Tuesday, February 19, 2013

للكراسي ساجدين


كرسي الرئاسه في بلدي

    
عند زيارة الموتى في بلدي , تجد اجساد الموتى لا تستلقي على الارض بل تتطاير نتفاً في السماء.

والنعوش لا تحتوي الا على قطع من شباب بعمر الورد.قدرهم انهم ولدوا في بلد يعيش فيه الفرد بين حجر الرحى

دماءٌ تنزف.

ارواحٌ تُزهق.

دورٌ تُهْجَرواخرى تُدَمَّر .

وللموت حضور في كل حين وفي اي زمان

على الارصفه .. بين الازقّه ..وعلى الأسِرَّه

في تعازي الموتى يولد موت جديد ..

لا بسمه على شفاه الاطفال ..

لاورده في احضان عروس ..

ولا ذكرى خالده, لاعلى حجر ولا على جذع شجر..

دُموعٌ تُذْرَفْ.

وشموعٌ توقَدْ, ليس لارواح الشهداء , بل

لاملٍ ممنوع في يوم مجهول .

لا سكون.. ولا هدوء ..لا في الاحياء ولا في الاموات.

لم يعد الاطفال بحاجه لقصص تبعث فيهم النُعاس

فالحكايات لمْ تعد تُروى , فنحن اصبحنا الحكايه

فهي على صفحات كتبنا , وعلى الارصفه في طريق مدرستنا , وعلى موائدنا , وفي أسِرَّتِنا

لا بل حتى في احلامنا .

أما رنين الساعه فلم نعد بحاجه له لايقاضنا صباحاً.

فابواق الموت في كل صباح تصدحُ مُعلنةً ولادةَ موتٍ جديد.

الأُمهات ثكلا

الزوجات ارامل

البنات عانسات مُغتصبات

الشباب يائسون عاطلون

الرُهبان عاجزون

الملآلي فرحون

زمنٌ فيه كل شيء يسير بالاتجاه المُعاكس

جيشٌ . شرطةٌ .علمٌ . دستورٌ . مجالسٌ. ووزارات كلٌ بمعناه الصحيحُ زائفٌ

لا سلطه على المتسلطين

لا نظام للفوضويين

لا دستور للمسؤلين

لا حدود للمتسللين

لا خدماتٌ للمساكين

لا ردعٌ للمُفسدين

ولا نهايه للأرهابيين.

فالكلُ منها غانمينْ

حتى اصوات الآذان واجراس الكنائس توقفت وأُستُبْدِلَتْ باصوات القذائف

لا حُرمه للكنائس ولا للمساجد ولا للكتب المقدسه فكُلها أُستُبيحَتْ

لانهم للكراسي ساجدين ...