الويل للخونه
بقلم : اسطيفان هرمز
هناك مثل عالمي عن الخونه يقول : "من خان مرة.. يُشَكُ فيه ألف مرة" .
على مر التاريخ ظهر العديد من الشخصيات التي اعتبرت خائنه من وجهة نظر شعوبها أو من وجهة نظر المؤرخين ، وغالبا ما يكون الحكم على هذه الشخصيات مرتبطاً بالسياق التاريخي والأنتماءات السياسيه ..
مُعظم الخونة لم يستفيدوا من خيانتهم على المدى الطويل، بل انتهوا إما مقتولين أو منبوذين.
فالتاريخ لايرحم حتى لو كافأهم الطرف الآخر في البداية، فإن الخونة يُطردون لاحقًا حتى من قبل اسيادهم بعد انتفاء الحاجة منهم ، لعدم الثقة بهم.
.
شُخِّصَ الكثير من الخونه المشهورين عبر التاريخ .
وأول من يذكره التاريخ في الخيانه هو "يهوذا الاسخريوطي" الذي تم ذكره في الكتاب المقدس وكيف انتهى به المطاف بشنق نفسه لأنه خان المسيح . وفي رواية أخرى (أعمال الرسل 1: 18)، "سقط على وجهه فانشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها".
فأصبح رمز لكل خائن كما ، أصبح اسم "يهوذا" مرادفًا للخيانة في الثقافة الغربية.
اما في الهند فإن. " مير جعفر " هو الآخر أصبح اسمه مرادفا للخيانه ،بعد ان خان المسلمين في الهند ، وتم تعينه من قبل الانكليز حاكما شكليا للبنغال. وما لبث حتى خلعوه لعدم كفاءته ومات مهاناً وحكم على احفاده بالفقر والازدراء.
وفي الولايات المتحدة أصبح اسم " بندكت ارنولد " رمزا للخيانة، ايضا بعد ان هرب إلى انكلترا ، لكن الانكليز احتقروه ولم يثقوا به إلى أن مات منسيا في لندن . حتى تماثيله الموجوده في امريكا لاتحمل اسمه. لأنه عار على امريكا. ويشار اليه بجنرال امريكي فقط .
اما خونة الاتحاد السوفيتي سابقا رغم ان الخيانة في عهد ستالين كانت تستخدم كسلاح سياسي وكثير من الأبرياء كانوا ضحايا سياسه قمعيه ،وكانت المخابرات السوفيتيه تصفي الخونه بلا رحمة إلى أن هرب قسم منهم إلى الغرب
والبعض تمت تصفيتهم بعد محاكمات صوريه أجريت لهم في "التطهير الكبير" (1937-1938). حتى " ليون تروتسكي" المنافس الاكبر لستالين تم اغتياله في المكسيك .
و"أنطونيو سانتا أنا " الذي يلقب ب (خائن المكسيك) ، بعد خسارة نصف أراضي المكسيك للولايات المتحدة (مثل تكساس)، هو أيضا نُفي ومات فقيرًا ومنسيًا.
كما هناك خونه عرب اشهرهم :
ابو رغال
الوزير العلقمي
شريف مكه
سعد الحداد
انو السادات ... وآخرين
والخيانه عند البعض هي خدمة لإنقاذ للوطن كما ظن شريف مكه .
وما أكثر أمثال شريف مكه في وطننا..
واذا ما عدنا للتاريخ الحديث فإننا سوف لن نخطيء اذا ذكرنا خونة الوطن وخونة التاريخ في بلاد الرافدين . وهم كثر لكن ابرزهم هو : اولاً - ٠"احمد الجلبي" . الذي توفي في بغداد بسبب نوبه قلبيه ..الا أن بعض النظريات وقنوات الإعلام شككت بموته و قالت إنه اغتيل بتسميمه بالرغم من صدور مذكره طبيه تشير إلى أن وفاته كانت بنوبه قلبيه .
ثانيا : "إياد علاوي" الذي مات عام 2020 منبوذا من أغلب العراقين دون أن يحقق أحلامه السياسيه .
واما الباقين إلى اليوم في الحكم فإن غدا لناظره قريب ، حيث احرار العراق لن يرحموا خونة الأرض والتاريخ والوطن وسيكون مصير هم ليس اقل ايلاماً ممن سبقوهم بالخيانه
فما بال الذين يرتمون باحضان الصغار من خونة الخونه ؟ .فإن عقابهم عظيم ومصيرهم جهنم وبئس المصير .
ملاحظه اخيرة. التاريخ مليء بالدروس والعبر ، والخيانه واحده من أقسى الدروس التي تعلمنا أن(الثقه شرف لايباع) ..
.
وما تم ذكره انفاً هم مجرد امثله لبعض الخونه ، ولو أردنا أن نذكر الجميع فلا اعتقد ان منشور كهذا يكفي لحصر أسمائهم .
كما اننا سنشهد المزيد من الخونه لاحقاً. طالما لازال هناك من يرضى أن يبيع ضميره مقابل حفنة دراهم قذره.
على الخائن انا لا ينسى بانه حتى لو أفلت من العقاب فإن الأحرار من شعبه سيلعنوه للأبد .
ويبقى الخائن بلا وطن مهما حملوا من اوسمه مُلهمه من دروس التاريخ .
فهل يتعض الخونة ؟؟؟؟؟؟؟
منشوره في الحوار المتمدن