Sunday, November 1, 2015

الجبير والأسد ..!!

  عراقي حر :

         الكثير من ضيّقي النظر الذين لا يرون أبعد من أقدامهم  غالباً ما يسقطون في مغالطات يندمون عليها فيما بعد ، لكن بعد فوات الأوان ، اي بعد ان يقع الفاس في الرأس .

في فيينا كثر الحديث  عن  تضافر  الجهود حتى الآن من أجل إنهاء الحرب المريرة في سوريا ، هذا ما خلص اليه بعض المحللين السياسيين .
 ولكن من يضع العقدة في المنشار ؟ 
الجميع متفقين على انهاء الصراع في سوريا، لكنهم مختلفين على مصير الأسد .
 الموقف السعودي المتزمّت والذي طالما يردده وزير خارجيتها" عادل الجبير" وكأنه ملقن بهاتين الكلمتين وما عداها لا يعرف شيئا  غيره ( رحيل الأسد ) .

وما سلوكه خلال مؤتمر فيينا حول سوريا إلا خير دليل على ذلك المصدر

ليس دفاعاً عن نظام بشار الأسد ولكن الجميع يعلم ان رحيل بشاربطريقة "الجبير" يعني نهاية دولة اسمها سوريا . و"الجبير" يريد رحيل الأسد بدون شرط او قيد وان لا يكون له اي دور في المرحلة الإنتقالية، ... حسناً إن لم يكون للأسد اي دور في المرحلة الأنتقالية فلمن ستسلم السلطة اذاً ؟.
 الكل مدرك ان المؤسسات والدوائر الأمنية في سوريا يقودها رجال ذو خبرة عسكرية وأمنيه موالين لبشارالأسد بشكل مطلق ، وعند رحيله يعني رحيل اغلب هؤلاء مما يعني ان البلد ستدخل في فوضى لا تحمد عقباها كون ان لا يمكن ان يكون من بين المعارضة السورية حتى المعتدلة منها كما يسمونها من هو اهل لتشغل هذه المناصب لأنها أي المعارضة قد اثبتت  بكل اشكالها انها معارضه صورية تابعة لدول الغرب وأمريكا ، وأنها معارضة متشرذمة تتنقل بين داعش والنصرة وغيرها الكثير من صنوف المعارضة بضمنهم (الجيش السوري الحر) 

 فالجيش السوري الحر الذي اسسته فرنسا في 29 تموزيوليو  الذي أشرف على تأطيره ضباط من فيلق المرتزقة, بعد فصلهم عنه, ووضعهم بتصرف قصر الاليزيه. ثم تلقى الجيش الحر علم الانتداب الفرنسي. لن يكون ابعد من المنظمات الارهابية المتواجدة في سوريا وتحارب من اجل استلام السلطة .
 تصر فرنسا على التمييز بين جهاديين "معتدلين" وآخرين "متطرفين", على الرغم من عدم وجود أي اختلاف بين المجموعتين, سواء بالأشخاص, أو بالتصرفات.
فالجيش الحر هو من بدأ بإعدام المثليين عبر رميهم من أسطح المباني العالية.
الجيش الحر هو من نشر أول شريط فيديو, يظهر أحد قادته وهو يلتهم قلب وكبد جندي سوري.  الفرق الوحيد بين المعتدلين والمتطرفين يكمن في راية كل منهم : علم الانتداب الفرنسي, أو علم الجهاد.  المصدر  
وكما أكد مسؤول دبلوماسي عربي رفيع المستوى بالمنطقة: "لم تعد فكرة مغادرة الرئيس بشار الأسد للسلطة قبل بدء عملية انتقالية فكرة منطقية".
وأضاف: "إذا غادر فجأة فإن نحو ثلثي قادته سيرحلون معه وستنهار سوريا". المصدر

مما يعني على السعودية التي طالما تشبثت بمواقف متشنجة تفتقر للدبلوماسيه ،بل انها تتشبث بمواقف تضعف سياستها في المنطقة  بمحاولة فرض شرطها الوحيد ان لا يكون للأسد دور في المرحلة الإنتقاليه او لا بد من رحيل الأسد ، ان تتبنى موقفا مغايرا لنهجها التهجمي ضد شخص بشار الأسد أكثر من إدعئها بضرورة تغير سياسته من الدكتاتورية الى الديمقراطية ،لأن "الجبير" نفسه لم يستلم منصبه  وزيرا للخارجية ديمقراطياً . 

