Tuesday, November 29, 2011

السباق العكسي مع الزمن






ليالي الانس في فيينا


قامت مجموعه  ميركر للاستشارات (هنا) بمسح عالمي على  221 مدينه في العالم احتلت فيينا المركز الاول من بين العواصم التي تم مسحها .  فالبنيه التحتيه الممتازه وخدمات الصحه العامه وشوارعها الامنه  جعلتها من اجمل مكان في العالم  للعيش فيه 
 اما اسوأ عاصمه فكانت وبجزم من نصيب  العاصمه ( بغداد) التي جائت بالمركز الاخير



                                                                وليالي الضيم في بغداد

امريكا تخشى استقلال الدول


                                 نعوم تشومسكي


قال نعوم تشومسكي –عالم اللغويات الأميركي والناقد المعروف بمعارضته سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية- إن ما يقلق أميركا ليس الإسلام المتطرف بل نزوع دوله إلى الاستقلال.
بتاريخ 5-2- 2011 نشرت صحيفه ذي كارديان البريطانيه مقالا لنعوم تشومسكي قال فيه
 أن أميركا تولي أهمية ثانوية لطبيعة أي نظام تدعمه في العالم العربي، فالأهم عندها هو السيطرة عليه، مشيرا إلى أن رعايا تلك الدول يتم تجاهلهم حتى يكسروا القيود بأنفسهم.
   التفاصيل ( هنا )

نعوم تشومسكي يكشف عن نوايا الولايات المتحدة من أجل الديمقراطية في مصر والعالم العربي

هذه هي نوايا الولايات المتحده الاميركيه  لدعم ديمقراطيه الربيع العربي
 رغم انكشاف كل ماهو مستور من سياسه اميركا الخارجيه التي كشفت زيف اقنعتهم المتخفين خلفها في دعمهم للديمقراطيه والديمقراطينن الا انهم لا زالوا يحاولون الضحك على الذقون

Thursday, November 24, 2011

محاكمه مجرمي الحرب (بوش وبلير) في ماليزيا


                                      
 ذكرت صحيفه اسوشيتتد برس  بان محكمه جرائم الحرب في العاصمه الماليزيه  كوالا لامبور  حكمت بالاجماع بادانه كل من الرئيس الاسبق للولايات المتحده الاميركيه   جورج بوش  ورئيس الوزراء الابريطاني الاسبق  توني بلير  غيابيا      ((بالذنب))

وكانت المحكمه قد عقدت جلستها على مدى  4 ايام قرر القضاة بالاجماع غيابيا بالذنب على كل من   بوش وبلير بارتكابهم جرائم سلام خلال غزو العراق في عام 2003 --
2011

التفاصيل هنا



Tuesday, November 22, 2011

محكمة بريطانية تحكم لصالح عراقيين يتهمون جنود بريطانيين بالتعذيب

واخيرا يستطيع العراقيين الذين اتهموا جنود بريطانيين بتعذيبهم في سجون العراق من تنفس الصعداء املا باسترداد حقوقهم
ويقول نحو 128 عراقيا انهم تعرضوا للتعذيب والمعاملة غير الانسانية والمهينة على يد الجنود والمحققين البريطانيين في العراق في الفترة من اذار/مارس من عام 2003 وحتى كانون الاول/ديسمبر 2008.
التفاصيل (هنا)

Monday, November 21, 2011

محاكمه مجرمي الحرب (بوش وبلير) في ماليزيا



كتبت عشتار العراقيه  نقلا عن هذا المصدر هنا ...بدأت في كوالا لامبور عاصمة ماليزيا محكمة جرائم الحرب في العراق وافغانستان ضد جورج بوش وتوني بلير. سوف تقرر المحكمة مااذا ارتكب الرجلان جرائم حرب انتهاكا للقانون الدولي . محكمة كوالا لامبور لجرائم الحرب هي مبادرة قام بها رئيس الوزراء الماليزي السابق محاضير محمد الذي عارض بشدة مغامرات امريكا العسكرية في عدد من المناطق المضطربة.بدات المحكمة بعد سنتين من التحقيقات المعمقة بضمنها شهادات من ضحايا حرب عراقيين . وطبقا لمفوضية كوالا لامبور لجرائم الحرب ساهم كل من بوش وبلير في اصدار اوامر رئاسية انتهاكا لكل المعاهدات والقوانين الدولية.
وقد ارسلت اخطارات من المحكمة الى بوش وبلير حسب عنوانينهما المعروفين وكذلك الى السفارتين الامريكية والبريطانية في العاصمة المالييزية.
ياتي هذا في وقت اقامت فيه مؤسسة بيردانا للسلام العالمي معرض جرائم الحرب في كوالا لامبور والمعرض يعرض صورا رهيبة عن جثث مقطوعة الراس لاعلام الجمهور بالتاثيرات غير الانسانية للحرب. وفي المعرض ايضا صور التعذيب في ابي غريب اضافة الى مانيكانات بالحجم الطبيعي لاظهار تعذيب السجناء من قبل الجيش الامريكي.

عراقي حر
 نتمنى ان تكون محاكمه عادله وان ينال المجرمان بوش وبلير عقابهما العادل  دون تدخلات اطراف تجعل من المحاكمه شكليه او صوريه  و يتمكنا ان ينفذا هذان المجرمان من العقاب

Sunday, November 20, 2011

قال جيوفري روبتسون

محامي وكاتب وأكاديمي بريطاني مشهور، من مواليد سيدني، استراليا، 1946، مهتم على وجه الخصوص بقضايا حقوق الانسان وقضايا الفصل العنصري، كما شارك في عدة بعثات لمنظمة العفو الدولية في جنوب إفريقيا وموزمبيق ومالاوي وفيتنام، وغيرها، ويرعى مبادرة الدفاع عن القانون في وسائل الاعلام، وهو عضو في المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان ومجلس العدل التابع لهيئة الأمم المتحدة، كما يتولى مهمة الدفاع عن صاحب موقع ويكيليكس، جوليان أسانج.
  جاء في حديث معه اجرته هيئه الاذاعه البريطانيه BBC  قبل عده ايام 
 يتحدث المحامي البريطاني الذي أشرف على إعداد (القضاة العراقيين) لمحاكمة الرئيس صدام حسين، عن ظروف إعداد أولئك (القضاة) فيقول:



  • لم تحقق المحكمة الهدف الذي يُفترض انها أقيمت من أجله وهو تحقيق العدالة.

  • لم تكن محاكمة دولية ولم ترق الى أي من المعايير الدولية ولا حتى أي من المعايير المحلية المقبولة أو الجيدة.

  • هؤلاء القضاة جاءوا لنا ولم تكن لديهم معرفة بالقضاء سوى قضايا بسيطة لا تتعدى سرقة سجادة من السوق، مثلا.

  • لم يملكوا العلم أو الأدوات أو المعرفة لهكذا قضية دولية.

  • الأمريكان أرادوا إعدامه، ولذلك عارضوا فكرة المحاكمة الدولية.

  • كان الأمريكان هم من يدير العملية.

  • كان يتم التحكم بالقضاة وأعتقد ان بعض السياسيين كذلك قاموا بالضغط على القضاة.

  • لم تكن هناك عدالة سوى عدالة الغاب ... لم تكن هناك عدالة بل هو إنتقام.

  • ملاحظه : 

  •  لمن يرغب الاستماع لنص الحديث اضغط (هنا) واذهب للدقيقه 26,45   والى  29,29  من الحوار

  •   جاء ذلك في  موقع ((وجهات نظر))

  • Saturday, November 19, 2011

    العراق للبيع

    كنا قد نشرنا( هنا ) موضوع  وزاره  الدفاع للبيع      
     الا انه تبين ان العراق باكمله معروض للبييع
        كتب  زيد احمد الربيعي : 

    كل شيء في" العراق الجديد" معروض للبيع خاصة بعد أن عرض سياسيو العراق الجديد شرفهم وناموسهم للبيع علنا وبدون حياء وخجل و بعد أن فقدوا معاني النخوة والغيرة وتمسكوا بالعمالة والخيانة للأجنبي و بالهرولة وراء الدولار.! 
     التفاصيل ((هنا )) 

