Tuesday, July 8, 2025

الويل للخونه

 

 

الويل للخونه

بقلم : اسطيفان هرمز 


  


        هناك مثل عالمي عن الخونه يقول : "من خان مرة.. يُشَكُ فيه ألف مرة" .

   على مر التاريخ ظهر العديد من الشخصيات التي اعتبرت خائنه من وجهة نظر شعوبها أو من وجهة نظر المؤرخين ، وغالبا ما يكون الحكم على هذه الشخصيات مرتبطاً بالسياق التاريخي والأنتماءات السياسيه ..

مُعظم الخونة لم يستفيدوا من خيانتهم على المدى الطويل، بل انتهوا إما مقتولين أو منبوذين.
فالتاريخ لايرحم حتى لو كافأهم الطرف الآخر في البداية، فإن الخونة يُطردون لاحقًا حتى من قبل اسيادهم بعد انتفاء الحاجة منهم ، لعدم الثقة بهم.
.
شُخِّصَ الكثير من الخونه المشهورين عبر التاريخ .
وأول من يذكره التاريخ في الخيانه هو "يهوذا الاسخريوطي" الذي تم ذكره في الكتاب المقدس وكيف انتهى به المطاف بشنق نفسه لأنه خان المسيح . وفي رواية أخرى (أعمال الرسل 1: 18)، "سقط على وجهه فانشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها".
فأصبح رمز لكل خائن كما ، أصبح اسم "يهوذا" مرادفًا للخيانة في الثقافة الغربية.

اما في الهند فإن. " مير جعفر " هو الآخر أصبح اسمه مرادفا للخيانه ،بعد ان خان المسلمين في الهند ، وتم تعينه من قبل الانكليز حاكما شكليا للبنغال. وما لبث حتى خلعوه لعدم كفاءته ومات مهاناً وحكم على احفاده بالفقر والازدراء.

وفي الولايات المتحدة أصبح اسم " بندكت ارنولد " رمزا للخيانة، ايضا بعد ان هرب إلى انكلترا ، لكن الانكليز احتقروه ولم يثقوا به إلى أن مات منسيا في لندن . حتى تماثيله الموجوده في امريكا لاتحمل اسمه. لأنه عار على امريكا. ويشار اليه بجنرال امريكي فقط .

اما خونة الاتحاد السوفيتي سابقا رغم ان الخيانة في عهد ستالين كانت تستخدم كسلاح سياسي وكثير من الأبرياء كانوا ضحايا سياسه قمعيه ،وكانت المخابرات السوفيتيه تصفي الخونه بلا رحمة إلى أن هرب قسم منهم إلى الغرب
والبعض تمت تصفيتهم بعد محاكمات صوريه أجريت لهم في "التطهير الكبير" (1937-1938). حتى " ليون تروتسكي" المنافس الاكبر لستالين تم اغتياله في المكسيك .

و"أنطونيو سانتا أنا " الذي يلقب ب (خائن المكسيك) ، بعد خسارة نصف أراضي المكسيك للولايات المتحدة (مثل تكساس)، هو أيضا نُفي ومات فقيرًا ومنسيًا.

كما هناك خونه عرب اشهرهم :
ابو رغال
الوزير العلقمي
شريف مكه
سعد الحداد
انو السادات ... وآخرين
والخيانه عند البعض هي خدمة لإنقاذ للوطن كما ظن شريف مكه .
وما أكثر أمثال شريف مكه في وطننا..

واذا ما عدنا للتاريخ الحديث فإننا سوف لن نخطيء اذا ذكرنا خونة الوطن وخونة التاريخ في بلاد الرافدين . وهم كثر لكن ابرزهم هو : اولاً - ٠"احمد الجلبي" . الذي توفي في بغداد بسبب نوبه قلبيه ..الا أن بعض النظريات وقنوات الإعلام شككت بموته و قالت إنه اغتيل بتسميمه بالرغم من صدور مذكره طبيه تشير إلى أن وفاته كانت بنوبه قلبيه .
ثانيا : "إياد علاوي" الذي مات عام 2020 منبوذا من أغلب العراقين دون أن يحقق أحلامه السياسيه .

