Saturday, August 24, 2024

الإنتماء القومي: شُعلة تُضيء دُروبنا

 

الإنتماء القومي: شُعلة تُضيء دُروبنا


 عراقي حر ...


مقدّمة:

لطالما شكَّل الإنتماء القومي رافِعة أساسية لبناء الحضارات وتقدم الشعوب. فهو شعور عميق بالإرتباط بوطن واحد، يجمع أفراده تحت سقف واحد من القيم والتاريخ والثقافة المشتركة. يُشعل هذا الشعور شرارة الفخر والإعتزاز بالهوية، ويدفعنا للمشاركة في بناء مستقبل مزدهر لوطننا الحبيب.

أهمية الإنتماء القومي:

الشعور بالأمان والاستقرار: يُشكل الإنتماء القومي مظلّة تحمي أفراد المجتمع من الشعور بالوحدة والتهميش الذي طالما مارسه منتحلي اسماء قوميات مزيفة أو ممنوحة من قبل الآخرين لأغراض سياسية أو شخصية أو كلاهما معا ، والأمثله من واقعنا على ذلك كثيرة .
لذا تُلعب التربية دوراً هاماً في غَرس قيَم الإنتماء القومي لدى الأجيال القادمة.

تعزيز التعاون والتكافل: يُحفّز الإنتماء القومي على التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع، ونبذ الفرقة والنزاع.
وبالمقابل هناك من يمتهن فن التزوير أو التشويه ويمارس التهميش باقذر وسائله ،ظناً منه أنه باساليبه المريضه والرخيصه، يمكن دحض الحقائق وتزوير الوثائق المثبته كتابياً أو ما خلّفته التنقيبات الاثارية من اثباتات لايمكن تزويرها .


الحفاظ على الهوية: يُساهم الإنتماء القومي في صون الهوية الوطنية وتراثها، ونقلها للأجيال القادمة. لذا يتطلب العمل القومي ، تعزيز الحِفاظ على الهوية من خلال نشر الوعي القومي بين الشباب أو المراهقين ومنذ نعومة اضافرهم ليكونوا سندا قوياً لدرء الأخطار المحتملة في المستقبل، خاصة بعد ضهور جيوش مموَّله من الداخل والخارج ، تعمل دون كلل وملل من اجل طمس هويتنا .
• لذا يُشكل الإنتماء القومي عنصرًا أساسيًا في هوية الفرد، ويُساعده على فهم ذاته وموقعه في العالم .

دافع للتنمية والتقدم: يُشعل الإنتماء القومي روح العطاء والمسؤولية لدى أفراد المجتمع، مما يُحفّز على العمل الجاد لبناء مستقبل أفضل.
• وهنا لابد الوقوف عند هذه النقطة التي لها الأسس المتينة لبناء مستقبل مشرق وتفويت الفرص على المتربصين بهدم تاريخ يمتد لأكثر من( 5 آلآف سنة ) بواسطة قتل جَذوة الإنتماء القومي لدى الشباب كي ينمو ضعيفاً وهشاً أمام زوابع الحاقدين
والإنتماء القومي يساعد الفرد على الشعور بالإنتماء إلى جماعةٍ أكبر، ممّا يُخفف من الشعور بالوحدة والعزلة ، كما تُساهم القصص البطولية والتضحيات التي قدّمها الأجداد في سبيل الوطن في تعزيز الشعور بالإنتماء
لذلك بات الزاماً على كل مسؤل يدّعي انه مُهتم بالعمل القومي أن يعمل على تعزيز الإنتماء القومي من خلال نبذ الذات والشعور بسمؤليته امام بني قوميته والأبتعاد عن المصالح الشخصية التي تقتل العمل القومي .

ومن العوامل التي تُعزز الانتماء القومي:

• اولاً .. التعليم: حيث يلعب التعليم دورًا هامًا في غرس قيم الإنتماء الوطني لدى النشء، وتعريفهم بتاريخهم وثقافتهم.

• ثانياً ..الإعلام: للإعلام مسؤولية جمّه في نشر الوعي بأهمية الإنتماء القومي، وتسليط الضوء على إنجازات الوطن ومشاريعه، ومن خلال إقامة الفعاليات والندوات الثقافية وأحياء المناسبات القومية ونشرها على أوسع نطاق ، وهذا بدوره يعزز الإنتماء القومي لكافة الفئات العمرية.

ثالثاً ..الثقافة: فمن خلالها تُساهم الفعاليات الثقافية في تعزيز الشعور بالإنتماء، وتقريب أفراد المجتمع من بعضهم البعض.

رابعاً..المشاركة السياسية: تشجيع أفراد المجتمع على المشاركة في الحياة السياسية، وإبداء آرائهم وتطلعاتهم. والعمل الجاد على ايصال الفكر القومي للجهات المختصة والعمل على استجلاب مكتسبات تصب في صالح العمل القومي .
لذا يعزز الإنتماء القومي روح التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع، ممّا يُساهم في تحقيق التنمية والتقدم

خاتمة:

الإنتماء القومي شعلة تضيء دروبنا، وتُعيننا على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل لوطننا.
فلنعمل جاهدين للحفاظ على هذه الشعلة، ولنُنقلها بأمانه للأجيال القادمة مُتقدةً بالحياة والأمل..