    Thursday, November 17, 2011

    نهايه العصر الامريكي

    عصر الهيمنه الأمريكيه يقارب نهايته

    الحاقا بمقالة (نهاية العصر الأمريكي) هذه مقالة أخرى حول نفس الموضوع كتبها استاذ تاريخ وعلاقات دولية في جامعة بوسطن.
    **
    بقلم اندرو باسيفيتش A. Bacevich*
    ترجمة عشتار العراقية (ترجمة مختصرة خاصة بغار عشتار)
    التغيير عنصر ثابت في كل ناحية من نواحي الوجود البشري، ولكن التغيير المهم يحدث نادرا ومن الصعب التعرف عليه بسهولة.
    هل غيرت 11 ايلول كل شيء؟ لفترة قصيرة بعد ايلول 2001 كان الجواب يبدو واضحا: طبعا تغير كل شيء. ولكن بعد عقد من السنين تبدو الأمور اقل وضوحا. اليوم اغلبية الامريكان يعيشون حياتهم وكأن احداث 11 ايلول لم تقع مطلقا.
    ولكن بعد قولي هذا يمكننا ان نشعر ان اللحظة الراهنة هي اللحظة التي يخوض فيها عالم مابعد الحرب غمار تغيير جذري . انه يقترب من نهايته ويجري حاليا اعادة توزيع للقوى الكونية. ومع ذلك ففي واشنطن هناك طبقة حاكمة تتظاهر بأن لاشيء جديدا يحدث واننا في الواقع مازلنا نعيش في 1945وان ما يسمى القرن الأمريكي سوف يستمر لعدة قرون قادمة .
    التغيير الكبير يحدث الان
    تغيير سياسي اقتصادي عسكري كبير يحدث الان تحت ابصارنا. وهناك 4 قوى دافعة هي:
    اولا - انهيار اجندة الحرية. في اعقاب 11 ايلول سعت ادارة بوش الى ان تعيد تشكيل الشرق الاوسط الكبير . كان هذا هو الهدف الأقصى من "الحرب الكونية على الارهاب".
    كان القصد احداث تغيير في العالم الاسلامي يشابه مافعلته امريكا في اوربا والباسيفيك مابين 1941 و 1945، لاقامة نظام جديد يوائم المصالح الامريكية بحيث يسمح بالحصول على النفط والموارد الاخرى بدون اعاقة ، مع تجفيف منابع التطرف الاسلامي واطلاق يد اسرائيل في المنطقة. كان العامل المهم في تحقيق ذلك هو الجيش الأمريكي الذي كان الرئيس بوش والكثير من الامريكان العاديين يرون انه لايقهر ولايمكن ايقافه ومستعد ان يضرب اي شخص في اي مكان تحت اي ظروف. ولكن ما ان نفذ بوش ذلك حتى فشلت اجندة الحرية في العراق. كانت ادارة بوش تتوقع ان تكون عملية حرية العراق قصيرة ونظيفة ومنتصرة. وقد تبين انها كانت حربا طويلة وقذرة ومكلفة جدا ونتائجها غامضة.
    الآن نعرف جميعا ان الجيش الامريكي مهما تكن قوته، عاجز عن فرض ارادة الولايات المتحدة على الشرق الاوسط الكبير. اننا لا نستطيع ان نحرر او نهيمن او نروض العالم الاسلامي. وهذا ما اكتشفه ايضا اوباما الذي استمر بسياسة بوش: بذل مجهود اكبر لن يأتي بنتيجة مختلفة. وقد كان وزيرالدفاع السابق روبرت غيتس مصيبا حين قال " اي وزير دفاع في المستقبل يشير على الرئيس لارسال جيش بري امريكي كبير مرة اخرى الى اسيا او الشرق الاوسط او افريقيا ينبغي فحص عقله" كما قال الجنرال ماكارثر بطريقة لطيفة"
    ثانيا - الركود الكبير. في التاريخ الامريكي السياسي الاقتصادي يحدث الكساد كل عقد من السنين. ومع ذلك فإن الانهيار الاقتصادي الذي بدأ في 2008 يختلف عما سبقه، فهو شديد ومستمر ومقاوم لأي علاج. انه يستدعي الى الاذهان فترة الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن الماضي.وهو يتميز بالنمو البطيء ونسبة البطالة العالية والفرص المتقلصة. بدأ الناس يرون ان المستفيد من كل ذلك هم قلة قليلة على حساب الاكثرية. وقد فقد الشعب ثقته بالكونغرس والرئيس ولا احد يدري اين يؤدي كل ذلك .
    ثالثا - الربيع العربي، لا احد يستطيع تخمين اين ينتهي الربيع العربي، هل سوف تنتشر الديمقراطية؟ هل سوف يتعايش الاسلاميون مع العلمانيين؟ ولكن ما يمكن قوله والتأكد منه هو ان الاضطرابات في تلك المنطقة تكسح معها كل اثار الامبريالية الغربية.
    لقد شكل الاوربيون الشرق الاوسط الحديث بهدف وحيد في الذهن وهو خدمة المصالح الاوربية . ومع تضاؤل القوة الاوربية في اعقاب الحرب العالمية الثانية ، تقدمت الولايات المتحدة في الثمانينيات لملء الفراغ. ولم تختلف سياستها عن السياسة الاوربية والبريطانيةعلى الاخص في المنطقة. كانت الفكرة هي احكام الغطاء ، عزل الاشرار، وفي نفس الوقت الاستيلاء على مايمكن ان يقدمه الشرق الاوسط. كانت الخطة المفضلة الامريكية هي التحالف مع انظمة استبدادية، وبيع الاسلحة وتقديم الضمانات الامنية في مقابل وعود بانتهاج الطريق الذي تفضله واشنطن. لم يكن يهمها اوضاع الناس في المنطقة (ماعدا سكان اسرائيل طبعا)
    الذي حدث الان ان هذا الغطاء قد رفع ولا تستطيع الولايات المتحدة ان تعيده . بدأت عمليات تقرير مصير واسعة في البلاد العربية. العرب وغير العرب في العالم الاسلامي الاوسع سوف يقررن مصيرهم. ربما تكون قراراتهم حمقاء او حكيمة. ولكن لن يكون لدى الولايات المتحدة والدول الغربية بدائل كثيرة سوى القبول بالنتيجة والتعامل معها مهما كانت.
    رابعا- حاجة اوربا الى الانقاذ
    القصة السائدة في القرن العشرين هي النسخة الغربية من ان اوربا كانت تعاني وقد هرعت امريكا لمساعدتها بجيشها ثم بمشروع مارشال.اصبح هذا المشروع شاهدا على قدرة امريكا الاقتصادية وان انقاذ القارات شيء لا يقدر عليه الا امريكا.
    كان هذا في اعقاب الحرب العالمية الثانية ، اما الان فإن اوربا تعاني ايضا ، اقتصاديا، ولا حاجة لحسن الحظ لارسال الجيوش. ولكن هل يهرع العم سام لانقاذ اوربا اقتصاديا مرة اخرى ؟ ابدا . انه يعاني من مشاكل الشيخوخة. اذن لمن تستدير اوربا لطلب العون؟ ربما عناوين الصفحات الاولى في الصحف مؤخرا تقدم لنا الجواب:
    - اوربا المحتاجة للنقد تتجد نحو الصين للمساعدة
    -اوربا تتسول من الصين لانقاذها ماديا
    -الاتحاد الاوربي يأخذ طبق الاستجداء الى بكين
    -هل الصين هي المنقذ من ازمة الديون الاوربية؟
    القضية هنا هي ليست اذا كانت الصين سوف تسرع للانقاذ فعلا ولكن هي قضية تحول التوقعات من امريكا الى الصين.
    **
    العودة الى المستقبل
    يستعرض الكاتب المرشحين الحاليين للرئاسة الامريكية من الجمهوريين والديمقراطيين وكيف انهم يرددون جميعا نفس النغمة : امريكا الأقوى والأعظم ومانحة الحرية والديمقراطية والرفاهية .وهي افضل امل للشعوب. وكيف انهم سوف يصلحون الكون فقط حين يحلون محل اوباما.
    ويتساءل في النهاية "هل انتهت امريكا؟" وهو سؤال ظهر على غلاف احدث عدد من مجلة فورين افيرز ، وهي لسان حال مؤسسة السياسة الخارجية. ويقول ان المجلة تضع السؤال الخطأ لأنها تتوقع ان يكون الجواب مطمئنا مؤكدا ان امريكا لم تنته. ولكن الدلائل المتراكمة تؤكد ان امريكا اليوم ليست امريكا عام 1945. كما ان النظام العالمي في اللحظة الراهنة ليس هو ماكان عليه في الماضي ايام عز امريكا. وكل شخص على الكرة الارضية يفهم ذلك . ربما حان الوقت للأمريكيين بدئا من سياسييهم ان يدركوا هذا ايضا. ولكن اذا رفضوا فهناك قصاص عادل مؤلم في انتظارهم.
    المصدر الاصلي هنا

    *استاذ التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة بوسطن. أحدث كتبه "قواعد واشنطن: طريق امريكا الى الحرب الازلية"
    من كتبه الاخرى
    العسكرية الامريكية الجديدة: إغراء الأمريكيين بالحرب
    حدود القوة : نهاية الفرادة الأمريكية (مشروع الامبراطورية الامريكية )
    الحرب الطويلة : تاريخ جديد لسياسة الامن القومي الامريكي منذ الحرب العالمية الثانية

    Sunday, November 13, 2011

    نهايه العصر الامريكي--4

                                  




    بقلم: ستيفن والت (استاذ الشؤون الدولية في جامعة هارفارد)
    ترجمة عشتار العراقية (خاصة بغار عشتار)