واما الباقين إلى اليوم في الحكم فإن غدا لناظره قريب ، حيث احرار العراق لن يرحموا خونة الأرض والتاريخ والوطن وسيكون مصير هم ليس اقل ايلاماً ممن سبقوهم بالخيانه

فما بال الذين يرتمون باحضان الصغار من خونة الخونه ؟ .فإن عقابهم عظيم ومصيرهم جهنم وبئس المصير .


ملاحظه اخيرة. التاريخ مليء بالدروس والعبر ، والخيانه واحده من أقسى الدروس التي تعلمنا أن(الثقه شرف لايباع) ..
.
وما تم ذكره انفاً هم مجرد امثله لبعض الخونه ، ولو أردنا أن نذكر الجميع فلا اعتقد ان منشور كهذا يكفي لحصر أسمائهم .
كما اننا سنشهد المزيد من الخونه لاحقاً. طالما لازال هناك من يرضى أن يبيع ضميره مقابل حفنة دراهم قذره.

على الخائن انا لا ينسى بانه حتى لو أفلت من العقاب فإن الأحرار من شعبه سيلعنوه للأبد .
ويبقى الخائن بلا وطن مهما حملوا من اوسمه مُلهمه من دروس التاريخ .

فهل يتعض الخونة ؟؟؟؟؟؟؟

منشوره في الحوار المتمدن


أزمة الإنسانيه إلى أين

 

أزمة الإنسانيه إلى أين

بقلم : اسطيفان هرمز 


معانات الإنسانيه ليس من العوز والفقر والجوع.

بل من السياسه العالميه.
الإنسانية اليوم تواجه تحديًا معقدًا يتجاوز الفقر والجوع المادي إلى أزمات ناتجة عن هيمنة السياسة العالمية وتشابك مصالح القوى الكبرى. فبينما لا تزال المعاناة الإنسانية الأساسية موجودة في العديد من المناطق، إلا أن جذورها غالبًا ما تعود إلى صراعات الجيوسياسية، والحروب بالوكالة، والاستغلال الاقتصادي، وعدم تكافؤ أنظمة الحكم العالمية.

١. الفقر كنتاج للسياسات العالمية
الفقر لم يعد مشكلة نقص موارد فحسب، بل هو نتيجة لسياسات التجارة غير العادلة، والدين الخارجي المفروض على الدول الفقيرة، واستنزاف ثرواتها عبر شركات متعددة الجنسيات. النظام الاقتصادي العالمي يكرس التبعية بدلاً من التنمية المستقلة.

٢. الجوع في عصر الوفرة
العالم ينتج غذاءً يكفي الجميع، لكن سوء التوزيع والنزاعات المسيّسة (مثل استخدام الجوع كسلاح في الحروب) يحرم الملايين من الطعام. الأزمات في اليمن أو السودان مثال صارخ على كيف تُحوّل السياسة الغذاء إلى أداة قمع.

٣. العوز في ظل الرأسمالية المتوحشة
اللامساواة العالمية تتفاقم بسبب سياسات التقشف المفروضة من مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي، والتي تزيد من بطالة الشباب وتقوض الخدمات العامة. حتى في الدول الغنية، تترك السياسات النيوليبرالية الملايين يعانون من انعدام الأمن السكني والصحي.

٤. هيمنة القوى الكبرى وانعدام العدالة
الأمم المتحدة ومؤسسات الحوكمة العالمية تعكس اختلالات القوة: حق النقض (الفيتو) يُستخدم لعرقلة حل النزاعات، والدول الغربية تفرض عقوبات جماعية تدمر شعوبًا بأكملها (كما في سوريا أو فنزويلا).

الخلاصة:
المأساة ليست في عدم وجود حلول، بل في إرادة سياسية غائبة. التغيير يتطلب:
- إصلاح النظام المالي الدولي.
- محاسبة الدول التي تستخدم المعاناة الإنسانية كأداة ضغط.
- تمكين صوت الجنوب العالمي في صنع القرار.
- مقاومة ثقافة "اللا إنسانية" التي تجعل السياسة مجرد لعبة قوة.

