Sunday, September 14, 2014

لماذا التحالف ضد داعش الآن ؟

   عراقي حر :        



 بعد الإنتقادات الداخلية والخارجية التي واجهت الرئيس الأمريكي اوباما  لعدم تدخله العسكري في سوريا او فرض منطقة حضر الطيران فوق الأراضي السورية والتي جائته من داخل الإدارة الأمريكية او من خارجها وبالأخص التي جاءته  من أهم حلفاء امريكا مثل السعودية وغيرها جعلت موقف الرئيس الأمريكي في حرج لا يحسد عليه رغم ان عدم التدخل ذلك كان مرتبطا اساساً بموقف الدب  الروسي الذي استطاع ان يحرك  غواصاته النووية قباله الساحل السوري انذاك تداركاً لأي تدخل خارجي على حليفه الأستراتيجي " سوريا " 
والآن وبعد أن اصبحت الفرصة مواتية للحفاض على بعض ماء الوجه أو رد  البعض من ذلك التراجع او التراخي كما سماه بعض منتقدي اوباما بالعمل على حشد تحالف دولي ضد تنظيم ( داعش ) الذي من خلاله ستتمكن امريكا ان تضرب عصفورين بحجر . 
 اولا : السعودية ستعمل على تدريب المعارضة السوريه التي اسموها المعتدلة والتي من خلالها سيكون التسليح والتدريب ورفد هذه المعارضه بمزيد من الارهابيين شرعيا ، 
 ثانياً:  ستتمكن طائرات حلف الناتو بقيادة امريكية من ضرب اهداف داخل الأراضي السوريه والتي يتواجد فيها الجيش السوري من اجل اضعافه بحجة ضرب تجمعات إرهابية هناك .
 كما أن إبعاد روسيا والصين وايران من هذا التحالف سيوجه ضربه لهذه الدول التي تدعم النظام السوري علناً وستكسر شوكتهما حسب ظن امريكا ، وكما قال تيري ميسان  هنــــأ في حمأة انشغاله بمنع روسيا والصين من السيطرة على مايكفي من المواد الخام التي تمكنهما من منافسة الولايات المتحدة, أضاف حلف شمال الأطلسي خلال هذا الصيف قضية الدولة الاسلامية.   رغم علم امريكا بأن إبعاد هاتين الدولتين الأساسيتين من التحالف سيضعف هذا التحالف ، لذا عمدت امريكا على الحشد لهذا التحالف  خارج جدران مجلس الأمن كي لا يصطدم بالفيتو الروسي والصيني . وهذا ايضاً يندرج في عدم شرعية هذا التحالف بالقيام بشن هجمات جوية ضد دوله ذات سيادة وكيان وعلم في الأمم المتحدة مثل سوريا بعد عدم اعلان التشاور معها كما ان التشاور قد يكون من تحت الطاولات كما هي سياسه واشنطن دائما . وان ابعاد روسيا وايران من التحالف يضعف التحالف كون هاتين الدولتي الوحيدتين القادرتين على التاثير في السياسه الخارجية والداخليه لسوريا والتي من الممكن ان تخدم هذا التحالف .

 اما من ناحية العراق فان هذا التحالف سيعيد سيطرة القوات الأمريكية على مجريات كافة الأمور داخل العراق سياسياً وعسكرياً وامنياً  بعد أن نال أوباما حصة اخرى من الإنتقادات الواسعة لسياسته في العراق بعد الإنسحاب العسكري المزعوم وتركه في دوامة  العنف والفوضى ،هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى فإن تعزيز ودعم قوات البيشمركة العراقية بالعتاد والسلاح سيعزز مكانة الأكراد في المنطقة مما سيتيح لهم الباب مفتوحاً وعلى مصراعيه للإنفصال بعد ضم المناطق التي يسمونها المتنازع عليها . وكما ان عاصمة الأقليم ( اربيل ) ستكون  قاعدة عسكرية أمريكية لللإنطلاق نحو سوريا بعد ان رفضت تركيا فتح مجالها الجوي امام طائرات حلف الناتو ،  وكذلك فعلت الأردن كما تدعي الا انها هي الأخرى تشارك ولكن في الخفاء كما فعلت في الحرب على العراق في 2003 و كما  استبعدت امريكا  بغداد من هذه المهمة ايضاً كون ان بغداد غير مؤهله لمثل هذه العمليات أوانهم لا يثقون بها . 

  وهذا كله بالطبع يندرج في سياسة الدول الغربية وامريكا بخلق ضروف مواتية لدعم اقتصادهم المتهريء بفتح عدة جبهات قتال خارج اراضيهم  من اجل تحريك عجلات مصانعهم العسكرية أولاً ومن ثم ابعاد شبح الإرهاب عن أراضيهم وابقائه في مناطقه الحاضنه له بعد ان حقنت المنطقة بسرطان الطائفية التي استفادت منه امريكا ودول الغرب بشكل واسع . والذي من خلاله تغذي العنف في منطقة الشرق الأوسط . وكون الدول العربية  وبالأخص الخليجية هي من ستموّن هذا التحالف بدفع فواتيره لصالح امريكا واوربا . 
 وما تصريح الأدارة الأمريكية بأن مسألة القضاء على داعش ستطول الى ما بعد انتهاء فترة رئاسة اوباما الا  دليل  كبير على ان هذا التنظيم هو اداة أمريكا لتمرير سياساتها في المنطقة واضعافها بعد تقسيمها الى دويلات هشة خاضعة لارادتها .



No comments:

Post a Comment

الاختلاف بالاراء يعطي روحيه للموضوع
الصمت ليس دائما يعني الموافقه
اسمع صوتك للاخرين ولكن بشرط
1: يمنع استخدام لغه حوار غير لائقه
2: يمنع التعليق خارج الموضوع المحدد