    للتحديد اكثر: التوازن الخارجي سوف يستدعي ازالة كل القوات الامريكية من اوربا ، وفي نفس الوقت البقاء ملتزمين بالناتو. اوربا غنية، وآمنة، وديمقراطية وهادئة ولا تواجه مشاكل امنية لاتستطيع حلها بنفسها (مصاريف الدفاع لاعضاء الناتو الاوربيين مجتمعين هي خمسة اضعاف مصاريف روسيا وهي التهديد العسكري التقليدي الوحيد الذي يمكن ان تواجهه القارة). اجبار اعضاء الناتو الاوربيين لقيادة الحرب على ليبيا مؤخرا كانت خطوة اولى جيدة لان الولايات المتحدة لم تكن لتستطيع اكراه حلفائها الاوربيين على تحمل عبئا اكبر اذا اصرت على ان تقوم هي بمعظم العمل بنفسها. بالتأكيد بلعب دور صعبة المنال احيانا، يمكن ان تشجع واشنطن الاخرين لبذل المزيد للحصول على دعمنا، بدلا من معارضة او عصيان الدولة التي نصبت نفسها على انها دولة (لايمكن الاستغناء عنها).في العقود القادمة، ينبغي على الولايات المتحدة نقل اهتمامها الاستراتيجي الرئيسي الى آسيا، لسببين: اولا اهميتها الاقتصادية تتصاعد بسرعة وثانيا لأن الصين هي المنافس النظير الوحيد المحتمل الذي نواجهه. الخبر السيء هو ان الصين سوف تصبح خصما اكثر خطورة من الاتحاد السوفيتي: من المحتمل ان يصبح اقتصادها اكبر من اقتصادنا (وهو وضع لم تواجهه الولايات المتحدة منذ القرن التاسع
    عشر) وعلى عكس الاتحاد السوفيتي القديم المستكفي بذاته، فإن الصين الحديثة تعتمد على التجارة والموارد الخارجية وستكون اكثر ميلا لبسط سلطتها في الخارج.
    الخبر الجيد هو ان مكانة الصين المتصاعدة ، تدق الان اجراس الخطر في آسيا. كلما رمت بكين بثقلها حولها، ازداد طلب الدول الاسيوية الاخرى لمساعدتنا. وبأخذ النظر بعين الاعتبار المسافات والمشاكل
    المعروفة للقيام بعمل جماعي، سوف يؤدي الى ان يكون تشكيل تحالف متوازن في اسيا اصعب بكثير مما كان في اوربا ايام الحرب الباردة. وسيتعين على المسؤولين الامريكان ان يمشوا على خيط رفيع بين فعل
    ماهو اكثر من اللازم (والذي سوف يسمح للحلفاء بركوبة مجانية) و عمل اقل من اللازم (الذي قد يؤدي الى التحاق بعض الدول بالصين). لتحقيق النجاح، سوف يكون على واشنطن ان تحتفظ بقوات بحرية
    وجوية منتشرة في المنطقة، والانتباه الى تغير الاجواء العسكرية والسياسية هناك وتكريس بعض الوقت والجهد لادارة تحالف كبير ومتجزيء من الشركاء الاسيويين.
    ربما الاهم من كل ذلك ، أن التوازن الخارجي يصف وصفة مختلفة تماما للشرق الاوسط الاكبر. وقبل 1991 كان هذا هو بالضبط مافعلناه. كان للولايات المتحدة مصلحة ستراتيجية بالنفط هناك والتزام اخلاقي بالدفاع عن اسرائيل، ولكن حتى 1968 كانت تترك للندن التصرف.بعد انسحاب بريطانيا، اعتمدت واشنطن على حلفاء اقليميين مثل ايران والسعودية واسرائيل لمجابهة وكلاء السوفيت مثل مصر وسوريا. حين سقط الشاه اقامت الولايات المتحدة قوة الانتشار السريع المشتركة ولكنها لم تنشرها في المنطقة، بل احتفظت بها عند الأفق للحاجة. دعمت واشنطن العراق ضد ايران خلال الثمانينيات وكانت البحرية الامريكية ترافق تانكرات النفط خلال الحرب العراقية الايرانية ولكنها نشرت قوات برية وجوية حين اختل توازن القوى تماما وقد حدث ذلك حين غزا العراق الكويت. ربما لم تكن هذه الستراتيجية مثالية ولكنها حافظت على مصالح امريكا الرئيسية بتكاليف قليلة على مدى اربعة عقود.
    ولسوء الحظ، تخلت الولايات المتحدة عن التوازن الخارجي بعد 1991 . حاولت اولا "احتواء مزدوجا" اي مجابهة دولتين العراق وايران - وهما تكرهان بعضهما البعض، بدلا من ان تدع الواحدة تضبط الاخرى وتوقفها عند حدها، كما حدث في الماضي. وهذه الستراتيجية التي اتخذت كما يقول تريتا بارسي خبير المجلس القومي الايراني الامريكي وكنيث بولاك خبير معهد بروكنجز، في جزء منها لطمأنة اسرائيل - اجبرت الولايات المتحدة على الحفاظ بآلاف القوات في السعودية مما اشعل غضب اسامة بن لادن وساعد في صعود القاعدة. جابهت ادارة بوش هذا الخطأ بعد 11 ايلول بتبني ستراتيجية اكثر حمقا وهي "التغيير الاقليمي" مع "العلاقة الخاصة" مع اسرائيل، وهذه المقاربات السيئة عمقت من مشاعر العداء ضد امريكا في الشرق الاوسط واعطت دولا مثل ايران المزيد من الاسباب للتفكير في الحصول على رادع نووي. وليس سرا السبب في ان خطابات اوباما البليغة لم تستطع ان تفعل شيئا لاستعادة صورة امريكا في المنطقة، الناس هناك يريدون سياسات امريكية جديدة، وليس جعجعات فارغة.
    يستطيع المرء ان يتخيل كم استمتع صانعو السياسة في بكين وهم يتفرجون على امريكا وهي تغرق نفسها في مستنقعات مكلفة. لحسن الحظ هناك حل واضح: العودة الى التوازن الخارجي، الخروج من العراق وافغانستان بأسرع وقت ممكن ، معاملة اسرائيل كدولة عادية بدلا من دعمها بدون شروط، والاعتماد على حلفاء محليين في الشرق الاوسط واوربا وآسيا للحفاظ على السلام، وتقديم المساعدة عند الضرورة.
    لاتفهموني خطأ، الولايات المتحدة لم تنته بعد كقوة عظمى، وليس مصيرها ان تكون مجرد قوة من بين قوى عديدة متساوية في عالم متعدد الاقطاب مستقبلا. بالعكس، مازال لدى الولايات المتحدة اقوى جيش في العالم ويظل اقتصادها متنوعا ومتقدما تكنولوجيا . قد يصبح اقتصاد الصين اكبر ولكن نصيب الفرد من الدخل سوف يظل اصغر مما يعني انه لن يكون للحكومة الفائض للتوسع عسكريا في الخارج. ومازال الصرف الامريكي على التعليم والابحاث الصناعية والتنمية اكبر من دول اخرى ومايزال الدولار عملة الاحتياطي العالمي ومازالت العديد من الدول تطمح في الحماية الامريكية.
    علاوة على ذلك ، فإن توقعات المدى الطويل إمكانيات الولايات المتحدة تبعث على الاطمئنان، فالسكان في روسيا واليابان ومعظم دول اوربا يتضاءلون ويشيخون مما سوف يحد من الامكانية الاقتصادية في العقود القادمة. اما في الصين فإن متوسط العمر يرتفع بسرعة (وهو نتيجة غير مرغوبة من سياسة الطفل الواحد) وسوف يكون هذا عبئا على حيوية الاقتصاد. على النقيض من ذلك، النمو السكاني الامريكي عال بالمقارنة مع بقية العالم المتطور ومتوسط العمر الامريكي اقل من اي من اللاعبين المهمين الاخرين.
    وبالتأكيد فإن المكانة الستراتيجية الامريكية افضل مما كانت سابقا وهذا يوضح لماذا تعتبر ميزانيتها العسكرية المتضخمة مسألة غامضة . في 1986 مثلا كانت الولايات المتحدة تسيطر مع حلفائها على حوالي 49% من المصروفات العسكرية العالمية في حين أن اعداءنا المختلفين يشكلون مجتمعين 42%. اليوم الولايات المتحدة وحلفاؤها مسؤولون عن حوالي 70% من المصروفات العسكرية وكل اعدائنا مجتمعون مسؤولون عن اقل من 15% من المصروفات. الولايات المتحدة لن تتهاوى من مكانتها بين القوى العظمى في اي مرحلة من العقود القليلة الماضية، سواء كان عالم المستقبل احادي القطبية او ثنائها او متعددها، واشنطن سوف تظل احد هذه الاقطاب. وتقريبا بالتأكيد اقواها.
    وهكذا فإن اكبر خطر تواجهه الولايات المتحدة اليوم هو ليس قوة عظمى منافسة وشيكة وانما هي الضربة الثلاثية المتمثلة في الديون المتراكمة، وتآكل البنية التحتية والاقتصاد الراكد. والسبيل الوحيد لامتلاك اعظم القوات العسكرية قدرة الان ومستقبلا هو ان يكون لدينا اكثر اقتصاد متطور في العالم وهذا يعني مدارس افضل وجامعات احسن ومؤسسات علمية لا تضاهيها اخرى، وبنى تحتية وطنية تزيد من الانتاج وتسحر القادمين من الخارج. هذه الاشياء سوف تكلف مالا طبعا، ولكنها سوف تضمن لنا امانا أكبر من سفح الكثير من الدماء والثروات لتقرير من يحكم افغانستان او كوسوفو او جنوب السودان او ليبيا او اليمن او اية دولة اخرى في مناطق ستراتيجية.

    إن غروب العصر الامريكي ليس مناسبة للحزن او لالقاء اللوم . ولم يكن من المحتم ان تدوم فترة تدبير الولايات المتحدة شؤون الكون الاقتصادية والسياسية والامنية الى الابد، وانتهاؤها لا ينذر بالضرورة بعصر جديد من الاخطار الصاعدة والصعوبات الاقتصادية اذا قمنا بتعديلات ذكية.
    بدلا من النظر الى الوراء بالحنين ، ينبغي على الامريكان ان ينظروا الى نهاية العصر الامريكي كفرصة لاعادة توازن اعبائنا الدولية والتركيز على مهامنا الداخلية. بدلا من بناء قواعد جديدة في اماكن نائية لا اهمية لها، لقد حان الوقت لتكريس المزيد من الانتباه لتلك (المدينة المشرقة على التل) التي طالما تحدث عنها قادتنا ولكن مازال علينا بناؤها.