السؤال الأخلاقي الأكبر اليوم: هل يمكن أن توجد سياسة عالمية تقوم على الإنسانية المشتركة بدلاً من المصالح الضيقة؟ الإجابة عليه ستحدد مصير ملايين البشر.

منشوره في   الحوار المتمدن

اكــــــــــيتو

 

      

عيد أكيتو رحلة أسطورية بين الخلق والتجدد

  بقلم : اسطيفان هرمز   


    يعود تاريخ اكيتو الى الألف الثالث قيل الميلاد حيث كان يحتفل به السومريون في مدينه اور ثم انتقل الأحتفال الى البابليين ومن ثم للاشوريين .
في البداية لابد ان نعرَف معنى اكيتو ودلالاتها
" (Akitu)
كلمة "أكيتوتعود إلى اللغة الأكدية، وهي إحدى اللغات السامية القديمة التي كانت تُستخدم في بلاد ما بين النهرين (العراق القديم). معناها الأساسي مرتبط بمفهوم "الشعير" أو "حصاد الشعير"، مما يعكس الطبيعة الزراعية الأصلية للعيد.

في سياقه التاريخي والثقافي، يُشير "أكيتو" إلى اسم الاحتفال السنوي برأس السنة البابلية ، الذي كان يُقام في بداية الربيع (الأول من نيسان/أبريل) للاحتفاء بتجدد الطبيعة والحياة
عيد أكيتو، الاحتفال البابلي الآشوري العريق، ليس مجرد مناسبة زمنية تُحيي بداية السنة الجديدة، بل هو بوابة إلى عالم الأساطير الذي شكّل رؤية الإنسان القديم للكون والحياة.
في قلب هذا العيد تكمن ملحمة "إينوما إيليش"، الأسطورة البابلية للخليقة، التي تُروى وتُمثل خلال أيامه الاثني عشر، لتربط بين الإلهي والإنساني في طقوس تُمجد النظام على الفوضى، والتجدد على الزوال.
تبدأ أسطورة "إينوما إيليش"، التي تعني "عندما في الأعالي"، بتصوير الكون في حالة فوضى بدائية، حيث تسيطر المياه الأولية المتمثلة في الإلهين آبسو (المياه العذبة) وتيامات (المياه المالحة). من اتحادهما يولد جيل من الآلهة، لكن الصراع ينشب بين الأجيال، فيقتل الإله إيا آبسو، مما يُثير غضب تيامات. تقرر تيامات الانتقام بمساعدة جيش من الوحوش بقيادة الإله كينغو، لكن الإله مردوخ، ابن إيا، يتقدم لمواجهتها. في معركة ملحمية، يهزم مردوخ تيامات، ويقسم جسدها إلى نصفين: نصف يُصبح السماء، والنصف الآخر الأرض. ثم يخلق الإنسان من دم كينغو لخدمة الآلهة. .
هذه الأسطورة ليست مجرد قصة، بل كانت رؤية كونية تُفسر نشأة العالم وتبرر مكانة مردوخ كإله أعلى في البانثيون البابلي. .
خلال عيد أكيتو، كانت "إينوما إيليش" تُتلى بصوت عالٍ في المعابد، خاصة في اليوم الرابع من الاحتفال، كجزء من الطقوس الدينية..
لم تكن هذه التلاوة مجرد سرد تاريخي، بل كانت إعادة تمثيل رمزية لانتصار النظام على الفوضى، وهو ما يعكس دور العيد في تجديد الحياة مع الربيع. كان الكهنة يُشرفون على هذا الطقس، بينما يُشارك الملك في مشهد درامي يُظهر خضوعه لمردوخ، مما يُعزز فكرة أن سلطته مستمدة من النظام الإلهي الذي أسسه الإله. .
في الأيام التالية، كان يُنقل تمثال مردوخ في موكب مهيب إلى معبد أكيتو خارج المدينة، حيث تُعاد تمثيل هزيمة تيامات بشكل مسرحي.
هذا الموكب لم يكن احتفالًا شعبيًا فقط، بل كان استعادة للحدث الأسطوري، كما لو أن الزمن يتوقف ويعود إلى لحظة الخلق الأولى.
رمزية التجدد..
الجانب الأسطوري لأكيتو لا يقتصر على الانتصار على الفوضى، بل يمتد إلى فكرة البعث والتجدد. في بعض الروايات، يُقال إن مردوخ يُهبط إلى العالم السفلي بعد هزيمة تيامات، ثم يعود منتصرًا، وهو ما يُحتفل به في الأيام الأخيرة من العيد. هذا التجدد يُربط بموسم الربيع، حيث تستيقظ الطبيعة من سباتها، مما يجعل أكيتو احتفالًا كونيًا يوازن بين الأسطورة والواقع. .
في جوهر الأسطورة، يظهر أكيتو كرمز للصراع الأبدي بين النظام، المتمثل في مردوخ، والفوضى، المتمثلة في تيامات. هذا الصراع كما اسلفنا سابقا , لم يكن مجرد حكاية دينية، بل كان يعكس رؤية البابليين للعالم: حياة تتطلب جهدًا مستمرًا للحفاظ على التوازن ضد قوى الاضطراب. كان العيد بمثابة تأكيد سنوي على أن النظام الإلهي، والاجتماعي أيضًا، سيظل قائمًا طالما استمر الإيمان والطقوس...
أما تاثير الاسطوره على الثقافات الاخرى..
فقد امتدت أصداء أسطورة "إينوما إيليش" وطقوس أكيتو إلى ثقافات مجاورة. ففي التراث الفارسي، يمكن رؤية تشابه بين فكرة التجدد في النوروز وبعث مردوخ. كما أن فكرة الإله المنتصر على الفوضى تتكرر في أساطير المنطقة، مثل
قصص( بعل ويم) في الأوغاريتية. حتى في الديانات الإبراهيمية، يرى البعض ظلالًا من هذه الأسطورة في قصة الخلق وانتصار النور على الظلام.
و حتى عند الأكراد قد استوحى بعض طقوسه منه، خاصة فكرة الاحتفال بالربيع وبداية السنة الجديدة ( النوروز ).
كما يرى البعض تشابهًا بين طقوسه وبعض الشعائر المسيحية، مثل( عيد الفصح الذي يرمز إلى القيامة والتجدد
مع تطور العيد من احتفال زراعي إلى طقس ديني وسياسي، أصبح اسم "أكيتو" يحمل دلالات رمزية أعمق، مثل التجدد وإعادة الخلق، خاصة مع ارتباطه بأسطورة "إينوما إيليش" وانتصار الإله مردوخ على الفوضى. لذا، يمكن القول إن "أكيتو" يعني في جوهره "عيد الربيع" أو "احتفال التجدد"، مع جذوره اللغوية المرتبطة بالزراعة والحياة الطبيعية
akitum / akitu كلمة "أكيتو" مشتقة من الجذر الأكدي
وهي مرتبطه بمصطلحات تتعلق بالشعير أو الحصاد.

