Thursday, November 1, 2012

من دكتاتوريه فرديه الى جماعيه


  قد  نُصدم او نتخيل ان العنوان فيه شيء من المبالغه ! ولكن مع الاسف هي  الحقيقه 

      بعد ان كنا محكومين من قبل دكتاتور اوحد هو الآمر الناهي دون منازع , كان التضييق علينا من جميع الجهات كاننا كنا نعيش  في سجن كبير اسمه الوطن . رغم كل هذا وذاك كنا ناكل ما لذ وطاب ونشرب من مياهه الصافيه  ونستنشق هوائه العذب  كنا نتعلم ونبدع   ونبتكر وننتج ونُصنّع  فلا شيء ممنوع غير ما يطال هذا الدكتاتور وحاشيته من ذم او شتم او ابداء رأي مغاير لآرائه وافكاره وانتمآته . نعم لم نكن كما نحن اليوم نتصل بالعالم الخارجي بوسائله المتعدده الا بالوسائل التي كان الدكتاتور يتيحها لنا .  كان حلمنا ان يُطلق سراحنا من هذا السجن الذي  رغم  كل شيء بذلنا الغالي والنفيس في الذود عنه من الاوباش الطامعين كي لا تدنسه الاقدام النجسه من الفرس المجوس.. نعم كنا سجناء في وطننا الذي كنا نحرسه ليل نهار كي لا يطال من حرائره المتربصين . نعم كنا سجناء في وطننا الا اننا كنا لا نخاف من جيراننا ولا من اصدقائنا . بالرغم من كبر سجننا الا اننا نحن  كنا حراسه,  فلا حراس اغراب فيه ولا اجنبي يقف على اسواره ليحميه ولا غريب مسموح له ان يدخل فيه ليصونه فاهله اولى بصيانته من الغريب .. الغريب لا يحق له الا ان يقدم ما نحتاجه من مواد لاعاده بنائه بعد ان طالته يد الغدر من الخارج فعبثت بجدرانه وبعض اعمدته الا ان روحه بقت كما هي دون المساس بها  . فبعد الهجمه السوداء  عادت كل ساحاته  بزهورها  وسهوله بخضرتها ووديانه بزهوها وقممه بشموخها .
  هذا ما كان ينغص حياة الاعداء من هذا الدكتاتور.   فما كان منهم الا ان يجيشوا كل جيوش العالم لينالوا من اسوار معتقلنا الشماء  ليس  لايذاء جدرانه وفتح ثغرات فيه من اجل اطلاق  سراحنا  لا ....   بل من اجل ان يلعبوا بعقولنا وان يذلونا بعد ان كنا كالجبل الاشم , فشتتونا وذلونا في كل بقاع العالم وبما اننا كنا شوكه في حلقهم , كان الغدر سلاحهم بالتعاون مع اذنابهم  وعملائهم من اجل النيل من فكر وعلم هؤلاء السجناء .
   فكان لهم  ما خططو له , ونجحوا بالتعاون مع اعوانهم المتخاذلين والمتآمرين والخونه من عملائهم في الداخل والخارج .  فهيؤا لنا مجموعه دكتاتوريه وليس دكتاورا واحداً , ولكن بدل اطلاق سراحنا اطلقوا علينا مجموعه وحوش مفترسه لم  ولن تشبع لا من اكل لحم البشر ولا من شرب دمائهم . زينوا جدران الوطن  بشعاراتهم الرنانه ,  فلم تكفيهم جدرانه فجاؤا بكتلهم الخرسانيه لينشرا عليها شعاراتهم المزيفه باسم الحريه والديمقراطيه . فبدل المياه العذبه اصبحنا نشرب مياه ملوثه  وبدل الهواء النقي  نستنشق الاتربه فتحولت الساحات لحلبات مصارعه حره غير مقيده,  البقاء فيها للغاشم الطاغي الآثم وليس للاقوى فقط , وتحولت سهولهِ مراعي لهؤلاء الوحوش  وقممه ملاذاً للمتآمرين تُحرق على قممها كل القيم والمباديء , وأما وديانه  فاصبحت ملاجيء لمصاصي الدماء ومخازن لاسلحتهم البشعه والمحرمه دينيا ودنيويا , وعاد نهريه تجري فيها دماء ابناء هذا الوطن وليس مياهه . 
   فالى متى يا أبناء هذا الوطن  الى متى ؟؟؟؟؟؟

          أبلغنا المقام وسكتنا عن الكلام ؟ ؟     أم سئمنا الحياة فرضينا بالسم الزُئام ؟؟