    نهايه العصر الامريكي--3


                             


    بقلم: ستيفن والت (استاذ الشؤون الدولية في جامعة هارفارد)
    ترجمة عشتار العراقية (خاصة بغار عشتار)
    تنذر هذه الأحداث مجتمعة بانحدار حاد في القدرة الامريكية على تشكيل نظام عالمي. وسلسلة الإخفاقات الاقتصادية الاخيرة تضع المزيد من القيود على قدرة امريكا للحفاظ على دور دولي طموح. لقد ورثت ادارة بوش فائض ميزانية نادر في عام 2001 ولكنها خفضت الكثير من الضرائب الاتحادية وشنت حربين مكلفتين. النتيجة المتوقعة كانت عجز ميزانية مرتفع وزيادة سريعة في الدين الاتحادي وهي مشاكل تواكبت مع الازمة المالية 2007-2009. وتطلبت الكارثة الاخيرة انقاذ اتحادي هائل للصناعة المالية مما ادى الى عجز ميزانية قصير الامد في 2009 بمقدار 1.6 ترليون دولار (تقريبا 13% من الناتج المحلي الاجمالي). ومن حينها والولايات المتحدة في حالة ركود اقتصادي وهناك امل ضئيل في عودة سريعة الى النمو المزدهر، وهناك مخاوف جديدة من فترة ركود أشد ربما تستمر لمدة خمسة وعشرين سنة قادمة.
    وهناك تحذيرات من ان يزيد الدين الاتحادي الكلي على 100% من اجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2023 و 190% في عام 2035، مما يعني اموالا اقل للطرق والجسور والمدارس وتنفيذ القانون ومنافع اخرى اجتماعية تساعد على الحفاظ على مجتمع صحي.
    العجز المالي يقلل ايضا من شأن عنصر هام من عناصر (القوة الناعمة) الامريكية وهو سمعة كفاءة ونزاهة سياستها الاقتصادية ، حتى ان توماس فريدمان وغيره من الكتاب دعوا بقية العالم لتبني تلك السياسة في بلادهم ولكن الان صار واضحا ان النظام المالي الامريكي شديد الفساد والكثير من نموه الاقتصادي كان فقاعة وهمية. وانتهت الايام التي كانت فيها امريكا تقود لاجندة الاقتصادية العالمية.
    النتيجة واضحة ولا يمكن تفاديها: الولايات المتحدة لن تجد الموارد اللازمة للإنغماس في الشؤون الدولية كما كانت تفعل في الماضي. وحلفاء امريكا التقليديون ليسوا افضل منها حالا حيث ان الظروف الاقتصادية اسوأ في اوربا واليابان. لقد قارب العصر الذي كانت فيه الولايات المتحدة تخلق وتقود نظاما سياسيا واقتصاديا وامنيا في كل جزء من العالم تقريبا، على الانتهاء، والسؤال الذي ينبغي ان يطرح هو : ماذا يجب ان نفعل حيال ذلك ؟
    غروب العصر الامريكي جاء بأقرب مما كنا نتوقع بسبب اخطاء القادة الامريكان. ولكن ليس من الضروري ان تؤدي الاخطاء الماضية الى المزيد من اضعاف مكانة امريكا اذا تعلمنا الدروس الصحيحة وعملنا التعديلات في التوقيت المناسب.
    قبل كل شيء تحتاج واشنطن الى وضع اولويات واضحة وتبني مقاربة صلبة خالية من العواطف للحفاظ على اهم مصالحنا. حين كان التفوق الامريكي في ذروته، كان في استطاعة القادة الامريكان الانسياق وراء النزوات . لم يكن عليهم التفكير بوضوح في ستراتيجية ما لانه كان ثمة هامش كبير للخطأ، وكانت المسائل تحل نفسها حتى لو ارتكبت واشنطن الكثير من الاخطاء. ولكن حين تضيق الميزانية ، تتضاعف المشاكل ويقل تعاطف القوى الاخرى، من المهم استثمار القوة الامريكية بحكمة. كما قال زير الدفاع السابق روبرت غيتس "نحتاج الى ان نكون صادقين مع الرئيس ومع الكونغرس ومع الشعب الامريكي. جيش اصغر ، لايهم تفوقه، سوف يكون قادرا على الذهاب الى اماكن اقل وفعل اشياء اقل" وأكد على ان الدرس الرئيسي هو الحاجة الى "اختيارات واعية" حول مهامنا ووسائلنا. بدلا من محاولة ان نكون "الدولة التي لاأحد يستغنى عنها" في اي مكان، سوف تحتاج الولايات المتحدة للتفكير في كيف تكون قوة حاسمة في الاماكن المهمة.
    بدئا علينا ان نتذكر في اي شيء ينفع الجيش الامريكي ومايجيد فعله. القوات الامريكية ممتازة في منع عدوان كبير تقليدي او ابطاله حين يحدث. لقد نجحنا في ردع الطموحات السوفيتية خلال الحرب الباردة الطويلة وابطلنا بسهولة غزو العراق للكويت في 1991. والحضور البحري والجوي الامريكي في آسيا مايزال يأتي بنتائج تهدئة واستقرار ، وينبغي الا نقلل من شأن قيمة هذا الدور في حفظ السلام.
    على النقيض من ذلك، الجيش الامريكي لا يجيد ادارة الدول الاخرى، خاصة ذات الثقافات التي تختلف جذريا عن ثقافتنا، حيث تجاربهم التاريخية جعلتهم في حالة عداء للتدخلات الاجنبية وحيث هناك انقسامات اثنية حادة والقليل من التراث الديمقراطي. مازالت الولايات المتحدة قادرة على الاطاحة بطغاة صغار، ولكنها غير قادرة على خلق انظمة سياسية مستقرة ومؤثرة بعد ذلك .
    يترتب على ذلك أن الولايات المتحدة يجب ان تتجنب هوسها الحالي ببناء الدول ومكافحة التمرد والعودة إلى استراتيجيتها الكبرى التي وصفها البعض (وأنا منهم) بالتوازن الخارجي، الذي يسعى للحفاظ على هيمنة نافعة على نصف الكرة الغربي والحفاظ على توازن القوى بين الدول القوية في آسيا وأوروبا ودول الخليج الفارسي (العربي) الغنية بالنفط. وهذه هي المناطق الوحيدة في الوقت الحاضر، التي تستحق ارسال الجنود الامريكيين للقتال والموت فيها.
    وبدلا من السعي للهيمنة على هذه المناطق مباشرة ، ينبغي ان يكون مسعانا الاول هو ايجاد حلفاء محليين يحافظون على توازن القوة ، من منطلق منافعهم الخاصة بهم. وبدلا من ان نسمح لهم بركوبة مجانية على ظهورنا، ينبغي ان نركب نحن مجانا على ظهورهم بقدر الاستطاعة ، نتدخل بقوات برية وجوية فقط حين تهدد قوة منفردة بالهيمنة على منطقة حساسة. بالنسبة للتوازن الخارجي، يكمن اعظم النجاح في ايجاد شخص آخر يتعامل مع مشكلة مزعجة ما، دون ان تتحمل بنفسك عبء مسؤوليتها.

    Saturday, November 12, 2011

    وزاره الدفاع للبيع

                                                    


    قد يكون العنوان غريباً ..الا انه في عراق الحراميه  كل شيء ممكن
    اقرأ(هنا) ما جاء في موضوع نشر في موقع ( صوت العراق)  بعنوان - لجنه الأمن والدفاع في البرلمان العراقي تحقق في مزاعم عن بيع منصب وزير الدفاع
     

    نهايه العصر الاميركي----2

    نقلا عن غار عشتار
    ************

    بقلم: ستيفن والت (استاذ الشؤون الدولية في جامعة هارفارد)
    ترجمة عشتار العراقية (خاصة بغار عشتار)