Sau في اللغه الاكديه كان الشعير
محصولًا أساسيًا، والاحتفال به كان جزءًا من دورة الحياة الزراعية.
يُعتقد أن "أكيتو" كانت في الأصل تُشير إلى "مهرجان الشعير" أو "عيد الحصاد"، مما يعكس ارتباط العيد بموسم الربيع وبداية دورة زراعية جديدة.
ولكلمة اكيتو استخدامات في النصوص القديمه ،
حيث ظهرت في العديد من النصوص الأكدية المكتوبة بالخط المسماري، سواء في السجلات الدينية، الملكية، أو الأدبية. ومن أبرز السياقات التي استُخدمت فيها:
في الطقوس الدينية:
• حيث تظهر الكلمة في وثائق المعابد التي تصف طقوس عيد أكيتو، مثل تلك الموجودة في مدينة بابل. على سبيل المثال، في نصوص من العصر البابلي الحديث (القرن السادس قبل الميلاد)، تُذكر "بيت أكيتو" (ÉAkitu)، وهو المعبد الخاص خارج المدينة حيث كان يُقام الموكب الاحتفالي للإله مردوخ.
النصوص تصف كيف كان التمثال يُنقل إلى "أكيتو" كجزء من إعادة تمثيل أسطورة الخليقة.
اما في السجلات الملكية:
كان الملوك البابليون والاشورييون ، مثل نبوخذنصر الثاني وسرجون الثاني، قد ذكروا أكيتو في نقوشهم كحدث يعزز شرعيتهم.
على سبيل المثال، في نصوص آشورية، يُشار إلى "أكيتو" كمهرجان يُظهر قوة الملك بمساندة الآلهة، حيث كان الملك يؤدي دورًا رمزيًا في الطقوس.

