Monday, January 20, 2014

هل سيولد جنيف 2 ميتاً ؟

        بقلم :  عراقي حر 

        كيف نُحي الميتين ؟ 
 إن كان لابد على سوريا ان تحضر مؤتمر جنيف 2 دون شروط .فعلى بقية المشاركين في المؤتمر ان يحضروا بدون شروط ، وإلا  فان العدالة ستكون غائبة رغم ان الكل يعلم بأن لا عدالة في السياسة  الخارجية لدول الغرب   . 
 الدول المشاركة في جنيف 2 تقارب الى 30 دولة .   وكل من دُعي الى المؤتمر لم تفرض عليه اي شروط باستثناء سوريا وايران .

 سوريا عليها الحضور دون شروط وايران عليها الحضوربشرط الموافقه على مقررات جنيف 1 التي تشمل تشكيل حكومة انتقالية في سوريا من المعارضه ومن الحكومة السورية من لم تتلطخ ايديهم بالدم العربي السوري . بطبيعة الحال هذا الشرط لا ينطبق على المعارضة السورية ، وكأن المعارضة السوريه من النزاهه والوداعة بحيث لم ترق ولو قطرة دم  سوري بريء واحد . وكأن جميع المنظمات  الارهابية بجميع فصائلها لم تكن تحت الوية ما يسمى بالجيش السوري الحر او الائتلاف السوري او غيره من الفصائل المقاتلة تحت اسم  المعارضة السورية . ورُبَّ قائل يقول بأن الارهابيين في سوريا لا يشاركون في المؤتمر ، حسنا وهو كذلك  ولكن ماذا عن الجرائم التي ارتكبها الجيش السوري الحر بحق المدنيين العزل الذين كل جرمهم انهم كانوا من الطائفة العلوية ؟ ..اوغيرها من الفصائل المقاتلة والتي تعمل بأمرة كل من السعودية وقطر ؟ واين ستذهب دماء الاطفال  في الغوطة الشرقية ؟ وما هو دور المنظمات الأرهابية  بعد تشكيل الحكومة الانتقالية  وهي التي  لها اليد الطولى على الارض ؟ وكيف سترضى ان تخرج من المولد بلا حُمص ؟؟ 

   الحكومة السورية ترفض فرض الشروط المسبقة عليها كما وترفض تشكيل حكومة انتقالية من ما يسميها النظام السوري المعارضة الخارجية كونها لاتمثل رغبة الشعب السوري . ومع هذا فهي ذاهبة للمؤتمر دون شروط مسبقة كما تقول . 

   المعارضة  السورية ترفض الاشتراك في المؤتمر بعد ان علمت بانه قد لا يكون شرط استثناء بشار الاسد من الحكومة المقبلة شرطا اساسيا او لابد ان لا يكون له مستقبل في سوريا . وهذا بطبيعة الحال لم يكن شرط المعارضة  كون ان المعارضة السورية ليس لديها الخيار في الرفض او القبول طالما هناك راعاة لها من دول الخليج ودول الغرب  ولهذا جائت الموافقه بعد مماطلة كانت تعلم والكل يعلم بانه لا طائل منها، فهي في نهاية المطاف ذاهبة الى جنيف 2 .  كما والكل يعلم هذه المماطلة من المعارضة السورية ليست بارادة المعارضه بل هي بضغط من السعودية وبعض دول الغرب ليخرجوا من المأزق الذي حشروا انفسهم فيه وهو المراهنه على رحيل الاسد خلال فترة وجيزة وهذا لم يحصل . ولهذا تصر السعودية وبقية الدول الداعمة للمعارضة السورية بضرورة ان لا يكون لبشار الاسد مستقبل في  سوريا . وسوريا ترفض ان تكون اداة بيد المعارضة . 

  اما ايران فعليها القبول بشروط الولايات المتحدة الامريكية  وهو قبول مقررات جنيف 1 او لن تشارك في مؤتمر جنيف 2 . وهذا ما ترفضه ايران كما اعلن مندوب ايران الدائم لدى الامم المتحدة .

 حسنا وماذا عن مشاركة السعودية في المؤتمر وما هي الشروط التي تجعلة يوافق عليها كي يشترك في جنيف 2 ؟ بالطبع  ولا شرط . 
 إن كان من حق المعارضة السوريه ان ترفض المشاركة في المؤتمر اذا شاركت ايران فيه كون ايران داعم رئيسي للنظام السوري  فعلى الحكومة السورية ايظا الحق في رفض المشاركة في المؤتمر طالما ستشارك السعودية فيه كونها الداعم الرئيسي للمعارضة المسلحة والمنظمات الارهابية التي تقاتل الى جانب المعارضة السورية  كون  ان دعم الارهاب اخطر بكثير من دعم ايران للنظام في صده للثورة في سورية ، هذا اذا انطبق اسم ثورة عليها لانها لازالت بعيدة جدا عن هذه التسمية الشريفة ، كونها ثورة متعددة الرؤوس لا تمثلها سلطة مشتركة او قيادة موحدة بل هي متشرذمة بكل ما تحملة الكلمة من معنى ، وتأتمر باسيادها الخارجيين .

 ورفض مشاركة السعودية ينطبق على تركيا ايظا فهي ليست بعيدة عن كل ما يجري على الساحة السورية وليست ببعيده الى وقت قريب عن ما هي عليه السعودية .

  اذاً انه مخاض عسير،  وكل التوقعات تشير الى ولادة ميتة لجنين معاق كما اوضحت الصور الشعائية لواقع الحال . 

 ولكن ماذا لو فشل جنيف 2 ؟ وما هي الفرص المتاحة امام المجتمع الدولي للحيلوة دون اراقة المزيد من الدماء . لان فشل جنيف 2 يعني استمرار المأساة الى مالا يحمد عقباه . وهذا ما لا نتمناه