                
    شهد العقدان الاخيران بروز مراكز قوى جديدة في مناطق مهمة متعددة . اوضح مثال هو الصين فنموها الاقتصادي الانفجاري هو بدون شك اهم تطور جيوسياسي في خلال عقود. كانت الولايات المتحدة اكبراقتصاد في العالم منذ 1900 تقريبا، ولكن من المحتمل ان تبز الصين امريكا في الناتج المحلي الاجمالي في موعد لا يتجاوز 2025 .
    وتتصاعد الميزانية العسكرية الصينية بحدود 10 بالمائة كل عام، ومن المرجح ان تحول المزيد من ثروتها الى ارصدة عسكرية في المستقبل. واذا كانت الصين مثل كل القوى العظمى السابقة - بضمنها الولايات المتحدة - فإن تعريفها لكلمة مصالح "حيوية" سوف ينمو كلما تزايدت قوتها- وسوف تحاول استخدام عضلاتها النامية لحماية مجال تأثيرها الآخذ بالاتساع. وبسبب اعتمادها على واردات المواد الخام (خاصة الطاقة) والنمو المعتمد على التصدير، فإن قادة الصين الحكماء سوف يرغبون في ضمان ان لا يكون لأحد القدرة على منعهم من الوصول الى الموارد والاسواق التي تعتمد عليها رفاهيتهم واستقرارهم السياسي في المستقبل.
    سوف يشجع هذا الصين على تحدي الدور الامريكي الراهن في آسيا. ولابد ان الامريكان يتفهمون مثل هذه الطموحات، حيث ان الولايات المتحدة ذاتها قد سعت لاقصاء القوى الخارجية من الوصول الى المناطق المحيطة بها منذ مبدأ مونرو. بنفس المنطق، ستكون الصين ملزمة بالشعور بالقلق اذا احتفظت واشنطن بشبكة التحالفات الاسيوية وحضور عسكري كبير في شرق اسيا والمحيط الهندي. بمرور الوقت ستحاول بكين ان تقنع الدول الاسيوية الاخرى لنبذ العلاقات مع امريكا، وواشنطن سوف تقاوم بالتأكيد هذه الجهود. سوف تعقب هذا منافسة امنية حادة.
    ايضا قلل من شأن الترتيبات الامنية التي حددت العصر الامريكي ، بروز قوى اقليمية رئيسية اهمها : الهند وتركيا والبرازيل. كل من هذه الدول حققت نموا اقتصاديا مثيرا للاعجاب في العقد الاخير، وكل منها اصبح اكثر رغبة لرسم مساره بعيدا عن رغبات واشنطن. ورغم انه ليس بينها دولة على حافة ان تكون قوى عالمية عظمى حقيقية - فالناتج المحلي الاجمالي البرازيلي مايزال اقل من سدس الناتج المحلي


    الاجمالي الامريكي ، واقتصاد الهند وتركيا اصغر من هذا - ولكن اصبحت كل من هذه الدول مؤثرة وسط اقليمها. وهذا الانتشار للقوة نراه في التوسع الاخير للثمانية الكبار الى مايدعى العشرون الكبار G-20
    وهو اعتراف ضمني بان المؤسسات الدولية التي اقيمت بعد الحرب العالمية الثانية قد عفا عليها الزمن وتحتاج الى الاصلاح.

    كل من هذه القوى الاقليمية الجديدة تحكمها حكومات ديمقراطية، مما يعني ان قادتها يوجهون اهتماما كبيرا برأي الشعب. نتيجة لذلك فإن الولايات المتحدة لا تستطيع بعد الان ان تعتمد على علاقات حميمة مع صفوة ذات امتيازات او نخبة عسكرية. حين يكون 10-15% فقط من المواطنين الاتراك ينظرون الى امريكا بعين الرضا، يصبح من السهل فهم اسباب رفض انقرة استخدام واشنطن لاراضيها لمهاجمة العراق في 2003 وسبب تقليص تركيا لعلاقاتها الوثيقة مع اسرائيل رغم محاولات امريكا المتكررة لرأب الصدع. وفي حين ان شعور العداء لامريكا اقل انتشارا في البرازيل والهند ولكن قادتهما المنتخبين ديمقراطيا غير ميالين للانصياع لواشنطن كثيرا.
    يعجل صعود القوى الجديدة بانتهاء (لحظة القطبية الاحادية) والنتيجة ستكون اما منافسة ثنائية صينية امريكية او نظام متعدد الأقطاب يضم عدة قوى كبرى غير متساوية. ومن المحتمل ان تظل الولايات المتحدة هي الاقوى بينها ولكن قيادتها ستكون قد تقلصت، وهي تتقلص باستمرار.
    ساعدة الكارثتان في العراق وافغانستان على تسريع تسريع اضعاف الهيمنة الامريكية وتأكيد حدود القوة الامريكية . حرب العراق وحدها كلفت اكثر من 3 ترليون دولار ولم تنتج الا عن ديمقراطية هزيلة معادية لاسرائيل ومتحالفة جزئيا مع ايران. بالتأكيد طهران كانت المستفيد الرئيسي من هذه المغامرة التي اقدمت عليها ادارة بوش دون ان يخطر على بالها حين جرت البلاد الى الحرب مثل هذه النتيجة.
    الحملة طويلة المدى في افغانستان سوف تنتهي على اكثر احتمال نهاية سيئة رغم ان القادة الامريكيين يحاولون وصفها بنوع من النصر بعد مقتل بن لادن ولكن المحاولة الطويلة والمكلفة للقضاء على طالبان وبناء دولة على الطراز الغربي قد فشلت. في هذه المرحلة السؤال المهم الوحيد هو هل تخرج الويات المتحدة بسرعة او ببطء. وفي كل الحالات سوف يقرر مصير كابول الافغان حالما تخرج امريكا

    وحلفاؤها. واذا لم يكن الفشل في افغانستان كافيا فإن التورط الامريكي في وسط اسيا قلل من العلاقات مع باكستان المسلحة نوويا وعزز من مشاعر العداء لامريكا في تلك البلاد المضطربة. اذا كان النصر يعرف على انه تحقيق اهدافك الرئيسية وانهاء الحرب بزيادة امانك ورفاهيتك فإن كلا من حرب العراق وافغانستان كانت فشلا مكلفا.

    ولكن الحربين لم تكونا مجرد جروح ذاتية غالية الثمن وانما كانت توضيحا بليغا لحدود القوة العسكرية. لم يكن هناك شك في ان الولايات المتحدة تستطيع الاطاحة بحكومات ضعيفة نسبيا و /او غير محبوبة- كما الحال في بناما وافغانستان والعراق ومؤخرا في ليبيا- ولكن الحربين في العراق وافغانستان اوضحتا بأن القدرات العسكرية المتفوقة لا فائدة لها في بناء انظمة سياسية مؤثرة حالما يطاح بالقيادات السابقة للدولة المعنية. في اماكن حيث تبقى الهويات المحلية قوية وحيث يكون التدخل الاجنبي غير مرحب به، لاتستطيع قوة كبرى متفوقة مثل الولايات المتحدة ان تحصل على نتائج سياسية مرغوبة.
    لم يكن هذا اوضح في اي مكان مثل الشرق الاوسط الذي اصبح بؤرة الاهتمام الرئيسية للستراتيجية الامريكية منذ تفكك الاتحاد السوفيتي. لم يفاجيء الربيع العربي واشنطن فقط وانما كشف رد الفعل

    الامريكي قدرتها المتناقصة لتشكيل الاحداث في صالحها. بعد محاولة قصيرة لاسناد نظام مبارك، اصطفت ادارة اوباما مع القوى التي تتحدى النظام الاقليمي القائم. وقدم الرئيس خطابا بليغا نمطيا يؤيد فيه التغيير ولكن لم ينتبه له احد في المنطقة . وفيما عدا ليبيا فإن التأثير الامريكي على العملية كلها كان متواضعا في افضل حالاته. لم يستطع اوباما منع السعودية من ارسال قواتها الى البحرين لاخماد الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح- او لاقناع القائد السوري بشار الاسد للتنحي. والنفوذ الامريكي في العملية السياسية مابعد مبارك في مصر والصراع الدائر في اليمن في طريق الزوال ايضا.
    والمرء يشعر باحساس شديد بتغير ظروف امريكا من مقارنة رد فعلها على الربيع العربي والسنوات الاولى للحرب الباردة، في 1948 كرست خطة مارشال مبلغا قدره تقريبا 13 بليون دولار بشكل منح مباشرة لاحياء اقتصاد اوربا وهو مبلغ يعادل تقريبا 5% من الناتج المحلي الاجمالي الامريكي. ويعادل بقيمة هذه الايام مبلغ 700 بليون دولار، ويستحيل ان تخصص واشنطن حتى عشر هذا المبلغ لمساعدة مصر او تونس او ليبيا او آخرين. وليس ثمة حاجة للعودة الى 1948. لقد حذفت امريكا دينا خارجيا لمصر يبلغ 7 بليون دولار بعد حرب الخليج 1991 . في 2011 كل الذي قدمته امريكا للحكومة المصرية الجديدة هو ماقيمته بليون واحد من الدولارات بشكل ضمانات قروض (وليس قروضا حقيقية) و حذف دين بمبلغ 1 بليون دولار.

    كذلك يتضح تقلص نفوذ امريكا بفشلها المتكرر لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. لقد مضت عشرين سنة تقريبا على توقيع معاهدة اوسلو في ايلول 1993 والولايات المتحدة تحتكر "عملية السلام" منذ ذلك اليوم. ومع هذا كانت جهودها فشلا ذريعا مما يثبت بدون شك عجز واشنطن عن التصرف كوسيط فعال وعادل. كانت دعوة اوباما "لدولتين لشعبين" في خطابه للعالم العربي في حزيران 2009 لحظة امل وجيزة ولكن تراجعه الحثيث في وجه التعنت الاسرائيلي والضغط السياسي الداخلي هبط بمصداقية الولايات المتحدة الى حضيض أعمق.
                 


