Friday, January 27, 2012

شعراء عراقيين

                                                                    جميل صدقي الزهاوي                      



بعيدا عن السياسه سنتناول مبدعين واساتذه وفلاسفه عراقيين ممن زخرت بادبهم كتب الادب والثقافه والفن  , وسطروا اروع الكلمات باقلامهم معبرين عن خلجاتهم باسلوب شعري  رائع وبسيط  مؤكدين عبقريتهم  ومؤطرين اعمالهم باطار غزلي جميل وبلوحات فنيه مميزه تعبر عن دواخل كل العشاق والمحبين محاكين بكلماتهم اسمى ما يمكن ان يقال عن الحب  ,ومضيفين للجموع من منهل علومهم وثقافاتهم  و بشتى المجالات
  من بين هؤلاء سننقلكم  الى الاستاذ والفيلسوف العراقي الشاعر (( جميل صدقي الزهاوي ))

              
جميل صدقي الزهاوي: وهو ابن محمد فيضي ابن أحمد بن حسن بن رستم بن خسرو ابن الأمير سليمان الزهاوي، وهو شاعر وفيلسوف عراقي كبير كردي الأصل, وقد عرف بالزهاوي منسوبا إلى بلدة (زهاو) من أعمال ولاية كرمنشاه، وكانت موطنا لأسرته في العهد الأخير. ولد جميل الزهاوي في بغداد يوم الأربعاء 20 ذي الحجه  عام 1279 هـ، الموافق 18 حزيران عام 1863م، وبها نشأ ودرس على أبيه وعلى علماء عصره، وعين مدرسا في مدرسة السليمانية ببغداد عام 1885م، وهو شاب ثم عين عضوا في مجلس المعارف عام 1887م، ثم مديرا لمطبعة الولاية ومحررا لجريدة الزوراء عام 1890م، وبعدها عين عضوا في محكمة استئناف بغداد عام 1892م، وسافر إلى إسطنبول عام 1896م، فأعجب برجالها ومفكريها وتأثر بالأفكار الغربية، وبعد الدستور عام 1908م، عين استاذا للفلسفة الإسلامية في دار الفنون بإسطنبول ثم عاد لبغداد، وعين استاذا في مدرسة الحقوق، وانضم إلى حزب الأتحاديين، وأنتخب عضوا في (مجلس المبعوثان) مرتين، وعند تأسيس الحكومة العراقية عين عضوا في مجلس الأعيان. ونظم الشعر بالعربية والفارسية منذ نعومة أضفاره فأجاد واشتهر به.
وكان له مجلس يحفل بأهل العلم والأدب، وأحد مجالسه في مقهى الشط وله مجلس آخر يقيمه عصر كل يوم في قهوة رشيد حميد في الباب الشرقي من بغداد، واتخذ في آخر أيامه مجلسا في مقهى أمين في شارع الرشيد وعرفت هذه القهوة فيما بعد بقهوة الزهاوي، ولقد كان مولعا بلعبة الدامة وله فيها تفنن غريب، وكان من المترددين على مجالسه الشاعر معروف الرصافي، والأستاذ ابراهيم صالح شكر، والشاعر عبد الرحمن البناء، وكانت مجالسه لا تخلو من أدب ومساجلة ونكات ومداعبات شعرية، وكانت له كلمة الفصل عند كل مناقشة ومناظرة، ولقد قال فيه الشيخ إبراهيم أفندي الراوي وفي قرينه الرصافي:

مقال صحيح إن في الشعر حكمةوما كل شعر في الحقيقة محكم
وأشعر أهل الأرض عندي بلا مراجميل الزهاوي والرصافي المقدم
كان الزهاوي معروفا على مستوى العراق والعالم العربي وكان جريئاً وطموحاً وصلبا في مواقفه، فاختلف مع الحكّام عندما رآهم يلقون بالأحرار في غياهب السجن ومن ثم تنفيذ أحكام الإعدام بهم فنظم قصيدة في تحيّة الشهداء مطلعها:

