Thursday, November 13, 2014

بلداننا ميادين رمي لاجيال الحروب

                                     
 عراقي حر : 

           ميدان الرمي : 

   في المصطلح العسكري  تعرف المنطقة التي يختبر  فيها الجنود مدى دقة رمياتهم بالاسلحة التي اتقنوا استخدامها . ب(ميدان الرمي .) .!! وكل من خدم في الجيش يعرف هذا المصطلح ولم يعد خفيا حتى عن اللذين لم يخدموا في الجيش .
  اجيال الحروب المتعاقبه ومنذ الحرب العالمية الاولى التي استخدم فيها اسلوب الحرب التقليدية اي مقابلة جيش نظامي لدولة ما لجيش نظامي اخر لدولة اخرى  ، استمر هذا النوع من الحروب الى ما بعد نهاية الحرب العالمية الاولى عام 1918 . والجيل الثاني من الحروب الذي  بدأ بعد الحرب العالمية الثانية بعد تغير النظام العالمي الى الثنائية القطبية ليأخذ شكل الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق وامريكا .. 
 
  وأما مابعد هذاين الجيلين من الحروب التجأت الولايات المتحدة الامريكية الى الجيل الثالث من الحروب والذي بدأ بالحرب على الارهاب بعد احداث 11 سبتمبر بمساندة اعوانها في منطقة الشرق الاوسط والتي بدات بالحرب على افغانستان والعراق عام 2003 والتي اثبتت فشلها بعد ان تكبدت الولايات المتحدة اكبر الخسائر التي اوصلت اقتصادها الى حافة الهاوية مما جعلها تعيد النظر في اسلوب حروبها الذي كلفها اموال طائله وخسائر بشريه كبير فلجات الى الجيل الرابع من الحروب 

 والجيل الرابع من الحروب قد بدأ بالضهور بعد عام 2011 بعد ان ضهرالتطرف الديني في المنطقة العربية حيث وجدت الولايات المتحدة اعوان لها في هذه البلدان لخلق فوضى عارمة تمكنها من تقسيم الشرق الاوسط حسب رؤياها ، مستغله بذلك مجموعة من الشباب يقبل ان يبيع وطنه مقابل دولارات قليلة بعد ان استغلت اعلامها الموجه والمسيس والقادر على غسل ادمغة القلة التي تستطيع ان تجعل من مخططاتهم الجهنمية ان تتحول الى حقيقة بفرض الفوضى الخلاقة كما اسمتها كونداليزا رايز لصحيفة الواشنطن بوست عام 2000 ..وعملت دول الغرب بايجاد شخصيات قيادية منحتهم جوائز عالمية لكي يسهموا في استكمال المشهد وحشد أكبر عدد ممكن من الشباب كجزء من أدوات هذا الجيل من الحروب, واستخدم الغرب الإرهابيين في إنجاح هذا الجيل الرابع من الحروب, وزجوا بهم كآلية لإنجاح هذه الحرب المدمرة علي الوطن العربي, فدعم الغرب الجماعات الإرهابية وساعدها علي التسلل الي الدول المستهدفة محملين بكميات هائلة من الاسلحة لإشاعة الفوضي وإسقاط تلك الدول.   وهذا يطرح تساؤلا عن مدي صحة العلاقة بين ثورات الشعوب العربية المقهورة وبين الطموحات الأمريكية الصهيونية . 

 اما الجيل الخامس , حيث يستخدم  من الحروب التقنيات المؤمراتية التي تهدف الي إيجاد حكومة في الظل, وهي تتعامل مع كيانات صغيرة متعددة وممنهجة تعمل من خلال تشكيلات عصابية وتنظيمات إرهابية تهدف الي هدم التعليم في الجامعات من خلال إشاعة الفوضي وإرتكاب أفعال إجرامية للتشكيك في قدرة الدولة علي السيطرة الأمنية, وتستغل هذه التشكيلات الإجرامية في فبركة وتبديل الحقائق وترويع المواطنين.  وهذا ما يحدث فعلا في  سوريا والعراق حاليا ،حيث التفجيرات اليومية لترويع المواطنين وجعلهم فاقدي الثقة بحكومتهم وزعزعة الامن والاستقرار بدعم المنظمات الارهابية كتنظيم الدولة الاسلاميه المعروف بداعش . 

  الجيل السادس :   ان تصنيف "الجيل السادس" من الحروب كان اول من اطلقته روسيا باعتبارها ذلك النوع من الحروب الذي لا يعتمد على الاتصال..او بمعنى آخر تدار كاملة عن بعد “no-contact warfare”... يشمل ذلك كل ما هو معني بالحرب سواء اكان أسلحة أو إمكانيات أو افراد... بداية من الأسلحة النووية التكتيكية الى ادارة الصراع الاقتصادي والمعلوماتي الى استهداف الأفراد أنفسهم عن بعد.. سواء أكانوا فرادى أو مجموعات...

وقد صاغ مصطلح "الجيل السادس الحرب" لأول مرة الميجر جنرال (فلاديمير سليبتشينكو ) لاستخدام أنظمة تسليح عالية الدقة التي يمكن أن تجعل من الجيوش التقليدية امور عفا عليها الزمن... وقد تجلى ذلك باستخدام الأسلحة "الذكية" من قبل الولايات المتحدة في عاصفة الصحراء في يناير 1991 عقب غزو الرئيس العراقي صدام حسين للكويت... وعام 2003م والحرب في افغانستان وفي يوغوسلافيا عام 1999م...أي أن الدول تحارب من خلال نظم وليس من خلال جيوش...
 وكما نلاحظ ان مجمل منطقة الشرق الاوسط وبالاخص الدول العربية هي الان كميدان رمي  لاختبارت الاسلحة المتطورة والتي تستخدم اخر التقنيات لمعرفة مدى فعاليتها ، وكل هذا يجري ضمن مخطط صهيوني غربي امريكي ابتدعه المحافضون الجدد  لحماية إسرائيل والكيان الصهيوني والتخلص من أي علاقة بين القومية العربية والشرق الأوسط بصورته الحالية وتبني شرق أوسط جديد تحت زعامة إسرائيل, وهي الفكرة التي طرحها رالف بيترز في أعقاب انتخابات الكونجرس الأمريكي عام2006, في مقالة تحمل عنوان الحدود الدامية: كيف يبدو الشرق الأوسط بصورة أفضل.

   وما خفي كان اعظم .  ونحن بانتضار الاجيال الجديدة من الحروب