 أما بإمكان السعودية أن تكون ذو تاثير اكبر ولاعب أساسي في الأزمات العربية  بتبنيها خطط على الأقل فيها شيء من الدبلوماسية لتعزز من موقفها من خصومها بدل ان تكون هي الأداة الفاعلة في هدم البيت العربي ؟ 
 التَّزمُّت السعودي والعزف على وتر رحيل الأسد يضعف موقفها بدل تقويته ، لأنه  يندرج في اطار الحقد الشخصي ومحاوله الفوز ولو بقد نزير لحفض ماء الوجه فيما ذهبت اليه السعودية منذ بداية الأزمة السوريه والى يومنا هذا ، حيث كان الهدف الرئيسي هو إزاحة الأسد بأي شكل من الأشكال وحتى إن كان بالطرق الغير نزيه كمحاولة اغتياله .
إن رعب السعودية وقطر وتركيا من قبول مرحلة انتقالية وإقرار دستور جديد لسوريا وإجراء انتخابات فيها تضم كافه اصناف المعارضة السورية ،هو من فوز بشار الأسد من جديد برئاسه سوريا وهذا ما يفزعهم ويهدم كل احلامهم ومخططاتهم بدعمهم للمعارضة طيلة فترة الأزمة السورية . 

 رحيل الأسد من بقائه يقرره الشعب السوري ولا أحد غيره له الحق في تقرير المصير السوري الداخلي ، وأي شرط لا يندرج في هذا الإطار يعتبر تجاوزاً قانونياً على سيادة سوريا التي لازالت عضواً في هيئة الأمم المتحدة ولها سفارات في اغلب دول العالم وفيها سفارات لكبرى دول العالم ايضا ، كما لايوجد الى اليوم من يمثل الشعب السوري في المحافل الدولية معترفا به دولياً غير الحكومة السورية . 

  
ليس من حق أي كائن أن يقرر من يحكم الدولة الفلانيه او العلانيه غير شعوب تلك الدول فقط ولا غير، مهما كانت سياسة قادة تلك البلدان .
 اليست السعودية من تتهم ايران بزعزة الأمن في المنطقة بنشر التشيّع ؟ 
أيحقُ للسعودية ان تطلب من ايران تغير آية الله خامنئي ؟
وايران بالمقابل تتهم السعودية بنشر الفكر الوهابي المتشدد في المنطقة مما يساعد على زعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة ، 
 فهل يحق لأيران ان تفرض شرط تغيير النظام الملكي السعودي  الى ديمقراطي ؟

إن كان الحال كذلك ، فها هم قادة العراق لا يختلف اثنان في هذا الكون على أنهم من أفسدْ الحكومات قاطبةً على وجه الأرض وأكثرهم  تنكيلاً بشعبهم ونهب ثرواتهم ، لماذا لم  تتجرأ السعودية بفرض تغيرالحكومة أو المالكي أو العبادي ؟ هل لأن حكومة العراق عميلة ومواليه للغرب ، وسوريا من دول الممانعة ؟؟؟؟ 

متى يتعض العرب من دروسهم ؟ ألا يكفي ما جرى ويجري في العراق وليبيا كما ارادوه ان يكون في مصرايضاً ؟ .
وغدا سينطبق الأمر على اليمن فيما لو استمر التعنت السعودي بجلب المزيد من الدول لضمهم لتحالفها ضد الحوثيين في اليمن كخياراًعسكرياً  بديلاً عن الحلول السياسية ..