على كل عود صاحب وخليلوفي كل بيت رنة وعويل
وفي كل عين عبرة مهراقةوفي كل قلب حسرة وعليل
كأن الجدوع القائمات منابرعلت خطباء عودهن نقول
دافع الزهاوي عن حقوق المرأة وطالبها بترك الحجاب وأسرف في ذلك، حيث قال:

اسفري فالحجاب يا ابنة فهرهو داء في الاجتماع وخيم
كل شيء إلى التجدد ماضفلماذا يقر هذا القديم ؟
اسفري فالسفورللناس صبحزاهر والحجاب ليل بهيم
اسفري فالسفور فيه صلاحللفريقين ثم نفع عميم
زعموا ان في السفور انثلاماكذبوا فالسفور طهر سليم
لايقي عفة الفتاة حجاببل يقيها تثقيفها والعلوم
وقال أيضا:

مزقي يا ابنة العراق الحجاباأسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه واحرقيه بلا ريثفقد كان حارسا كذابا
وكتب فيه طه حسين: "لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب ولا شاعر العراق بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار.. لقد كان شاعر العقل.. وكان معري هذا العصر.. ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم.."
وكتب فيه الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه الموجزفي الشعر العربي ومما قال فيه: (شعر الزهاوي يمتاز بسهولة الالفاظ واضح المعاني ثر الإنتاج وكذلك يتسم بالتأثر بالعلوم التي درسها واشتهر بالشعر الوطني والاجتماعي والفلسفة والوصف وأنشد في أغلب الفنون الشعرية.) هناك شارع سمي باسمه يقع في الأعظمية قرب البلاط الملكي وهذا الشارع يربط بين الطريق إلى جامع الإمامالأعظم ومنطقة الوزيرية العريقة في بغداد.
كانت العداوة بينه وبين معروف الرصافي شديدة (حيث قال الرصافي أشياء كثيرة في النيل من الزهاوي) ولكن فرصة مواتية للزهاوي جاءت للرد الصاع صاعين للرصافي عندما سألوه عن رأيه في أحمد شوقي (وهذا مجال لعداوة أخرى) فأجابهم قائلا بلهجته البغدادية:
«هذا شنو أحمد شوقي، ولا شيء! تلميذي معروف الرصافي ينظم شعرا أحسن منه!»
في الوقت الذي كان كلاهما أستاذ بأدبه وشعره. هذا ما وثقه خالد القشطيني بمذكراته الطريفة عن هذا الصراع بين الشاعرين القمتين.
قال عنه العلامة الشاعر وليد الأعظمي: ((كان الزهاوي شديد الأعجاب بنفسه محبا للشهرة ويميل إلى مخالفة الناس، ويدعي المعرفة بالعلوم كلها كالفلسفة والفلك والجاذبية والتشريح مما أثار ضجة كادت تودي بحياته، وهو شاعر مكثر، وشعره ثقيل غير سائغ بسبب حشر النظريات العلمية فيه، وكان يحسن اللغة العربية والتركية والفارسية والكردية، وشيئا من اللغة الفرنسية، وترك عدة دواوين منها (الكلم المنظوم) وديوان (اللباب)، وديوان (الأوشال)، و(الثمالة)، و(رباعيات الزهاوي)، وهي ترجمة لرباعيات الخيام)).

       وفاته:


            توفي الزهاوي في شهر ذي القعدة عام 1354 هـ، 1936م، ودفن بمشهد حافل في مقبرة الخيزران في الأعظمية، وبنيت على قبره حجرة ودفن على مقربة منه علامة العراق الشيخ أمجد الزهاوي ابن أخيه. وكان الشيخ أمجد الزهاوي يبغضه في الله, ولم يخرج في جنازته لما مات.

     مؤلفاته : 
أخذ الزهاوي العلوم العقلية والنقلية على يد علماء بغداد ونبغ في مختلف المجالات العلمية والفلسفية، وكان نبوغه باللغة العربية والشعر العربي طاغيا على بقية تحصيلاته العلمية. وله مؤلفات علمية وأدبية منها:

  • دواوين شعره.
  • الجاذبية وتعليلها.
  • الظواهر الطبيعية والفلكية.
  • الخيل وسباتها.
  • الدفع العام.
  • الفجر الصادق.
  • اني