Wednesday, June 24, 2015

ماذا تريد منا يا الله؟؟؟..




  د: ماجدة المشلب 

   اني اود ان أخاطبك مباشرة يا ربي، و عبر النت، هذه الوسيلة التي اخترعها الكفار، بالتأكيد انت تعرفها، و تعرفهم، و هم أقوى منا بكثير، و قد باركت لهم حياتهم، فهم في (جنات النعيم)، و انت تدري انهم في دولهم اكثر عدلا من كل دول الاسلام، و أشد قوة، و منعة، بالتأكيد انت ترى كل ذلك، فأنت لست ذاك الرجل الصحراوي الذي يأمر بتجريد الجثث مما كسيت به، و ما حملته من عدة قتال، و ما تحلت به من حلي، لست من يأمر بسبي النساء، و توزيعهن كغنائم، انت لا توافق ان يمارس الجنس تحت مسمى النكاح، فالنكاح يا الهي مجرد اغتصاب، لان المرأة التي تنكح و هي  سبية، و فاقدة لزوجها، و ولدها هي كائن مصدوم، لا يهنأ بطعام و لا بشراب، فما بالك بالجنس؟؟؟؟..
اني اخاطبك يا ربي في شهر رمضان، و أود ان أقول لك ان الصيام وسيلة غير نافعة كي يشعر المسلم الغني بالفقراء، فبعد الصوم تحت الظلال، و اجهزة التكييف، تفرش الموائد، و عليها ما لذ و طاب، و كله نتاج سرقات لاموال المسلمين ممن لا يجدون لقمة يفطرون بها، و قد شق عليهم حصولهم على ما يسد الرمق..
أخاطبك مباشرة لاني لم اعد اثق برجال الدين، نحن الان اكثر من 72 فرقة، لدينا في البيت الواحد اكثر من اسلام، فالأم الشيعية لا يمكنها ان تقيم مع اولادها، و زوجها السني في نفس البقعة، و لا نفس البيت.. رجال دينك مزقوا العوائل، و لا أفهم لم لا ترضى ان يكون لدينا نساء دين بدلا عن هؤلاء الذين لا يهمهم من امر المستضعفين شيء؟؟... النساء يا ربي يرحمن الاطفال، و يعملن على استقرار الاسرة، و المجتمع، ليس من صالحهن ان يهدد أمن اولادهن، و لا ان يقتل ابناؤهن، و لا ان يغتصبن لان فرقتين من المسلمين اختلفا...
رجال دينك باعوا الوطن في سوق الخردوات العالمي، لا يثنيهم ضمير، و لا خوف من عقابك..
في الأمس يا الهي رأيت سارة، شابة عراقية، جميلة و وجهها يشع طيبة ككل العراقيات، احرقت نفسها كي لا تغتصب.. شوهت ما أبدعت انت في رسمه، و لم توفر له الحماية كي يظل دليلا على جميل ما تصنع..
كيف لم تهدم الجبال على رؤوس من يشهدون بالشهادتين، و يرتكبون ابشع الجرائم باسمك؟؟، كيف صمت، و هم يغتصبون الافا مثل سارة؟؟؟؟..
نحن لا نستطيع الصبر حتى يوم القيامة، فنحن بشر.. و لقد حيرتنا في وصفك لنا.. قلت انك (خلقتنا في احسن تقويم) و قلت ايضا ان الانسان (جهولا)، و (ظلوما)، و (عجولا)، و قلت ان (اكثرنا للحق كارهين)، و قلت ان الشيطان سيعابثنا، و يغوينا، وضعتنا تحت سلطة من عصاك، و تحداك، و نحن أضعف من الصبر على اغوائه، و انت تعلم ذلك، و قد قدرته علينا.. ثم طالبتنا بعد كل ذلك بالايمان، و الصبر على البلاء، الم تحملنا اكثر مما في وسعنا؟؟؟..
 نحن نتساءل ازاء حيرتنا امام اقدارك: لم خلقتنا أصلا؟؟، ما حكمتك في انتصار الظلم كل يوم علينا؟؟.. نحن لا ندرك هذه الحكمة، و في جهلنا لها قسوة لا يمكن ان تصدر عنك؟؟..
و حيّرتنا في وصفك لنفسك، فانت غفور، رحيم، و رحمن، و انت جبار، و عنيد، و ماكر كالبشر، كل تناقضات البشر اجتمعت في مائة اسم لك.. من انت يا الهي؟؟..