خيانة الأوطان جرح غائر في جسد الوطن


....عراقي حر

مقدمة:

منذ فجر التاريخ، واجهت البشرية ظاهرة الخيانة، تلك الظاهرة التي تُعَدّ جرحًا غائرًا في جسد أي مجتمع، وتزداد    فداحةً عندما تُوجّه ضد الوطن، ذلك الكيان الذي يُمثل رمزًا للانتماء والهوية.

تعريف خيانة الأوطان:

تُعرّف خيانة الأوطان بمجموعة من الأفعال التي يقوم بها الفرد ضد وطنه، تُلحق الضرر بمصالحه وأمنه واستقراره، وتُهدد سلامة شعبه. وتشمل هذه الأفعال:

• التجسس لصالح دولة أخرى: حيث يُقدم الفرد معلومات سرية لدولة معادية، مما يُعرّض أمن الوطن للخطر.

• التعاون مع الأعداء: من خلال المشاركة في أعمال عدوانية ضد الوطن، أو تقديم الدعم اللوجستي أو المالي للعدو.

• التخريب: من خلال تدمير المنشآت والمرافق العامة، أو زعزعة استقرار النظام العام.

• الإرهاب: من خلال نشر الرعب والخوف بين المواطنين، وزعزعة الأمن والاستقرار.

• الترويج للأفكار الهدامة: مثل نشر الأفكار المتطرفة أو الانفصالية، أو بث الكراهية بين أفراد المجتمع.

دوافع خيانة الأوطان:

تتنوع دوافع خيانة الأوطان، وتشمل:

• الطمع: حيث يسعى بعض الأفراد للحصول على مكاسب شخصية أو مادية من خلال خيانة وطنهم.

• الانتقام: بسبب شعورهم بالظلم أو الغبن، مما يدفعهم للانتقام من وطنهم.

• الجهل: حيث لا يُدرك بعض الأفراد خطورة أفعالهم، أو يُؤثر عليهم غسل الدماغ من قبل جهات خارجية.

• الأيديولوجيات المتطرفة: التي تُحرض على العنف والكراهية ضد الوطن والمجتمع.

آثار خيانة الأوطان:

تترك خيانة الأوطان آثارًا سلبيةً عميقةً على الوطن والمجتمع، تشمل:

• زعزعة الأمن والاستقرار: مما يُهدد سلامة المواطنين ويُعيق التنمية والتطور.

• إضعاف الثقة بين أفراد المجتمع: مما يُؤدي إلى تفكك المجتمع وانهياره.

• إلحاق الضرر بسمعة الوطن: مما يُؤثر على علاقاته مع الدول الأخرى.

• الشعور بالخيبة والألم: لدى المواطنين الذين يُحبّون وطنهم ويُخلصون له.

والأمثلة كثيرة على الخيانة
لناخذ العراق كمثل ، كونه من أعمق وأعرق تاريخ بشري ، ولكونه كان مركز حضاري متقدم من جميع النواحي العلمية والفكرية والعسكرية والجغرافية، وحتى الأجتماعية ، لذلك تكالبت عليه الأطراف المحيطة به للنيل منه والتفرد بخيراته وموارده الكبيره الاقتصادية والبشرية على حد سواء . ومنذ ذلك الوقت كانت الخيانة هي السلاح الأكثر فتكا من الأسلحة التقليدية لتسهيل النيل من قوته وجبروته .
وحتى في تاريخه الحديث والمعاصر ، لم يجرأ أحدا للنيل من قوة ومكانة العراق إلا بالخيانة
وكان آخرها الإحتلال الأميركي للعراق في 2013 وتضحيات الزعماء العرب من اجل كسر شوكته وممارسة احقادهم الدفينة، وما زالوا ، وكل ذلك كان من اجل النيل من شعبه الأبي وخيرات أرضه وترابه وجعله من أضعف الأوطان .

خاتمة:

خيانة الأوطان ظاهرةٌ خطيرةٌ يجب التصدي لها بكل حزمٍ ووعي. ويجب على جميع أفراد المجتمع التعاون لمحارب    هذه الظاهرة، من خلال:

• تربية الأجيال على حب الوطن والانتماء له.

• نشر الوعي حول مخاطر خيانة الأوطان.

• تعزيز القيم والمبادئ الوطنية.

• تطبيق القوانين الصارمة ضد الخونة.

فحب الوطن والإنتماء له واجبٌ على كل فردٍ من أفراد المجتمع، وخيانة الوطن جريمةٌ لا تُغتفر .

Friday, August 23, 2024

الحروب الخاسره

  
عراقي حر ...