    يتبع الجزء الثاث

    Friday, November 11, 2011

    نهايه العصر الامريكي --1










    نقلاً عن غار عشتار                                                                  
    ************

    كتب ستيفن والت (استاذ الشؤؤن الدوليه في جامعه هارفارد)
     
        ترجمه (عشتار العراقيه ) قائلاً
    الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة على العالم منذ 1945 وقد سعى قادتها دائما الى الحفاظ على تلك الميزة. والهيمنة تعني ابعاد الاخطار المباشرة عن المصالح الامريكية وتعني القدرة على تشكيل توازنات اقليمية تؤدي الى سكون وهدوء يساعدان على تنمية التجارة والاستثمار وزيادة الثروة بالتالي. وهكذا تسيدت امريكا على القمة وإن كان ذلك المكان موحشا ولكنه شديد الجاذبية.
    ولكن حين تقف وحدك على القمة فليس امامك طريق سوى الهبوط. وبدأت الخشية من الانحدار تتجلى مع تنامي قوة الاتحاد السوفيتي ، حتى جاء رونالد ريجان وبدأ في اوائل الثمانينيات في بناء قوة عسكرية هائلة. ولكن الخوف من الانهيار يلازمنا.
    بدأت النقاشات حول ذلك تنتعش مع نشر كتاب بول كندي (صعود وانهيار القوى الكبرى) Rise and Fall of the Great Powers والذي ذكر فيه ان امريكا تواجه خطر "التمدد الامبريالي" وكان كندي يرى ان بريطانيا العظمى تراجعت الى الوراء لأنها صرفت الكثير من الاموال في الدفاع عن مصالح بعيدة وممتدة وخاضت في سبيل ذلك حروبا مكلفة وحذر من ان الولايات المتحدة تسرع في نفس الاتجاه. وقد عارضه جوزف ناي في كتابه "ملزمة بالقيادة : الطبيعة المتغيرة للقوة الامريكية "
    Bound to Lead: The Changing Nature of American Power
    وكانت تنبؤات ناي دقيقة على المدى القريب حيث رأى ان لأمريكا نقاط قوة غيرعادية وانها ستقود العالم لسنين طويلة قادمة.
    منذ ذلك الحين صدرت عدة كتب ومقالات ناقشت المدى الذي سوف تستمر فيه الهيمنة الاميركية . حتى اسامة بن لادن اشترك في التنبؤ معتبرا ان الحربين في العراق وافغانستان ضربات مميتة للقوة الامريكية.
    ومع كل الحبر الذي سكب حول التفوق الامريكي كان معظم المحللون يسألون السؤال الخاطيء. لم تكن القضية اذا ماكانت الولايات المتحدة ستحاكي سقوط بريطانيا من عظمتها او سيكون لها انحدار كارثي آخر. السؤال الحقيقي هو ما اذا كان مايسمى (العصر الامريكي) قد قارب نهايته. وخصوصا: هل تظل الولايات المتحدة اقوى قوة دولية دون أن تستطيع ممارسة نفس التأثير الذي كان لها ؟ في هذه الحالة وانا اعتقد انها هي الحالة ، ارى ان على واشنطن ابتكار ستراتيجية كبرى تعترف بهذا الواقع الجديد ولكن في نفس الوقت تستخدم موارد امريكا لتحقيق مصالحها القومية.
    بدأ العصر الامريكي فور انتهاء الحرب العالمية الثانية. اعلن مخططو السياسة في وزارة الخارجية في عام 1947 ان "القوة الغالبة ينبغي ان تكون هدف السياسة الامريكية " ويتحدث الباحثون في العلاقات الدولية ان هذه اللحظة كانت نقطة التحول من عالم متعدد القطبية الى ثنائي القطبية، ولكن الحرب الباردة كانت مائلة الطرف منذ البداية.
    في 1945 على سبيل المثال، انتج الاقتصاد الامريكي تقريبا نصف محاصيل العالم ، وكانت الولايات المتحدة من اكبر الدول الدائنة وكان ميزان التجارة في صالحها. كان لديها اكبر بحرية وقوة جوية في العالم ، واول قاعدة صناعية ، والمالك الوحيد للاسلحة الذرية ، وقواعدها تحيط بأركان العالم, وبدعمها لانهاء الاستعمار ودعم خطة مارشال لبناء اوربا ، كانت واشنطن تتمتع بسمعة طيبة بين العالم النامي والمتقدم.
    اهم من كل ذلك ، كانت الولايات المتحدة في موقع جيوسياسي مفضل. لم تكن هناك قوى كبرى اخرى في نصف الكرة الغربي وهكذا كانت في مأمن من غزو اجنبي. على النقيض كان خصمنا السوفيتي لديه
    اقتصاد اصغر واقل كفاءة ، وقوته العسكرية تتركز في قواته البرية ولم تصل ابدا لقدرات امريكا في وصولها الى شتى بقاع العالم. وكل القوى الكبرى الاخرى تتركز في او قرب اوراسيا قريبة من الاتحاد السوفيتي وبعيدة عن الولايات المتحدة التي جعلت حتى خصومها السابقين مثل المانيا واليابان راغبين في الحماية الامريكية ضد الدب الروسي. وهكذا مع استمرار الحرب الباردة ، جمعت الولايات المتحدة كتلة مخلصة من الحلفاء في حين ان الاتحاد السوفيتي لم يستطع سوى عقد تحالفات مع شركاء ضعفاء ومترددين. باختصار، حتى قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، كان وضع امريكا الكلي يشابه في ميزاته وضع اي قوة عظمى في التاريخ الحديث.
    ماذا فعلت امريكا بامتيازاتها المؤثرة هذه ؟ في العقود التي اعقبت الحرب العالمية الثانية ، خلقت وقادت نظاما سياسيا وامنيا واقتصاديا في كل جزء من الكرة الارضية تقريبا ماعدا الاجزاء التي كانت تحت السيطرة السوفيتية مباشرة او وكلائها الشيوعيين . ادخلت امريكا معظم دول العالم في مؤسسات صنعت اغلبها في امريكا (الامم المتحدة - البنك الدولي - صندوق النقد الدولي - اتفاقية التجارة ).
    في اوربا انعشت خطة مارشال الاقتصادات المحلية وساعدت التدخلات الامريكية السرية في ضمان الا تصل الاحزاب الشيوعية الى السلطة وضمن الناتو السلام وردع الضغط العسكري السوفيتي. وكان منصب القائد الاعلى (في الناتو) من نصيب ضابط امريكي دائما ولم تحدث اي مبادرة امن اوربية مهمة بدون الدعم والموافقة الامريكية . (الاستثناء الوحيد كان الهجوم الكارثي الانجلو الفرنسي الاسرائيلي على مصر خلال ازمة السويس 1956، وهي مغامرة انهارت في وجه المعارضة الامريكية القوية) وقد اسست الولايات المتحدة نظاما امنيا جيدا في آسيا من خلال معاهدات ثنائية مع اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا ونيوزيلندة والفلبين وغيرها، ودمجت كل من هذه الاقطار في اقتصاد العالم اللبرالي. في الشرق الاوسط ساعدت واشنطن في إقامة (اسرائيل) والدفاع عنها ولكنها ارست علاقات امنية وثيقة مع السعودية والاردن وايران الشاه ودول الخليج الصغيرة. واستمرت امريكا في ممارسة هيمنتها على العالم الغربي باستخدام ادوات عدة لقلب الحكومات اليسارية في غواتيمالا والدومنيكان وتشيلي ونيكاراغوا. في افريقيا التي لم تكن امريكا تراها ميدانا حيويا لمصالحها، قامت امريكا بما يكفي لضمان حماية مصالحها المتواضعة هناك.
    بالتأكيد لم تمارس الولايات المتحدة سيطرة تامة على الاحداث في الانظمة الاقليمية التي خلقتها. لم تستطع منع الثورة في كوبا في 1959 او ايران في 1979 ، كما فشلت في منع فرنسا من مغادرة هيكل القيادة العسكرية المدمجة في الناتو في 1966 ولم تستطع ايقاف اسرائيل او الهند او كوريا الشمالية او باكستان من الحصول على اسلحة نووية. ولكن الولايات المتحدة احتفظت بتاثير هائل في كل من هذه المناطق خاصة في القضايا الرئيسية.
    واكثر من ذلك ، مع ان وضع امريكا قد تعرض للتحدي - مثلا الخسارة في فيتنام- فإن الموقف الأمريكي لم يكن في خطر مطلقا. وقد استمر راسخا نظام التحالف في آسيا رغم الهزيمة في الهند الصينية وخلال السبعينيات أقامت بكين شراكة ضمنية مع واشنطن.
    كما ان الصين هجرت الماركسية اللينينة كايديولوجية للحكم ، ونبذت الثورة العالمية و دخلت طوعا في هيكل المؤسسات التي خلقتها الولايات المتحدة. وكذلك اصبحت طهران خصما حين استولى رجال الدين على الحكم، ولكن موقع امريكا الكلي في الشرق الاوسط لم يهتز. استمر النفط يتدفق من الخليج الفارسي (العربي) واصبحت اسرائيل اكثر امانا ورفاهية ، ونبذ حلفاء السوفيت الرئيسيين مثل مصر، موسكو واصطفوا مع الولايات المتحدة. ورغم احداث فاشلة بين حين واخر، فإن الملامح الاساسية للعصر الامريكي ظلت راسخة في مكانها.
    من نافل القول ان نؤكد انه ليس من المعتاد ان تقوم دولة يسكنها 5% فقط من سكان العالم بأقامة انظمة سياسية واقتصادية وامنية مناسبة لها في كل زاوية من زوايا الارض تقريبا والحفاظ عليها لعقود. ولكن هذا ما فعلته الولايات المتحدة منذ 1945 الى 1990. وقامت بذلك في وقت تمتعت به بنصف قرن من نمو اقتصادي لم يكن له نظير في التاريخ الحديث.
    ثم حدث انهيار الامبراطورية السوفيتية ، تاركة الولايات المتحدة القوى المتفوقة العظمى في عالم احادي القطب. وطبقا لمستشار الامن القومي السابق برينت سكاوكروفت، وجدت الولايات المتحدة نفسها "تقف وحيدة في قمة قوتها. وهذا وضع لانظير له في التاريخ ، وضع يقدم لنا فرصة نادرة لتشكيل العالم" وهذا ما حاولت فعله الولايات المتحدة ، حيث جلبت معظم دول حلف وارشو الى الناتو وشجعت نشر اقتصاديات السوق والمؤسسات الديمقراطية في انحاء العالم الشيوعي السابق. كانت لحظة انتصار- ذروة العصر الامريكي. ولكن الألعاب النارية للاحتفالات اعمتنا عن رؤية المسارات والافخاخ التي رسمت نهاية العصر.