لا ينبغي ان تندهش لانني اصبحت اشك في كل ما حولي.. فقد خلقت (الانسان ضعيفا)، و ان لم تسعفنا باجابات تفسر ما يحدث لنا، لن يظل منا الكثير ممن يصدقون بوجودك.. قد قلت (و بشر الصابرين)، و ها نحن صابرون.. منذ سنوات طويلة، و امهاتنا العفيفات، ذوات الارواح النقية يرفعن ايديهن صوب عرشك في السماء، و يطلبن منك ان ترد اولادهن سالمين.. لكن اغلبهم لا يعود.. لم وضعت كل هذا الحنان في صدورنا.. ثم جعلت من لا يخافك يذبح اولادنا؟؟؟؟..
يا الهي ان الصلاة صارت مجرد كلمات لا طعم لها، و لا اثر.. انهم يقومون بعدها ليفعلوا كل ما حرمته.. و حتى الحج الى بيتك اصبح تجارة، و مكانه حيث  يقيم من يفتن المسلمين، و يثير بينهم الضغينة، و الحقد..
 حول كعبتك هناك الكفار الحقيقيون، يتآمرون علينا، و يدفعون المال لكل من فتك بنا، و هتك عرضنا، و انتهك حرمة اراضينا.. و هم لا يؤدون الزكاة، فعبر البحر الاحمر هناك مسلمون يقتلون اولادهم (خشية املاق)، بل هم يقاسون ما هو اسوأ من الاملاق، يقاسون المجاعة..
يا الهي.. انت غامض في كتابك القرآن، و (كل نفس امارة بالسوء) فسرته على هواها، و هوى من يغرقها بالمال..
قد احترنا يا الهي في الفرقة الناجية، (كل حزب بما لديهم فرحون)، و جميعهم من الناجين.. فمن هم اهل النار ان لم يكن المسلمون؟؟..
 لا يمكن ان يكونوا من اخترعوا لنا كل ما جعل حياتنا مترفة، و سهلة، و اجمل من جنة قرآنك بكثير.. لا يمكن ان يكونوا من اكتشفوا العلل، و وجدوا لكل مرض علاج.. انهم ارحم من اكثر المسلمين تقوى.. انهم يقبلون لجوء من ظلموا على ارض اسلامك، و لا يسألونهم شيئا، يمنحون الامان لكل من لا امان له بين المسلمين، يمنحون كل ما تحرمنا منه كأمة آمنت بك و بنبيك.. ثم تنصرهم، و هم لا يشهدون الشهادتين، و تبارك لهم كل ما يصنعون، ، و نحن على عبادتك قائمون كما ورثنا عن نبيك، و اهل بيت نبيك، و صحابته ؟؟..
أصبحنا امة تفعل المنكر، و تنهى عن المعروف، ان الكافر حين ينظر الينا، يظل (وجهه اسود كظيما)، يفتشوننا في المطارات، و نحن محل شبهة مثل اي مجرم، اليس في كل هذا هزيمة لدينك، و انتصار للكافرين؟؟؟..
لدي الكثير من الاسئلة و الشكوك يا ربي.. لم اعد ارى نور محمد في وجه الملتحين.. انهم الشر بعينه.. و كل طوائفهم تظلمنا باسمك، و اسم نبيك.. من هو محمد يا الهي؟؟.. لقد سبى.. و وزع الغنائم، و حطم التماثيل، و ابو بكر البغدادي فعل ما فعل نبيك، و ما فعلوه الاوائل من خيارك، قتل من يشهد ان لا اله الا انت، و لا رسول لك سوى محمد.. قد نكح النساء اللواتي لا حول لهن و لا قوة، و تحولن من بعد عز الى جواري تباع في السوق.. حطم التماثيل، و وزع الغنائم، و هي املاك الاخرين.. أحقا فعل كل هذا نبيك، و صحابته؟؟..
 قلت يا ربي ان (اكرمكم عند الله اتقاكم).. فهل الكفار هم المتقون ام نحن؟؟.. انهم يعمرون في الارض، و يعاملوننا بالحسنى، يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر دون ان يطلعوا على كتابك القرآن؟؟..
سأنتظر جوابك.. فانت من يقول للشيء كن فيكون.. و سأصبر حتى ترسله لي.. و ان تأخرت.. فلا تضعني في نارك.. لانني لم افعل الكبائر التي نهيت عنها، لم اشرك بك، لم اقتل، لم اسرق اموال المسلمين، و عاجزة عن الاغتصاب.. لا تضعني في نارك ان تأخرت في جوابك لي، و اصبحت اشك في وجودك، و في قرآنك، و في نبيك.. ان كنت اول من يفعل هذا.. فمع صمتك الطويل سيكون خلفي الملايين الذين لن يستطيعوا تصديقك ابدا..
انا في انتظار رحمتك...