      يقول سون"تزو" مؤلف كتاب "فن الحرب"  بأنَّ الحرب فكرٌ وفنٌّ؛ وليست قتال ودماء 
رغم أن حربنا هذه ليس قتالية بالحرف والمعنى العسكري البحت ، إنما هي معركة كلامية إنشائية تتخللها جمل ركيكة لا قيمة معنوية لها ، يتبارز فيها طرفان لاخبرة لهم في إدارة شؤون مثل هذه الحروب، إنما ما يدفع مرتزقة هذه الحروب  لخوض ضمارها هي العاطفة والجهل وأحيانا الغباء إضافة إلى المادة التي أعمت البصيرة قبل البصر.

  
هناك حرب أعظم ما يقال عنها أنها سخيفة بكل المقاييس
والمبارزون (المرتزقة) فيها إما جهلة أو اغبياء ، من المؤسف أنها تزداد ضراوة يوم بعد آخر، والمشكلة ان مغذي ديمومتها هو الجهل والتعصب ، والسبب هو أن كل من هَبَّ ودَبْ أصبح خبيراً في شؤونها وقائدًا فذاً في إدارتها، معتمدا على ما في جعبته من معلومات عرجاء لاترتقي إلى التبصر أو التبحر في تاريخه بشكل منهجي ومهني.  
ورغم علمهم أنها معركة خاسرة في نهاية المطاف لا محال، لعدم ارتكازها على أسس علمية رصينة ، وبين صفوفها (مرتزقة) ضعفاء لا يملكون من فنون القتال شيئاً  ، إلا انهم وبكل غباء يصرّون على خوض ضِمارها ، لأن جهلهم وتعصبهم هو من يقودهم بشكل أعمى إلى مصيرٍ مجهول،    .
فلو تُركت لأصحابها العقلاء والمتخصصين والباحثين بمهنية لكانت النتائج أفضل ،وتليق بأصحابها وتزيدهم فخرا بانتماءاتهم بدل المزايدات الفارغة والبعيدة كل البعد عن العقل والمنطق والتي تجعل من ارضيتها هشة وغير متينة.
  
كما لو أدرك هؤلاء الجهلة أن لهذه المعركة نهاية حتمية دون أن تحقق ادنى أهدافها لإفتقارها إلى خلفيات متينة ورصينة ، وخسائرها تتعاظم كلّما طال أمدها، لأن الإستمرار فيها هو إستنزاف لطاقات يمكن أن تُستغل في مكان آخر يحافظون فيها المتبارزون على مبادئهم وأفكارهم وعقائدهم بعيداً عن زجها في معارك مصطنعة وخاسرة ، لأصبحت الأمور  أوضح في إدامة الأفكار وتطويرها بشكل مهني بعيداً عن التعصّب ونكران الآخر قبل الذات  ، لأن الآخر مهما كانت توجهاته وإهتماماته وإنتماءاته ، ومهما يكن إختلافه معنا ، يمكن أن يكون سنداً  لنا أو مُعيناً في مِحَننا في حال كُنا قد جعلنا لنا خط عودة معه.
لكن أن نُصِرّ على بِناء سُدود وحفرأخاديد عميقة يصعب إجتيازها وتدمير جسور المودة والتعاطف فيما بيننا بغباء ، بحجة أهلية قضيتي على قضية الآخر التي يعتبرها مصطنعة  ، إنما نحكم على نهايتنا بشكل مأساوي ، نخسر فيها كل ثمين ناضلنا  لأجله بشكل سلبي  دون إدراكنا.

أسميتها معركة لأن الكل يحاول أن يجد له سلاحاً يعتقد أنه فتاك يمكن أن يدمّر الآخر به ولو أفتراضياً ،  متناسياً أن هذه الأسلحة أصبحت بالية وعديمة الفائدة أمام التطوّر الحاصل تكنولوجياً في جميع مجالات حياتنا اليومية .
كما أنها لا تمتلك أرضية رصينة وفعلية تقف عليها بثبات لتذود عن قضيتها  ، بل إن ساحاتها وحدودها والخط الأمامي للمواجهة فيها  هو افتراضي بحت ، أي انه غير موجود على أرض الواقع،  والواقعية الوحيدة في هذه المعركة هي فقدان روح المحبة وقبول الآخر بكل اختلافه الفكري والعرقي والديني والقومي على حساب التعصّب والجهل، ومنح فرصة للمتربصين أن يبتهجوا بتخلف وسذاجة ألأفكار.

وياليت التنافس يكون نزيها ، بل من المؤسف  هذا التنافس يحمل كل أدوات التزييف والتحريف والكذب على حساب الحقيقة الدامغة الغير قابلة لا للشك ولا للطعن أحيانا وفي أفضل الأحيان تكون الحجة( بمقولة فلان أو علاّن من العامة الغير مختصين والغير معنيين أو مهنيين) .
وهنا يكمن الإفلاس الفكري ،  

فهل تفيقون أيها المتبارزون الخاسرون