                 البقيه في الجزء الثاني

    Sunday, November 6, 2011

    الحقيقه

    الحقيقه التي اراد الأمريكان طمسها ضمن اكاذيبهم لتمرير مشروع احتلال العراق ..
    يرويها عالم امريكي كان ضمن البعثه الدوليه لتقصي الحقائق عن جريمه حلبجه



    ظاهره الشر ونتائجها


    مازجاً بين الفلسفة واللاهوت، ومستنداً إليهما في تحليله لظواهر المجتمع، يعرض القس الفاضل لوسيان جميل لظاهرة الشر في المجتمع ونتائجها، مُسقطاً ذلك على مايجري في وطننا العربي، عامة، وعراقنا المحتل المبتلى، بشكل خاص.

      ظاهرة الشر ونتائجها

    القس لوسيان جميل *


    قرائي الأعزاء

    منذ ان اعلن السيد بوش في بداية التسعينيات من القرن الماضي عما اسماه بالنظام العالمي الجديد، فهمَ العالم ان هذا النظام، لن يكون نظاما جديدا ولا عالميا، لا بل لن يكون نظاما اصلا، مع هيمنة الأمريكان، والغرب الانتهازي والعدواني على العالم. فهؤلاء الطغاة لم يعودوا، كما يبدو، يكترثون بقانون ولا بشريعة، سواء كانت شريعة دينية ام شريعة انسانية اخلاقية، كما لم يعودوا يبالون بحقوق الانسان ودمائه.

    لذلك يمكننا ان نتساءل بجدية، من منطلق ان الشجرة تعرف من ثمارها ونقول:ترى هل يمكن ان يخرج من امريكا الطاغية وأعوانها الأطلسيين شيء صالح، وهل يمكن لأية جماعة سياسية من سياسيي ضعفاء العالم، ان تقوم بثورة اعتمادا على الدعم الأمريكي او الأطلسي، وتكون ثورتها ثورة صالحة وشرعية ومباركة؟

    ظاهرة الخير والشر:

    في الحقيقة ان ما وصل اليه الانسان من شر عميق، ما كان يمكن ان يأتي، لولا وجود ظاهرة الشر في طبيعة الانسان نفسها. غير اننا لا يمكننا ان نتكلم عن الشر، من دون ان نتكلم عن الخير اولا، لأن الشر لا يملك كينونة خاصة به، ولا يمكن ان يوجد الا في كائن آخر، باعتباره نقصا في هذا الكائن الذي هو الانسان، الأمر الذي يقودنا الى القول بأن الخير والشر قطبان في منظومة اخلاقية انسانية واحدة، كلمـا زاد الخير في حياة انسان، او في حياة مجتمع، كلما نقص الشر في تلك الحياة، والعكس صحيح طبعا.

    مصدر الشر:

    فيما يلي من الصفحات، وقبل ان ننتقل الى بيت القصيد من مقالنا، سوف نتكلم عن حقيقة الشر وعن مصدره وأسباب وجوده، غير اننا الآن نتكلم عن الشر قليلا من وجهات نظر أخرى، هي وجهات نظر ما قبل العلم، كالفلسفات ولغة الأديان اللاهوتية القديمة، وآداب الشعوب البدائية.

    فإذا ما عدنا الى تاريخ بعض الشعوب، ومنها الشعوب الفارسية القديمة، سوف نلاحظ رواج فلسفة او لاهوت فلسفي يقول بثنائية الله، حيث كانت هذه الشعوب تؤمن بالهين هما اله الخير واله الشر.

    فقد كان الزرادوشتيون يرون ان لكل من الخير والشر كينونته الخاصة به، لذلك افترضوا فكريا ( فلسفيا ) وجود الهين متصارعين: اله خالق للخير واله خالق للشر، فيطلبون من اتباعهم ان يكونوا دائما مع الخير في صراعه ضد الشر.

    أما الأديان الأخرى التي ترى ان الشر هو نقيض الخير حسب، وأن الخير وحده هو الذي يتمتع بالكينونة، فهي ترفض فكرة وجود الهين، لكنهم غالبا ما يعزون دخول الشر الى العالم من الخارج: من الشيطان او من الخطيئة الأصلية التي جاءت عن طريق غواية الشيطان ايضا، في حين يصل اللاهوت المسيحي والإسلامي الى فكرة انضج كثيرا ويقولان بأن الشر يأتي من ضعف الانسان وقابليته للسقوط، اي ان الشر يعود الى نفس الانسان الأمارة بالسوء، اي النفس المائلة، بسبب ضعفها، للسوء وللشر، في حين يؤمن الطرفان، المسيحي والإسلامي، بأن الله خلق الانسان بحالة البرارة، او حالة النعمة، هذه الحالة التي يعبر عنها الكتاب المقدس بأن الله خلق كل شيء حسنا، ويعبر عنها الاسلام استنادا الى آية كريمة بعبارة خلق الله الانسان بأحسن تقويم.

    التفسير العلمي للخطيئة والشر:

    اما من جانبنـا، ومواكبة للمنهجيات العلمية التي دخلت في كل مجال من مجالات الحياة، ورغبة منا في الكلام مع الانسان المعاصر باللغة العلمية التي لا يفهم غيرها احيانا كثيرة، فإننا لن نستخدم الكلام الديني للكلام عن موضوع الخير والشر، كما لا نستخدم الفلسفات للغرض نفسه، لأن الفلسفات، هي الأخرى لا تقنع كل الناس، مفضلين توظيف علوم الانسان في هذا المجال، ولاسيما الأنثروبولوجيا، التي يمكن ان نقول عنها انها علم الثوابت في الانسان، هذه الثوابت التي تجعل من الانسان ان يكون انسانا، بالحق والحقيقة، في حين تعمل الصفات غير الثابتة في الانسان، على التعددية والتنوع، دون ان ننسى التذكير بأن الثوابت نفسها تتحمل كثيرا من التفاوت من حيث قوتها وضعفها، ومن حيث عمقها وسطحيتها في حياته، ولكن دون ان ننسى ايضا بأن الثوابت في حياة الانسان هي العامل المشترك بين البشر.

    كما نؤكد من الآن بأن ما سوف نقوله من خلال دراستنا الأنثروبولوجية للخير والشر، لن يتعارض مع اي دين، طالما ان الأديان نفسها تأخذ بعين الاعتبار ثوابت الانسان، على الرغم من انها تتكلم عنها، بطريقتها الحضارية الخاصة.

    وهكذا يأتي العلـم ليطمئن قلب الانسان الى ما يؤمن به، من خلال كتبه المقدسة، كما يقول القرآن الكريم.

    العلم وحقيقة الخير والشر:

    عندما يتكلم اللاهوتيون عن الخير والشر بطريقة فلسفية تعود خاصة الى الفيلسوف ارسطو، يقولون عن الخير انه الوجود نفسه، لكنهم لا يعترفون للشر بوجود، اي بكينونة، خوفا من ان يضطروا الى الاعتراف بوجود الهين: اله الخير واله الشر. وقد تفتقت ذهنية اللاهوتيين القدماء عن التكلم عن الشر كنقص في الوجود نفسه حسب، مثلما يكون الظلام هو عدم وجود الضوء.

    ولكن بما أننا قلنا اننا لا نتناول موضوع الخير والشر من وجهة نظر دينية او فلسفية، بل نتكلم عنهما كلاما انثروبولوجيا، فإننا سوف ننتقل من الوجود العام الى الوجود الانساني، بمعنى اننا ننتقل من الانطولوجيا ( الكينونة ) الى الأنثروبولوجيا، حيث يصير الانسان، وليس غيره، مقياسا للخير والشر وكل الفعاليات الانسانية الأخرى، وحيث يتم تمييز الخير من الشر، من قبل الانسان، عن طريق الضمير الذي يفترض فيه انه يميز بين ما يلبي حاجات الانسان الانسانية العميقة ويحترمها، وبين ما يحول دون حصول الانسان على تلك الحاجات الأنثروبولوجية الانسانية العميقة، سواء كانت حاجات جسدية مادية ام كانت حاجات انسانية روحية، لا يمكن للإنسان ان يحرم منها، ويبقى انسانا سعيدا.

    وبما ان الخير والشر مسألتان تخصان الانسان، نفهم من ذلك ان الحكَم الأول والأخير هو الانسان وما يشعر به، الأمر الذي لا يعني ان يأتي هذا الحكم من الفرد فقط دون مبالاة بالمجتمع.