اما في الأساطير والنصوص الأدبية:
فبالرغم أن كلمة "أكيتو" لا تظهر مباشرة في نص "إينوما إيليش"، إلا أن الاحتفال بها كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بهذه الملحمة..
النصوص الطقسية المصاحبة تُشير إلى "يوم أكيتو" كلحظة تُعاد فيها رواية انتصار مردوخ، مما يربط الكلمة بالتجدد الكوني.

و في التقويم البابلي، كان شهر نيسان يُعتبر بداية السنة، و"أكيتو" يُذكر كاسم
للمهرجان الذي يُقام في الأيام الأولى من هذا الشهر (من 1 إلى 12 نيسان). نصوص إدارية من المعابد تُسجل استعدادات "أكيتو"، مثل تقديم القرابين وتطهير المعابد
. ومن تلك الامثله
في لوح مسماري من عصر نبوخذنصر الثاني:
في اليوم الرابع من أكيتو، يُقرأ إينوما إيليش أمام مردوخ في إيساجيلا، ويُجدد الملك عهده مع الإله."
في نص آشوري:
ذهب الملك إلى بيت أكيتو ليحتفل بانتصار آشور على أعدائه، كما انتصر مردوخ على تيامات
"a-ki-tu"، أصبحت اكيتو رمزًا للربط بين الإنسان, الطبيعة، والآلهة وتنطق في ثقافة بلاد الرافدين.
هذا الاستخدام يُبرز كيف تحولت كلمة بسيطة مرتبطة بالزراعة إلى عنوان لأعظم طقوس الحضارة البابلية .
كانت طقوس عيد اكيتو تتضمن العديد من المظاهر الاحتفاليه و منها
الطقوس الدينيه : حيث كانت تقام الصلوات والترتيل في المعابد وتقدم القرابين للالهه .
الاحتفالات الشعبيه : كانت تقام المسيرات والعروض الفنيه وتزين الشوارع بالزينه والاعلام .
تجديد العهد مع الالهه : كان الملك يجدد عهده مع اللآلهه , ويتعهد بحماية البلاد وشعبها .
ولاكيتو اهميه عظمى لانه كلن يمثل رمزاً للتجدد والخصوبه , حيث يحتفل به في بداية فصل الربيع عندما تبدأ الطبيعه في الازدهار .
كما كان يمثل رمزاً للوحده الوطنيه , حيث كان يجمع بين جميع فئات الشعب للاحتفال به . •
وفي الختام لابد ان نقول , ان الجانب الأسطوري لعيد أكيتو يجعله أكثر من مجرد احتفال موسمي؛ إنه نافذة على عقلية الإنسان القديم ومحاولته فهم الكون. من خلال "إينوما إيليش" وطقوسها، يُظهر أكيتو كيف حول البابليون والآشوريون قصصهم الإلهية إلى تجربة حية تُعاش كل عام. إنه احتفال بالخلق، بالنظام، وبالقدرة على التجدد، مما يجعله إرثًا أسطوريًا خالدًا يستحق التأمل والدراسة. .

منشوره في الحوار المتمدن

الكنيسة في زمن الفردانية: كيف نحافظ على الشعور بالانتماء؟

 


         

الكنيسة في زمن الفردانية: كيف نحافظ على الشعور بالانتماء؟


بقلم : اسطيفان هرمز 


    في مقالنا هذا نحاول أن نسلط الضوء على "بعض " التحديات التي واجهت وتواجه كنيستنا الكاثوليكيه الكلدانيه .


