Wednesday, November 13, 2013

رسالة من عراقي مغترب

 وصلتني على بريدي الألكتروني   نص رسالة مغترب ضاقت به السبل ان يحضى بوطن يكسوه العِزُّ كما كان ..وقليل من ذكريات في الزمان والمكان... تحت سقف بيت فيه شيء من الأمان ..
    رسالة موجهه الى رئيس الوزراء العراقي الأسبق  ( د: اياد علاوي )   جاء فيها .  . 

هذا ما جال بخاطري وأعتقد إنه  يغلي بصدور وبخاطر كل الذين هُجـِّروا
وأغتربوا في بلاد العالم دون أي ذنب سوى إنهم عراقييون وسنبقى
عراقيين برغم إنــوف العجم الفرس المجوس وكل حاقد على العراق وشعبه الأبي

 
رســــالـة إلــى الدكتور أيـاد عــلاوي   
 مـن مواطــن عراقــي مُغتــرب
 
 السلام عيلكم  
ستسأل من أكون لأكتُب لك رسالة وأنت لا تعرفني لكني كعراقي أعرفك وسأخبرك عني بكل صراحة لكي
تطمأن لتقرأها وعلى الرغم من أنَّ الشكَ يداهمني بين الحين والآخر من أنك سوف لن توليها أهتماماً في
  متابعتها حتى النهاية فآثرتُ في باديتها لعلي أُثير فيك شجناً عراقيا اًصيلاً ليُقربنا هنيةً فأُذَكركَ بما تغنى
به مبدعنا محمد القبنجي أيام كان العراق رمح الله في أرضه قبل أن تكسروه بضلالة عصبتكم وأحزابكم
    آملاً في أن أستدعي بعضاً من شجونك .. بلادي وأن جارت عليَّ عزيزةٌ.. وأهلي وأن ضنوا عليَّ كِـــرامُ
ومن أجل ذلك الوشاج فقد عزمت أن أكتب لك ما يجولُ بخاطري وبخاطرِ أهلي الكرام لكوني أُمثلُ كائناً
بشرياً عراقياً نصفه ينزفُ دماً يومياً وتتقطع بعضاَ من شراييني وهُـم يَذبحون الطفولة ويقلعون أشجار
 الضمير في كل طريق ونصفي الآخر أجترُ فيه الحنين بمرافئ الغربة فتغتالُني سُحب سكارتي وأنفاسي
 أنا ياسيدي أحدُ العراقيين الذين أنتَ شددت الرحال والعودة لأُمة الرافدين حين كانت تمضي في خدودها أنهار
    الجنـة لتترأس نيرانَ تجفيفنا وتغبير صباحتنا بحُكومةٍ زأبقية من كل إبن تبعية وغجرية وتتوَّلى دفة سفينتنا
 التي حطمت مجاذيفها جحوش جرادكم وقرضت صواريها بأنياب أفعى راعية مؤتمراتكم ونافخة جيوبكم
 وحاديتكم وبأشارة من سبابتها أنحنيتم لها وتبخترتم على أربعكم لتركبكم الأميرة ماما أمريكا الزانية اللعينة
لِتنقوا لنا هواء مُدننا كما كنت تحلم وتتمنى لشعبٍ عانا من الظلم كما كانت تُنسجه خلف الستائر أدوات أعلام
ومؤسسات وحكومات بغال ديمقراطيتكم التي كانت تُسمسرُ ليل نهار في صناعة الكذب وأجهزتها العسكرية
والأستخبارية كي تجعل من العراقيين الأبرياء فأرانَ حقل تجاربٍ لكل سلاح يفتك بِعظامنا وعُظمائنا ولتصوروها
 للعالم البليد أن حان يوم التحرير كما كنتم تُخططون وحان أيضاً يوم تعويضه وتنعيم أضفاره وتسريح شعره
  على تحمُله وصبره سنين حُكم نظام الرئيس السابق صدام حسين والذين أسميتمونا تجنياً عراقيوا
الداخل وكأننا شعب من القمر لتبطشوا بنا ولو بعد حين ولتظلمونا مَرتين
   مرةً تمنيتم لو تبعناكم وتركنا أرض أجدادنا ومستقبل أجيالنا وحدائق بيوتنا بنخلها وشناشيل قمرية عنبها
وشتلات جوري الورد ومابينهما خضرة الرشاد والريحان من أجل سواد عيونكم لنحوز على رضاكم ليزداد 
نعيمكم وتتفيأوا بسخاء سادتكم وتمليحكم أثناء طبخكم لوليمة ألتهامنا ليستتب أمن إسرائيل بزوال خطر عراقنا
عليها ، وظلمتمونا مرةً أخرى بعد أن أستحكمتم بحكمكم حلقات تصفيتنا بسلب كنوز حضارتنا وتهديم بُنى نهضتنا
 ليكون أولاد الشوارع والناقصين أسيادنا فعاديتمونا بلقمة عيشنا وكما  أتفقتُم وعقدتم العزم عليه أيام معارضة حُكمه
