Saturday, March 23, 2013

ثقافه الاحتجاج بالتعري

 
عندما تناضل الشعوب وتبذل الغالي والنفيس من اجل اعاده الحقوق والحريات المسلوبه او المفتقده لعقود طويله من بين قبضه الحكومات الدكتاتوريه الكاتمه على صدورها والمصادره حتى لكرامتها بتلقي رصاص قوات الامن بصدور عاريه او حرق الانفس تعبيراً عن الظلم والتهميش لقيمه الانسان والمتاجره بكرامته وبانسانيته .. وياتي فرد او مجموعه تحاول ان تغتال هذه التضحيات بتصرفات شاذه لا تتماشا مع القيم والمباديء التي نشأت عليها منطقتنا العربيه , وبالاخص عندما تكون المرأه هي صاحبه هذه التصرفات الشاذه لتطعن في انوثتها وتسيء لصورتاه كامرأه عفيفه ورقيقه , باستنساخ لتصرفات قد تكون طبيعيه في مجتمعات اوربيه او غير عربيه الا انها يستحيل ان تكون كذلك في مجتمعاتنا بسبب اختلاف القيم والمباديء وحتى البيئه

كلنا سمع او قرأ او شاهد ما ذهبت اليه الشابه المصريه ( علياء المهدي ) التي حاولت ان تعبر عن رأيها بحريه مطلقه كما ادعت في مدونتها ونشرت صورها العاريه تعبيرا عن حريتها . وكما قالت على تويتر ايظاً. انا فتاة مصريه اطالب بالحريه بكل شيء .. احاول الخروج من القيود المفروضه علينا .. وفي تغريده اخرى تقول أنا لا اقصد نشر التعري . بل كل من يريد ان يقوم باي عمل يقوم به وليضرب القيود عرض الحائط . هذا هو منطق علياء في تفسيرها للحريه التي حصلت عليها بعد الثوره
وكما قامت مجموعه من النساء بتهديد صريح أطلقته مجموعة سيدات من أنصار الاعلامي توفيق عكاشة في سابقة هي الأولي من نوعها بالتظاهر أمام قصر الرئاسة ومقر الإخوان المسلمين في المقطم (عراة) كرسالة للعالم بان هناك من يضحى من اجل الإعلام الذي يعمل على قمعة الإخوان المسلمين ودفاعا عن الأصوات الصادقة التي توجه الشعب إلى الصواب على حسب قولهن. 

والمشكله لا تنتهي هنا فمن بعد المصريه علياء المهدي التي كررت تعريها امام سفاره بلدها في العاصمه السويديه ستوكهولم احتجاجا وتعبيراًعن رفضها لمشروع الدستور الجديد , جاء دور الايرانيات عندما تظاهروا عاريات الصدور مكتوب عليها لا للحجاب تعبيراًعن معارضتهن للحجاب الذي ترتديه النساء في بلدان العالم الاسلامي . واشرفت على هذه الفعاليه ناشطات من الحزب الشيوعي الايراني عبرنّ عن رفضهنّ للعنف حسب ما نشر هنـــا وكان موقع ( نيمن ) الالكتروني التابع لناشطات اوكرانيات المدافعات عن حقوق المرأه اول من نشر هذه الصور  

ومن ثم انتقلت الحمى الى تونس حيث قامت فتاة تونسيه بنشر صورها عاريه الصدر وخطت على صدرها عباره( جسمي ملكي وليس مصدر شرف لاحد )ونشرتها على الفيس بوك مما اثار سخط وغضب الشارع التونسي واعتبرها بعضهم مخلّه بالآداب وخادشه للحياء ولا يعبر عن المرأه التونسيه كما نشرته صحيفه العرب هنا  

تسائل اخير : هل هذه هي الطريقه المثلى للتعبير عن الحريات ام انها تشويه لمنطق الحريه نفسها؟؟