وبدون أي مقدمه يمكن أن نقول

1: عدم التوافق بين الرؤيه والاستراتيجيه بدون رؤيه واضحه وموحده ، يمكن أن تعاني الكنيسه من الانقسام والارتباك .
لان الرؤيه المحدده تساعد بصورة جيده في توجيه اتجاه الكنيسه وتضمن أن الجميع يعملون نحو نفس الأهداف .

2: و الانفصال الثقافي ، هو ايضا احد التحديات التي تواجهها كنيستنا ،حيث تحتاج الثقافه داخل الكنيسه إلى دعم رؤيتها .
اذا لم يتم تطوير الثقافه عمداً وتوافقها مع القيم الاساسيه للكنيسه ، قد يؤدي ذلك إلى صراعات واعاقة التقدم.

3: القياده والسيطره هي أيضا تواجه تحديا كبيرا ، حيث غالبا ما تنشأ الصراعات عندما يحاول احد القاده السيطره على الامور من خلال التفرد والتزمت بالأداء والأفكار دون إشراك الآخرين في اتخاذ القرارات ، بالتالي يؤدي ذلك إلى انقسامات داخليه وصراعات على السلطه مما يزيد من شرخ الخلافات

4: كما أن عدم التواصل الفعال بين أعضاء الكنيسة يمكن أن يؤدي إلى سوء فهم وصراعات. لأن التواصل المفتوح والصريح يمكن أن يساعد في تجنب هذه المشاكل.

5: وللصراعات الشخصية بين الأعضاء يمكن أن تؤثر على الجو العام في الكنيسة وتؤدي إلى انقسامات. لذا من المهم معالجة هذه الصراعات بشكل سريع وفعال قبل تفاقمها .

6 : كلنا يعلم ان التغير الثقافي هو عملية ديناميكية مستمرة تشهدها المجتمعات على مر العصور، حيث تتطور العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات والأفكار السائدة.
هذا التغير يمكن أن يكون بطيئًا تدريجيًا أو سريعًا جذريًا، وهو ناتج عن مجموعة متنوعة من العوامل الداخلية والخارجية
كما ان التغيرات الثقافية في المجتمع ومنها الكنيسه اذ يمكن أن تؤدي إلى صراعات داخل الكنيسة، خاصة إذا كانت هناك اختلافات في كيفية التعامل مع هذه الافكار

7 : ثم أن المشاكل الشخصيه لابد أن تكون لها تأثير على الجو العام في الكنيسه وتؤدي إلى انقسامات ،و معالجة هذه الصراعات بشكل سريع وفعال مهم جدا

8: فالتصورات السلبيه تشير إلى الأفكار والصور الذهنية التي يحملها الافراد او المجتمعات حول موضوع معين بشكل سلبي .
هذه التطورات يمكن أن تكون مبنيه على تجارب سابقه ، معلومات غير دقيقه ، أو تأثيرات ثقافية واعلاميه .
وعندما نتحدث عن الكنائس يمكن أن تتعامل مع تصورات سلبيه مثل فقدان الثقه ، أو الاعتقاد بأنها لا تلبي احتياجات المجتمع بشكل كافٍ

9: واما التاثير المتناقض ، فيشير إلى انخفاض تأثير الكنائس في مجتمعات، يمكن أن يكون هذا نتيجة للتصورات السلبيه ، حيث قد يشعر الناس بأن الكنيسه لم تعد تلعب دورا مهما في حياتهم أو في معالجة قضاياهم اليوميه .
.
ومن الامثله الأخرى على التحديات التي تواجه الكنيسه فهي .

1.. تآكل الهوية: قد يؤدي التغير الثقافي السريع إلى تآكل الهوية الثقافية والدينية للكنيسة، مما يضعف ارتباط المؤمنين بها.

2.. صعوبة التكيف: قد تواجه الكنيسة صعوبة في التكيف مع التغيرات الثقافية السريعة، مما يؤدي إلى فقدان بعض أعضائها.
3.. صراعات داخلية: قد تنشأ صراعات داخلية حول كيفية التعامل مع التغيرات الثقافية، مما يؤثر على وحدة الكنيسة.

4.. تحديات في الحفاظ على التقاليد: قد
يكون من الصعب الحفاظ على التقاليد الدينية في ظل التغيرات الثقافية السريعة.

