ما أن يُذكر اسم العراق حتى تنتابني مشاعر الحب و الراحه وطمأنينه ، والاخوة ، والتسامح ، والفخر ، تسري في عروقي ممزوجه بشيء من الأسى في آن واحد .
العراق ليس فيصل، ولا نوري، ولا أحمد، ولا صدام ،ولا مالكي . ولا. زيد .. ولا عمر. ولا .... ولا ....
لي الثقه بأن العراق قطعه من جسد وقطره دم تسري في شرايين كل عراقي شريف .
.
لأن العراق هو ايقونه للقوة والشهامة والبطولة والعزه والكرامه .
العراق بحضارته، بسمله آيات الكون ، فمنه كانت البدايه وبه تكون النهايه .
العراق هو الرقم الأصعب في جميع المعادلات.
وهو وسيلة لتحقيق الأهداف والغايات الفرديه
هو البدايه ،
وهو النقطه التي تنتهي عندها كل آيه.
بولادة العراق بدأت عتلة الزمن تدور ، وبنهايته ستكف الأرض عن الدوران
فالعراق هو أول حرف في كل كتاب ، واول معنى في كل القواميس .
واول لغه ثقافه و آداب دونت الشعر والقصص والروايات
في العراق كان أول شروق للشمس .
وفي سمائه سطعت أول نجمه
وبمداره اجتمعت أولى الكواكب .
وكان الذّره الأولى في ولادة أول مجره .
فيه تعلم الانسان كيف يمشي بشموخ مرفوع الرأس يحاكي رفعة الافلاك. السماويه ،فدرس طبيعتها ونظّم بجداول رياضيه حركاتها .
و لأنه هو من عمّدها بمياه دجلة والفرات لذا كان هو الأحق بتسمية...زهرة . بعشتار ..والمشتري .بمردوخ . .... .
وحباً بالبشريه هو من شرّع قوانين ارضيه جعل كل البشر فيها سواسيه .
وسخَّر العجله بعد اختراعها لخدمة الإنسانيه
بعد ان بلّط شوارعا ليسيّرها برشاقه وانسيابيه.
وهو أول من شخص الأمراض واعطاها العلاجات الشافيه.
وشيد سدودا وأنشأ جسورا وبنى تحتيه ليحافظ على بيئه جميلة وراقيه
لذا نبتت على أرضه الطاهرة اول سُنبله لتصبح فيما بعد اول بذره صالحه للزراعه ~
وهو رائد هندسة البناء وواضع اسسها.
وبأول اعجوبه بنى زقورتها وأنشأ لبابل اولى ابراجها تحاكي السماء رفعتها .
قادتها بجيوشهم لم يكونوا مسوخا عرضه للسخرية ،بل كانوا ابطالا دافعوا عن أرضهم كي لا تطأ أقدام الاوباش قُدسيّة تربتها وتُدنّس نقاء حضارتها .
كانوا كالكتاب المفتوح لكل البشريه
ينهل منه من يشاء من علوم انسانيه
لذا حاول الأقزام والصعاليك والحثالات من الطامعين والحاقدين بحياكة المؤامرات والدسائس وشراء ذمم الخونه وتجييش جوش العالم لتشويه سمعته وطمس حضارته
وحين وطأت اقدامهم القذرة بواسطه الخونة والعملاء ارض العراق ، عاثوا بتلك الحضاره فسادا ، وحولها إلى أرض أشباح تليق بمقامهم المُهين .
فقلعوا نخيله لأنها رمز تاريخه
إقتحموا حُرمَة مكتباته وزوّروا تاريخه لأنها وثيقة جهلهم.. وسجل عزّ مجده
ودنّسوا متاحفه لأنها تروي قصص همجيتهم ... وتُجسّد سُمو حضارته .
فتّتوا جيشه لأنه كان عنوان هزيمتهم . وبأس ابطاله بالذود عن حدوده
مزقوا دستوره لأنه يعبر عن شرذمتهم ويحاكي نُظُم رقيّ حياته
وايغالاً ببؤسهم اججو طوائفه، سلبوا حرياته ، حطموا كبريائه، طعنوا كرامته
تفننوا بسفك دمائه
متناسين انهم قد اقتحموا عرين أسد في فترة قيلولته ، وما أن يفيق حتى يجدوا انفسهم يتطافرون كالفئران في شوارعه قبل ان يجعل اشلائهم شذرا مذرا ليكونوا
عبرة للمتصيدين .