Monday, June 15, 2015

صفعات متتاليه لأردوغان ..!!

  

 نقاط عدة جعلت من اردوغان البطل الضرغام والحالم بسلطنة امبراطورية عثمانية جديدة جعلت من  نجمه الذي تالق بعد حادثه  سفينه مرمرة ان يتهاوى
ومن هذه النقاط :

 الانتخابات الاخبرة ..
 النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات في تركيا لاتشكل تهديدا لمشاريع رجب طيب أردوغان, الذي كان يرى نفسه سلطانا عثمانيا جديدا فحسب, بل تهديدا لهيمنة حزبه, حزب العدالة والتنمية أيضا.
فقد اشار كل واحد من الأحزاب الثلاثة المنافسة إلى رفضه تشكيل حكومة ائتلاف معه, متمنين خلافا لذلك, تشكيل حكومة ائتلافية فيما بينهم فقط. وفي حال عدم توصلهم إلى تشكيل حكومة خلال 45 يوما من تاريخه, ينبغي حينذاك الدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة.

 التحدي ..
 تحدى السيد أردوغان القواعد والنظم غير المعلنة لحلف شمال الأطلسي حين وقع في الأول من شهر كانون أول-ديسمبر 2014 اتفاقية اقتصادية مع فلاديمير بوتين كي يمكنه من الالتفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على روسيا؟
 ولينفد بجلده, وجد أردوغان نفسه بحاجة ماسة لروسيا.
 هذا بالضبط ما حوّل الرجل إلى ورقة محروقة بنظر واشنطن وبروكسل.

 
الانتفاضة ..
 تغوص جذور الانتفاضة التركية في أعماق تناقضات حكومة أردوغان ذاتها. فبعد أن قدم الأخير نفسه "كديمقراطي مسلم" ( على غرار الديمقراطيين المسيحيين), ظهر فجأة على حقيقته إبان اندلاع ثورات الربيع العربي الملونة. في السياسة الداخلية, كما في السياسة الخارجية, هناك ما قبل, وهناك ما بعد. ماقبل, كان هناك تأسيس نواة لدولة مؤسسات. مابعد, لاوجود إلا للتعصب الديني. ما قبل, كان هناك نظرية أحمد داوود أوغلو " صفر مشاكل" مع الجيران. يبدو أن الامبراطورية العثمانية السابقة كانت ترغب بالخروج من سباتها والعودة إلى الواقع. مابعد, صار العكس : دخلت تركيا من جديد في نزاعات مع جيرانها, وأعلنت الحرب على سوريا.

 المعارضة ..
توحد المعارضة, حصل أساسا في شهر حزيران-يونيو 2013, أثناء مظاهرات ميدان التقسيم. لكن الانتفاضة فشلت, أولا لأن السيد أردوغان كان حتى ذلك الحين يحظى بدعم واشنطن, ولأن الحركة ظلت انتفاضة مدنية.
صحيح أن المتظاهرين في ميدان التقسيم كانوا يعلنون احتجاهم ضد مشروع عمراني, لكنهم كانوا يحتجون أساسا على أخلاق الأخوان المسلمين, وضد الحرب على سورية.

  ** لقد أخطأ حزب العدالة والتنمية حين استنتج أنه حزب لايهزم, إثر فشل الانتفاضة الشعبية الاطاحة به. لهذا حاول طرح مشروعه الاسلاموي بقوة (فرض الحجاب على المرأة, حظر المعاشرة بين غير المتزوجين الخ). ليهتز صفاء صورة السلطان الجديد حين كشفت الصحافة فجأة عن فساد داخل أسرته.
 ففي شهر شباط من العام الماضي 2014, تم اعتراض مكالمة هاتفية كان السيد أردوغان يطلب فيها من نجله اخفاء مبلغ 30 مليون يورو قبل وصول قوات الشرطة إلى المنزل للتفتيش.

