خـــــاطِــــــرة ... عِــراقُـنــا الجــريــح

خاطرة من الأخ إبراهيم الصفار لكل عشاق الوطن ولكل مغترب عراقي احرقته الشجون والحنين للوطن .    وطنٌ لم يعد جريح، فحتى جراحاته تلوثت بدم المتآمرين والخونة المأجورين . بل اصبح موبوء بالعملاء المجرمين  والبُغاة الطامعين والقادة الجبناء الماجورين والبرلمانيين الأذلاء الوصوليين . والساسة المنافقين المنتفعين وفي الرذيلة غارقين . إبــراهيــم الصفـــار / لـنـدن

ألــــخـــاطِــــرة .....هــي مشــاعــري ومشـاعــرُ أخـوتـي وكُـل الأحبـةِ مـن  أرغـمتـهم حُـروب التـتـر الهـمجـيــة لِـفـراق الـروح فـي الـوطـن الجـريـح لَـعـلـي بِـسـطـورهـا تـشفــي مِـن بِـه سَـقـمُ عـن عطـش الحنيـن لِـكـل ظِـلِ نخـلـةٍ من العشّارِ حتى الأعظميـة و نسيم عِطـر شـجـرِ اللـيـمون ورائـحـة الـمطـر علـى الـشـوارع والحيطـان فـي أولِ تشـريــن بـعد أن ذَبحــوا الـوطـن بِـنصـل السكيـن خـــــاطِــــــرة ... عِــراقُـنــا الجــريــح أتـعـلـمُ ... أنَّ أجـمـلُ مـا فينـا  أنـنـا نفتقــدُ الـوطـن أنـتَ وأنــا  حيـن كانت بلادك .. هي بـــلادي .. بـــلادُ أجـدادك وأجـدادي  وكـانت بـلاد العُــرب أوطانــك و أوطـاني حيـن كُـنا نصحـوا ويصحـو الـوطن على هَمـسِ  تـغـريـدِ فـيـروز مـع خـيـوط الشمــس سـألتـك حبيبـي لويـن رايحيـن خـلينـا خلينـا تسبقنـا سنيــن  فـنتسابـق لقضـم رغيـف الـفـرّان ونتغـامـسُ بصحـن القيمـر  ونـرتشـفُ الشــاي الخدران وبقلـب دُعـاء الوالـدة أن يبعـد عَـنّا شَـر الأشـرار ،،،،،،، فمنـذُ رَجفـة الأمـس وغُـربته المشـؤمة بليـلٍ نـاريّ حيـن جثـمَّ الأقـزامَ فـوق صـدورنا وأحـرقـوا الأحلام فـلـم تَـعُـد بـلادك ولـم تَعُــد بِـلادي بِـإحضـانـك وأحـضـانـي ورحلـت عَـنّـا فيـروز بليالـي الشـمال الحـزينـة فـقتلـوا فـينـا حَـنّـا السكـران وتـكسـرت  قـواريـر الـروح وأحتـرقـت صـورة الـعـذراء وبـتّنـا غُـرباء وهـا أنـتَ بقـايـا أنـتَ .. وهـا أنـا بقـايـا أنــا .. خَـيـال أشـبـاح نُغنـي ونبكـي بِـلادُ العُـربِ كـانت نخـلُ أوطانـي فـأحـرقـوا الشَـام فيهـم وضاعـت مِنّـا بُغـــدانِ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وهـا أنتَ وأنـا فـوق مرافـئ المنافـي ننـزفُ نطـرونا كـتير كـتير عا مفـرق دارينـا لا عـرفـوا أسامينـا ولا عرفنـا أساميهـم يا أبـنُ أُمـي وأبـي ........ فـوق وتحـت تُـراب الـوطـن الباكـي أحبابـك وأحبابـي بشـوقٍ يُـنادونـا .. فهـل تسمع نِـداهـم ؟ يـالي نسيتـونـا يمتـى تذكرونـا يمتـى نجـي عالبـال وتساعـدون الحال يمتـى .. يمتــى تُـذكرونـا سـنشهــق لهـم بأمطـارٍ تمـوجُ بعيـوننـا  بالله يا طيـر إللي تسـافـر وَدّي لأحبابـي السـلام وأحمـل بجنحـك رسايـل مـن تهاجــر وللـي حـرمـونـي المنـام بالله يـاطيـر الحمـام ... بالله ياطيـر الحمـام غُـربتنــا أحـرقتنــا بجليـدهـا وأخّـذت تُحـرض قلمــي الخامــل فمــرةً أهـربُ مِـنـهُ ومـرةً يُـحاصرنـي دُخـان سكارتي الموقـدة مـن نيـران أحطــابِ سُـفُنــي المُحـطـمــــة وفـنجـان قـهوتــي يـغلــي فـي جـوفـي و أوردتــي وشـريـانـي من جَـمـرِ أشتياقـي وحَـسـراتـــي وبـرغـم ألـحُـزن السـاكـن فينـا ليـل نهـار يـؤرقـك ويكوينـي .. فتنـزفُ جِـراحُـك وتَـمْـطُـرُ جِـراحـي  ،،،الشمسُ أجمـل في بـلادي من سـواها ، والظـلام هنـاك أجمـل، فهـو يحتضـنُ العـــــــــــــــراق ولأنــــنا نَـعـلـــــمُ أنَّ أجمـــلُ مــا فينــا أنـتَ وأنــا أنـنــا نَـفتقـــدُ الـوطــن عِــراقُـنــا الـجـريـــــــح إبــراهيــم الصفـــار / لـنـدن