ومن هذه التأثيرات أيضا وبشكل سريع
1: تراجع المشاركه في الحياة الكنيسه بسبب انشغال الناس بمتطلبات الحياة .

2: تغير في المفاهيم الاخلاقية ..ومنها المثليه الجنسيه ، والتحول الجنسي.

3:تحديات في التربية الدينيه للأجيال الشابه . بالأخص للأجيال التي تترعرع في المهجر .

4: تغير في العلاقه ما بين الدوله والكنيسه والتدخلات الخارجية في شون الكنيسه ، والامثله عليها كثيرة في كنيستنا الماثوليميه الكلدانية ..

وختاماً، بالطبع هناك تأثيرات إيجابية نأمل أن تعمل الكنيسه على احياءها وتعزيزها لتفادي التحديات المذكوره أعلاه، ومن هذه التأثيرات وبشكل مختصر تلافيا للاطاله .

1.. توسيع آفاق الحوار .
2.. تحديث الأساليب الرعويه .
3.. تعزيز التنوع .

منشوره في الحوار المتمدن

الأسس النظرية للمجتمع القومي

 

           

الأسس النظرية للمجتمع القومي

بقلم :  اسطيفان هرمز 



المجتمع القومي هو مجتمع يرتكز على مفهوم الأمة ووحدتها، ويسعى إلى تحقيق مصالحها المشتركة.

ويتضمن ذلك مجموعة من المتطلبات الأساسية التي تهدف إلى بناء مجتمع قوي ومتماسك.

قبل الخوض في التفاصيل، من الضروري فهم الأسس النظرية التي يقوم عليها المجتمع القومي:

يعتبر المجتمع القومي ، الأمة هي الوحدة الأساسية التي يجب أن تركز عليها جميع الجهود.

ويسعى إلى توحيد الشعب حول هوية وطنية مشتركة، بغض النظر عن الاختلافات العرقية أو الدينية.

والسيادة الوطنية التي يدافع بها عن حق الأمة في تقرير مصيرها بنفسها، بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

كما يسعى أيضا لتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية

ولتحقيق هذه الأهداف، يتطلب بناء المجتمع القومي مجموعة من العناصر الأساسية ، ومنها

اولا : هوية وطنية مشتركة، حيث يجب أن يكون هناك إحساس بالانتماء إلى أمة واحدة، وأن يكون هناك رمزية وطنية تجمع الشعب.

ثانيا : نظام سياسي ديمقراطي كما هو معروف يضمن مشاركة الشعب في صنع القرار، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

ثالثاً : اقتصاد قوي ومتنوع يعتمد على اقتصاد قادر على توفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشي للفرد .

رابعاً : تعليم جيد يساهم في بناء المواطن الصالح، وتعزيز الهوية الوطنية، وتطوير الكفاءات اللازمة لبناء المجتمع.

خامساً : عدالة اجتماعية والتي من خلالها يتم توزيع الثروة بشكل عادل، وأن يكون هناك اهتمام بفئات المجتمع الضعيفة.

سادساً : ثقافة وطنية غنية تساهم في تعزيز الهوية الوطنية، والحفاظ على التراث، وتنمية الإبداع .

اما التحديات التي تواجه المجتمع القومي فهي عديده ومنها

1. التنوع الثقافي: قد يشكل التنوع الثقافي تحديًا لوحدة المجتمع، خاصة في الدول التي تضم العديد من المجموعات العرقية والدينية.كما هو الحال في بلدنا العراق .

2. التفاوت الاجتماعي: يؤدي التفاوت الاجتماعي إلى انقسام المجتمع، وتقويض الشعور بالوحدة الوطنية.

3. التدخلات الخارجية: قد تسعى القوى الخارجية إلى زعزعة استقرار المجتمعات القومية، وتحقيق مصالحها الخاصة.

4. التطرف والإرهاب: يشكل التطرف والإرهاب تهديدًا خطيرًا لوحدة المجتمع واستقراره

لذلك فان بناء المجتمع القومي هو عملية طويلة وشاقة تتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع من خلال توفير العناصر المذكوره انفاً .