يجب اجبارها على دفع تعويضات ملائمة لضحايا هذه السياسة الاجرامية.ونحن نناشد جميع الدول أن تسائل الولايات المتحدة خلال المراجعة الدورية الشاملة في 5 نوفمبر عن كل هذه الجرائم ضد الشعب العراقي.و نحن نطالب ايضا بوضع اجراءات لتعويض الشعب العراقي و العراق كدولة عن جميع هذه الخسائر و الدمار و الاضرار التي تسبب بها الحرب و الاحتلال لهذا البلد.
ديرك ادريانسنزعضو اللجنة التنفيذية لمحكمة بروكسل