Sunday, February 1, 2015

آلهه محلية الصنع


                        

 عراقي حر: 

     كلنا يعرف انه  منذ البدء  كيف كانت الالهه  تُصنع  من قبل الانسان ، فهو من جبلها إما من طين وصورها على شكل هياكل تلائم تصوراته ، او نحتها من حجر تحاكي توجهاته . 
 رغم علمه ان هذا الإله من صنع يديه وله القدرة ان يحطمه ويحيه متى ما شاء ويضعه حيثما يشاء  الا انه يبدأ بخشيته وتعظيمه وتبجيله شيئا فشيئا الى ان يصدق نفسه بان هذا هو اله حقيقي ، فيبدأ بتقديم النذور والقرابين تقربا له ، وهذه الطقوس تراها تلقائيا قد تحولت الى ابنائه الذين بدورهم سيورثونها لابنائهم وهكذا دواليك للاجيال اللاحقة ، فتقوم هذه الاجيال بسرد الاساطير والخرافات لبعضها البعض وكل يزيد ما استطاع من اكاذيب حول قوة وجبروت الههم هذا وكيف انهم بدونه لا يمكن ان يفعلوا شيئا الا بأذنه وبمباركته  ، كما انه هو الوحيد ذو الحكمة والمشورة في كل صغيرة وكبيرة حتى يتحول تدريجيا الى معبود واله حقيقي يتحكم بمصير الكل   لا يمكن المساس بقدسيته خوفا من بطشه وقدرته الخارقة بالتحكم بمقدرات امم وشعوب .

   بنفس المنطق وبنهج  مشابه لما ذكرناه يعمل الانسان الحديث الذي انعم عليه الله  بارساله للانبياء والكتب السموية لينير عقله ويرشده لجادة الصواب  ويضعه على طريق الخلاص ويخلصه من عبوديته ويطلق له حريته  ، يعمل على صناعة جبابره ودكتاتوريين ليرسخ ما خلفه له اجداده من تخلف وجهل ، فيبدأ بتعظيم سيده  وتبجيله الى ان يصدق بان هذا هو القائد الاوحد والضرورة لهذه المرحله ، فيطيعوه طاعة عمياء لا يجرؤ احد على مخالفته في كل صغيرة وكبيرة فيطلقون له العنان حتى لو جرهم للهلاك ، فيعودوا  للعبودية من جديد . فيورثوا بدورهم  تخلفهم هذا للاجيال من بعدهم فيتوهمون انه اصبح زعيما روحانيا  حتى بعد مماته  فيشعلون البخور حول ضريحه  ويتبركون بتراب قبره الذي يتحول تدريجيا لمزار يخدمه مجموعة من الموضفين المنتفعين من الهبات والنذور المقدمة لهذا الانسان البسيط الذي لولا جهل الانسان الذي سبقه وتخلفه لكان كاي انسان آخر يرقد تحت التراب ، وهو كذلك لا يملك شيئا فحتى عظامه قد تكسرت ولم يقوى على الحفاض حتى على سلامة الكفن الذي لف به ولا على الدوده التي نهشت من لحمه وجلده وحولته الى هيكل عظمي .