  سياسة اردوغان ..
غرقت الحياة السياسية التركية في حالة من الفوضى بعد قيام مجهول بتاريخ 27 آذار- مارس بنشر تسجيلين على موقع يوتوب لاجتماع للأمن القومي جرى خلاله مناقشة نية الحكومة توجيه ضربة لنفسها, تسمح لها بالدخول في حرب مفتوحة ضد سورية.

**دعم حزب العدالة والتنمية للارهاب الدولي, تأكد من خلال تحقيق أشار إلى الروابط الشخصية بين السيد أردوغان ومصرفي تنظيم القاعدة, ارساله أسلحة لبوكو حرام في نيجيريا, قيام جهاز الاستخبارات العسكرية التركي بارسال 2000 شاحنة محملة بالأسلحة إلى داعش في سورية.
هذا, ناهيك عن اقصاء أتباع حليفه السابق فتح الله غولن, وايداع أعداد غفيرة من جنرالات الجيش, والمحامين, والصحفيين في السجون. فضلا عن عدم الوفاء بوعوده التي قطعها للأكراد, ومحاولة تشييد أضخم قصر رئاسي في العالم.

**منذ بداية الحرب  على سوريا وأنقرة تقدم من خلال الناتو دعما لوجستيا للجهاديين يشمل أسلحة وعتادا ومعلومات, كما قدمت غطاء انسانيا لمخيمات عسكرية فوق أراضيها, وقد أمنت التمويل اللازم من خلال نهب آلات المعامل, فضلا عن الكنوز الأثرية في حلب.
وفقا لشهادتين موثوقتين, فإن أنقرة هي من رتبت الهجوم بالكيماوي على الغوطة في شهر آب-أغسطس 2013.
**أخيرا, قام الجيش التركي منذ أسبوع بإدخال مئات الجهاديين إلى كسب. وحين تصدى لهم سلاح الجو السوري بقوة, هرعت أنقرة لنجدتهم عبر اسقاط الطائرة السورية. التورط التركي أكبر من أن يمكن لأنقرة نكرانه.

**على الرغم من أن الأسلوب اللاأخلاقي الذي خرج بمقتضاه رجب طيب أردوغان من صراعه مع حلف ناتو بلعبة مزدوجة, إلا أن خيانته هذه حققت له نتائج ايجابية مذهلة. استشراسه ضد سورية طوال سنوات الأزمة, يمكن, على سبيل المثال, أن يتوقف فجأة, أملا في ايقاف المخطط الأمريكي الرامي إلى خلق دولة كردستان الكبير. فقد بات واضحا أن استقلال كردستان العراق سيفضي بلا أدنى شك إلى تفكيك تركيا.

**
فالمنطق الذي وضع أردوغان نفسه فيه, يفرض عليه أن يغادر المعسكر الحالي, وأن يتقارب من جديد مع سورية.


الاقتصاد..
 في الواقع, تستند قوة حزب العدالة والتنمية في الحكم منذ عام 2002 إلى ركيزتين : تفتيت المعارضة, والنتائج الجيدة التي حققها على صعيد الاقتصاد, على الرغم من الفوضى التي يعاني منها الاقتصاد التركي حاليا : معدلات النمو التي ظلت طوال عقد من الزمن تراوح حول نسبة 10%, تراجعت إبان الحرب على ليبيا, ومن بعدها على سورية, لتصل إلى 3% في الوقت الراهن., وهي مرشحة لتكون سلبية في أي وقت.


  
**احتمال سقوط حزب العدالة والتنمية يأتي بالتزامن مع توقيع الاتفاق بين واشنطن وطهران, الذي من المفترض أن يحفز المصالحة مع مصر, وانهاء الحرب في سورية في وقت واحد.

**بفقدانهم أنقرة, لن يبق لجماعة الأخوان المسلمين إلا منافسي الدوحة والخرطوم ليقدموا لهم الدعم.

  المصدر