Wednesday, September 9, 2015

ازمة المهاجرين الى اوربا الى اين ؟؟

     

            عراقي حر : 


    منذ الحرب العالمية الثانية والعالم لم يشهد  موجات من الهجرات الجماعية باتجاه اوربا كما يشهده العالم اليوم .
إن كانت اوربا حريصة على سلامة المهاجرين فعليها بالحلول الجذرية التي توقف هذه الهجرة التي وكما يبدو انها مفتعلة بتوجيه من جهات معينة . 
 اليس من باب اولى ان يتم اختيار اللاجئين من المخيمات المنتشره في الدول العربيه كالاردن والعراق وتركيا التي تكتظ  بعائلات لا حولة لها ولا قوه بعد ان اعياها شغف العيش تحت خيم لا ترحمهم لا من برد الشتاء ولا من حر الصيف ؟ ناهيك عن سوء الخدمات المقدمة لهم وحرمان اغلب اطفالهم من التعليم ومن الرعاية الصحية الواجب توفيرها لهم من المنظمات الانسانية وعلى رأسها منظمة الامم المتحدة لشؤن اللاجئين التي باتت عاجزة عن توفير الخدمات بعد ان تقلص الدعم  الدولي لها .
هؤلاء العوائل عاجزة عن توفير لقمة عيشها فكيف لها ان توفر ما يطلبه المهرب من الاف الدولارات ؟ فكل من استطاع ان يهرب الى اوربا ولو بطرقها المفزعه فانه ميسور ماديا  ما يجعله قادرا على دفع الاف الدولارات للمهربين كي يوصلوه بطرقهم الدنيئه الى اوربا . فايهما احق بكرم انسانية دول الغرب وعلى رأسهم المانيا ؟؟؟ 

اليس من باب اولى ان كانت اوربا او بقية دول العالم حريصين على سلامة المهاجرين ان تكف هذه الدول عن التدخل في شؤن هذه البلدان وتترك لشعوبها حرية الاختيار في التغير من عدمه ؟ ، فهذه الشعوب قد تعودت على حكامهم الدكتاتورين ، فبالرغم من حرمانهم من بعض حقوقهم وحرياتهم الا انهم كانوا ينعمون بالامان على اقل تقدير وهم على هذه الحال منذ عقود،  فقد تعودوا وتعايشوا مع الحالة وقد اصبحت جزءا من حياتهم الاعتيادية ، وهم على الاقل كانوا مستقرين امنين .
 فبكلتا الحالتين فإن اوربا ستضرب عصفورين بحجر ، واحده منها انتشال اللاجئين من محنتهم بطرق سليمة ومحافظة على ارواحهم ، وبنفس الوقت تقضي على المهربين الذين اغتنوا من ارواح الكثير من  هؤلاء الابرياء .

أما إن كان هناك ما هو مخفي فإن للكلام بقية ، لأن الاعلام الموجه قد فعل فعلته في محنة اللاجئين ، فما كان منها الا أن إستغلت صورة الطفل ايلان الكردي المرمية على شاطيء البحر  ونشرها خلال يومين على صدر الصفحات الأولى لجميع صحف منطقة حلف شمال الأطلسي تقريبا.

والمفكر تيري ميسان تناول هذا الموضوع بشكل تفصيلي اكثر ضمن مقاله  الموسوم ( ازمة اللاجئين في اوربا ) على شبكة فولتير التي جاء فيها : 
موجة عاطفية طغت بوحشية على الشعوب التي تعيش في فضاء حلف شمال الأطلسي, حين أدركت هذه الشعوب على نحو مفاجيء, محنة اللاجئين في البحر المتوسط, على الرغم من عدم اكتراثهم بهذه المأساة المستمرة منذ عدة سنوات.
سبب هذا التحول هو نشر صورة لطفل غريق, لفظه البحر على شاطيء في تركيا.
بصرف النظر عن كون ملفقة بشكل فظ, لابد من التوضيح أن البحر يلفظ عادة الجثث بموازاة الموج, وليس رأسيا معه.