Monday, December 8, 2014

حمى الاقاليم العراقية و تقسيم ثروات العراق


االكاتبة  ماجدة المشلب : 

   
هنالك اناس على قدر من الجهل بالتأريخ و معنى كلمة دولة من النواحي السياسية و الاقتصادية و العسكرية يطالبون باقاليم، و يظنون انهم سيكونون في وضع افضل، الا انهم لو كانوا قد أطلعوا على التأريخ لعرفوا ان الكويت كانت محافظة عراقية، و الامراء فيها طمعوا بالملك ، و اتفقوا مع بريطانيا على الانفصال عن جسد العراق، و منذ ذلك الحين و الكويت حكومة و شعبا ككل دول الخليج يرتجفون هلعا من احتلال ايراني او عراقي، و يخشون قوة اية دولة عربية ، و يتآمرون ضدها كي لا تبتلعهم، لماذا؟؟؟؟
لانهم لا يمكنهم على قلتهم تكوين مؤسسات امنية او مخابراتية دون الاستعانة بالدول التي ساعدتهم على تأسيس اماراتهم، لا يمكنهم القيام بصناعة متطورة كدول شرق اسيا و الصين، لارتباطهم بعجلة بريطانيا ثم من بعدها امريكا و سلطة البترودولار، لا يمكنهم على قلتهم تكوين جيش يؤمن حدودهم، لا يمكنهم ان يؤسسوا اي شيء دون ان يتآمروا على الشعوب العربية لكي يأمنوا جانب الدول القوية منها.
انهم وجدوا كي يمارسوا سلطتهم على العرب من خلال الاموال التي يدرها عليهم النفط، و لم يفكروا ماذا سيفعلون بعد نفاذه.....
الكثير من العراقيين الان ينادون بالاقاليم تشبها بالاكراد، بل و يحلمون بالانفصال، و لا يعلمون انهم سيكونون العوبة بيد من ساعدهم على ذلك، مثلا كردستان ستظل دوما طالبة لحماية اسرائيل خوفا من تركيا، و من ايران، و من العراق كله، و الاقليم السني لو انفصل سيصبح العوبة بيد الحكومات السعودية و الاردنية و السورية، لن يتمكنوا من تكوين جيش مستقل، فعددهم لن يكفي، لن يستطيعوا الاستقلال اقتصاديا فسيرتبطون بامريكا مثل الخليج، و لن تمنحهم امريكا فرصة التطور ،لان المجتمع العراقي مجتمع طموح، و ليس كسولا كالخليجي، او بدويا كالاردني، و التطور امرا ليس من مصلحة القوى المهيمنة على العالم، و هنالك من الاغبياء من لا يفهمون لماذا الاردن تعيش بسلام رغم انها لا تملك جيشا قويا و لا موارد اقتصادية ، و لا يفهمون ان الاردن دوما اعتاشت بشكل طفيلي على اضطرابات العراق، و انها كانت شريكا دوما لكل من يتآمر ضد العراق.
ان الديموقراطية وضعت مصيرنا بيد من تربوا فترة الحصار حيث لم يكن للعراق وجود كدولة و عملة اقتصادية مؤثرة، و بعد الاحتلال تم انشاء جيل كامل ممن لا يشعرون بالانتماء للوطن، و لا يفهمون لماذا الولايات المتحدة متحدة و قرارها واحد على الرغم من ان كل ولاية هي دولة قائمة بحد ذاتها، لانهم ببساطة تربية امريكا، و امريكا علمتهم ان العراق عبارة عن طوائف و قوميات و اديان و ليس تأريخا موحدا و مصيرا موحدا بحكم الجغرافية اولا، و بحكم التاريخ الذي لم يشهد اي تقسيم للمنطقة الواقعة بين الرافدين ثانيا، فمن هو الغبي الذي يقسم كنزه و يضعف قوته كما يفعل اغبياء العراق الان من الاجيال ذات الفكر الرأسمالي الذي لا يحترم مفهوم الوطن، و لا يأبه للتأريخ، و لا يهمه الانسان اصلا، بل كل ما يعنيه هو مصادر الطاقة التي ستباع لو حصل انقسام العراق وفقا لمزاج و سعر امريكا باعتبارها الدولة الكبيرة التي تحمي كل هذه الاقاليم الصغيرة:
اقليم كردستان و اقليم السنة و اقليم البصرة و هناك من ينادي باقليم الناصرية.....؟؟؟؟؟؟؟.

يا جهلة التاريخ و الجغرافية و كل علوم تأسيس دولة:
فكروا كيف ستؤمنون الحدود، كيف ستؤسسون جهاز امن و مخابرات و اقتصاد قوي لدولة قوية، و انتم قلة قليلة تستطيع اية دولة ان تسحقها؟؟؟؟
ستعيشون خوف الكويت و الخليج كله و رعبهم، و ستنفذون كل مؤامرات امريكا و اسرائيل شرط ان تحافظوا على امنكم، و حتى هذا لن تحصلوا عليه، فالخليج اليوم جعل مصيره بيد السيسي في مواجهة الدول الكبيرة، و يلعب على كل الحبال فقط ليؤمن حدوده من اي اجتياح خارجي....و رغم ذلك سيعودون لجمالهم و خيامهم بمجرد انتهاء عصر النفط لديهم، و العراق سيعود كما كان يعيش على الرافدين و ثروته الزراعية و الحيوانية كما هو خلال خمسة الاف عام، حتى ان قسمتموه سيعود واحدا بارادة النهرين و النخيل الذي سيظل كل ما يملكه العراقيون من حطام الحروب.....

No comments:

Post a Comment

الاختلاف بالاراء يعطي روحيه للموضوع
الصمت ليس دائما يعني الموافقه
اسمع صوتك للاخرين ولكن بشرط
1: يمنع استخدام لغه حوار غير لائقه
2: يمنع التعليق خارج الموضوع المحدد