    كما ان تعلق الخير والشر بالإنسان يعني ان كثيرا من احكام الانسان في موضوع الخير والشر لا يمكن ان تكون سوى احكام نسبية، تبعا لحالة ضمير الانسان، في وقت الحكم. فصحيح ان امتلاك الحاجات الانسانية الأنثروبولوجية العميقة يجعل الانسان يشعر انه امام خير، وأن حرمانه من هذه الحاجات يجعله يشعر انه امام شر، وأنه امام حالة من الظلم والاستلاب، لكن هذه الحالة لن تتحقق في كل الظروف وفي كل الأمكنة والأزمنة، ومع كل الناس، نظرا لاختلاف الناس عن بعضهم، حتى في المشاعر الانسانية العميقة، من حيث قوتها وعمقها. فها نحن نجد مثلا امرأة لاتستطيع ان تتحمل وجود ضرة لها، مهما كلفها الأمر، فتترك البيت الزوجي بمرارة وغضب، عندما تكتشف ان زوجها قد تزوج عليها، في حين نجد امرأة أخرى تتحمل ضرتها بشكل يذهل اي باحث اجتماعي.

    حصر اهداف المقال:

    على الرغم من اني تماديت في الأمور النظرية، ارضاء لحاجات بعض قرائنا الأعزاء في التحليل والعلمية، الا اني بالحقيقة كان في بالي منذ البداية ان اتكلم عن بعض الشرور المحددة الموجودة في حياة الانسان في كل العهود والتي برزت خاصة في ايامنا منذ اوائل التسعينيات من القرن الماضي. نذكر من هذه الشرور البراغماتية والميكيافلية والظلم وعدم احترام حقوق الانسان وكرامته، اعتمادا على شريعة الغاب وما يسمى بالقوة المطلقة.

    فلقد اصبح الانسان، في ايامنا، سلعة تباع وتشترى، بعد ان تم استعباده بأشكال كثيرة ومختلفة، وصار كل ما لديه، بما في ذلك ماله وعرضه وإنسانيته ودمه، ملكا مباحا لأقوياء العالم، ولا من معين.

    وهكذا اصبح بإمكاننا اليوم ان نتكلم عن الاستعمار الجديد وعن صيغ جديدة للظلم، ونظم جديدة ومبتكرة للاستلاب.

    العلة في الضمير:

    فماذا حدث للإنسان المعاصر حتى يصل الى هذه الدرجة من التدهور الأخلاقي، يا ترى، وماذا حل بضميره حتى يوصله الى هذا الدرك، الذي فيه اصبح الانسان يكاد لا يميز بين الخير والشر، وبين ما هو مقبول وما هو عدوان سافر على الآخرين؟ نقول فتش عن الضمير، الضمير الفردي والجمعي، لأن الضمير هو منظومة الفرد والمجتمع المسؤولة عن التمييز بين الخير والشر، في كافة مجالات الحياة وتعقيداتها، من خلال تحسس الانسان بما ينفع وما يضر، واستنادا الى مساعدات كثيرة، ومنها مساعدة الايمان الديني طبعا، فضلا عن العوامل الثلاثة المسؤولة عن قوة الضمير وضعفه وهي: عامل الوراثة وعامل التربية الاجتماعية (البيئة) وعامل المجهود الشخصي، مع تأكيدنا على وجود ما يماثل هذه العوامل فيما يمكن ان نسميه الضمير الجمعي، اي ضمير المجتمع وضمير الشعب، وما يناله ويصيبه من تأثير.

    اشكالات وأمراض الضمير:

    اما الضمير الذي نتكلم عنه الآن، فهو عين الضمير الذي يتكلم الناس وعلماء النفس، مع فارق يقول ان الضمير هو منظومة كبيرة تجمع بشكل عجيب بنى ومتحسسات اصغر تعود الى تخصصات ثانوية لا حصر لها، وتكون في مجموعها بنية الضمير الأكبر.

    وعليه إذا قلنا ان العلة هي في الضمير، فهذا يعني ان هناك امكانية، تضليل هذا الضمير وتخريبه، ربما ليس بالكامل، ولكن في بعد واحد منه ( بنية ) او اكثر من بعد حسب الحالة.

    وفي الحقيقة نحن نجد أن اسبابا كثيرة، طبيعية ومصطنعة، تساهم في تخريب الضمير الانساني، الفردي منه والجمعي، كما يحدث في حالات السياسات العدوانية والحالات التي يعتمد فيها اقوياء العالم على تضليل الآخرين وشيطنتهم، والحالات التي يقع فيها الضعفاء ضحية التيئيس والحياة الصعبة التي يخلقها المعتدون للشعوب، والرشاوى والوعود التي تعطى لهذا او لذاك من الناس، او لهذه او تلك من الجماعات السياسية والقومية والدينية والطائفية، كمـا يحدث ذلك لدول كثيرة من الدول العربية، وفي مقدمتها العراق، كما هو معروف.

    وعليه فعلينا ان لا نستغرب عندما نشهد ما يقرب من الموت الكامل لضمائر كثير من الجماعات السياسية والاجتماعية، من كل القوميات ومن كل الملل والأديان والطوائف، دون ان نستثني كثيرا من رجال الدين، من كل الأديان، والذين يفترض فيهم انهم يمثلون الضمير الحي النير المستقيم للجماعات التي ينتمون اليها.

    الشرور الناتجة عن خلل الضمير:

    اما الشرور الناتجة عن خلل الضمير فكثيرة ولا تحصى، وهي شرور من كل نوع من انواع الرذائل المعروفة بين البشر: افرادا ومجتمعات. غير اننا هنا نركز بصورة خاصة على الظلم، بكل انواعه وأبعاده، ولاسيما ظلم الدول القوية، امريكا ودول الناتو خاصة، والذين يستمدون قوتهم الشريرة من دول العدوان هذه، حيث صارت هذه الدول كالذئاب المسعورة والجائعة، ولم تعد تجد للحوار طريقا، غير طريق المؤامرات والقوة الغاشمة وطريق التهديد وإملاء الارادة على الآخرين، حتى بات عالمنا وكأنه عالم مقسم الى قسمين او طبقتين هما طبقة الأسياد وطبقة العبيد، مما يشكل استلاباAliénation حقيقيا لعالم الضعفاء وضياعا لكرامتهم الانسانية، كون تصرف اقوياء العالم هذا بالضد من طبيعة البشر الانسانية. علما بأننا وجدنا هذه الشرور المذكورة خاصة في الدول العربية المعتدى عليها: مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن.

    آخر المطاف:

    غير اني سأركز في آخر هذا المطاف على احد هذه الشرور الخاصة بموت الضمير والتي تشمل اقوياء العالم، كما ضعفاءهم، وتشمل خاصة الأحزاب التي تقود حراكا في عالمنا العربي اطلقت عليه تسمية الثورة، ومن ثم اطلق على هذا الحراك المشبوه تسمية الربيع العربي! ! اما هذا الشر فلا يكمن فقط في اعتداء بعض فئات المجتمع على فئات اخرى غير مكترثة بشريعة وبقانون دولي وبأخلاق، ومبررة ميكيافليتها، بذرائع ما انزل الله بها من سلطان، لكنني هنا اكشف عن خلل آخر، نجده بقدر او بآخر، عند الشعب المسكين الذي لا يعرف يمينه من شماله، كما نجده عند الكتاب والمنظرين المؤدلجين الذيـن صار البعض منهم، مع الثورات المزعومة، بدون تساؤلات كثيرة، ونجده بصورة خاصة عند الكتاب والمفكرين والمنظرين، وعند كثير من رجال الدين، من كل الأديان، الذين يبدو ان خللا قد اصاب مركز الحكم على الخير والشر عندهم، فصار حكمهم بطيئا لا يصل الى اسماع من يحتاجونه الا بعد خراب البصرة، كما يقال.

    فمثل هؤلاء الناس الذين ينتظرون ان تصل النار اليهم حتى يستطيعوا ان يحكموا على حالةٍ الحكم الصحيح المناسب نقول عنهم انهم لا يملكون بصيرة ثاقبة، ولا يعرفون قراءة علامات الأزمنة والأحداث، وأن ضميرهم مخدر ولا يصحو الا بعد ان يفعل الفعل الشرير فعله المدمر في المجتمع.

    اما رجال الدين المسيحيين، وبعض من احزاب المسيحيين الكارتونية القريبة من رجال الدين هؤلاء، من الذين تفاقمت عندهم صفة التأخر في الحكم الصحيح، ولاسيما في الأوقات العصيبة التي تعيشها الجماعات المسيحية في العراق، فنقول عنهم، نحن المسيحيين، انهم ينقصهم حضور الروح القدس في حياتهم، اي ينقصهم الايمان بالروح والإخلاص لمطالبه. ولهذا نقول لهم بان " كل الخطايا يمكـن ان تغفر لهم ما عدا الخطيئة ضد الروح القدس ".

    في نهاية هذا المقال، لم يبق لي سوى ان اتقدم بأحر التهاني وأعطر الأمنيات لقرائنا وكتابنا الأعزاء، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، اعاده الله علينا وعلى الجميع، بالخير واليمن والبركة وبنعمة التحرير الشامل من دنس المحتلين وأعوانهم.

    وتقبل الله من كل منا اضحيته وسخاءه المادي والروحي، في سبيل حرية الجميع.

    * تلكيف – محافظة نينوى – العراق

    4-11- 2011
      نقلا عن موقع وجهات نظر