بحجة أنتشالنا وأنقاذنا كما كنتم تزعمون من الفاقة والعوز الذي أستشرى بنا لطول سنين حصار الظَلمّة وتخلفنا
عن رَكبِ الحضارات من التي جندتكم، ولكن سياسة أمريكيتكم وعجائز جواريها كانت قد قررت صَلبِ مُحمدِنا كما صَلبوا  
  إبنُ مريمتنا عيسُنا وقَتلِ حوارينا وتحطيم وهـدم كنائسنا ومسجادنا ولُـحمتنــا على حد سواء 
 فوجدنا البؤس والمرار وشَنقِ طيورنا بعد عَشرٍ عجاف من بُغضُكم لنا فأصبحنا نتنفس حريتنا وأمننا في حُفرِ 
القبور وجعلتونا بل أجبرتمونا في أن نبكي دمــاً على يـومٍ واحـد من أيـام صدام ونُمني أنفُسنا لو عاد شبحاً إلينا 
أو طيفاً من خياله لنعيش صباحاً نخرج فيه الى غاياتنا وأولادنا لمدارسهم وصوت فيروز يصاحبنا والأمل يداعب
صدورنا وأحلام عصافيرنا الصغار تَشمُّ ريحة القداح وتتذوق حلاوة تمرنا وهي تلهو وتنعم بالأمن والأمان
 في مراجيح حدائق الحياة وأشجار النبق والتُكي يتذوقوها في دروب أزقتهم حين يطروها بالحجارة ضاحكين
وأرجوا هنا أن تسمح لي أن أذكر لك حقيقة أعيشها اليوم في بلاد ما وراء النهرين بسبب إجرام الأوباش المخانيث
ولكوننا عراقيون عندما نكونوا واثقين بأنفسنا بِذكر شيئٍ ما للآخرين ليطمأنوا على صدق حديثنا نَقســمُ
بروح الوالدين وأنا أُقسم لك بروح والديَّ أن لي صديقاً في بلاد الكُفـار كما يسمّونها المعممون السفهاء اليوم
وأنت تعرف من يكون الكُفار وقد عشت أنتَ بين ضهرانيهم أيام لجوئك إلى حياضهم وهُم الذين يأوون الملايين من
 المسلمين بالهوية وأنا منهم اليوم أسماً في حساباتهم كأنسان وأنت تعلم أنهم وقاونينهم أكثر منّا تطبيقاً
 لروح الأسلام وشريعته السماوية ولكنهم لايعلمون مُستثنياً حُكامهم وسياسيهم المجرمين بحق الشعوب
 الآمنة والغنية بما فوق تُرابهم وتحته ،هذا الصديق معي اليوم في بلاد الغربة من الكُرد العراقيين الفيليين
الذين هُجروا من العراق الى إيران مع عوائلهم ونحن نعلم كم كانت مُعناتهم حتى أنهم لم يحصلوا على أية
هوية أمتنع الفرس من تزويدهم بها لأنهم كانوا يعتبرونهم عراقيين ولا يستحقونها وحين عادوا بعد الغزو
وكانوا يتأملون أن حكومتهم الشيعية في العراق أنها  سوف تنصفهم ولكن مسحوا أيديهم بالحائط كما نقول
حين تبين لهم الحق من الباطل كما كانوا يتطلعون للخيط الأبيض من الأسود في السطوح لسمائنا
 عند الفجر، وقد فوجئ صاحبي حين زار أهله قبل أشهر ببغداد بعد سنين فراقهم وأشهد الله على ما أخبرني 
به حيث وجد والدته كل يوم خميس قد نذرت وجبة غداءً على روح صدام ويقوم والده بتوزيعه على الجيران وهم
يترحمون عليه وعلى زمانه على الرغم مما جرى لهم منه ولكنهم تيقنوا أنه كان أرحم وأشرف منكم ومن
   المتسلطين اليوم على رقابهم الذين يسرقون ويُخمسون ويُصلون ويزنون 
دكتور أياد علاوي 
 أنا عراقيٌ أباً عن جد ولدتني مُرضعتي العراقية بحليبها الطاهر لا تشوبه شائبة وترعرت بين أحضان
تربتي وسمائي ومياه الفراتين حتى هَجّروني الغُرباء الجبناء بليلة ظلماء ودمروا كلما بناه أجدادي وأجدادك
وأنت تعرفهم وربما عاشرتهم أو جلست بحوارات معهم وربما حدست ما يدور بنياتهم لكنَّ ما كل
ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وأنت أدرى بما جرى وما يجري لنا ليومنا هذا
تملينت فيه أعداد أراملنا والأيتام يبحثون عن لقمةٍ تسد جوع بطونهم الخاوية في مزابلكم المُتخمة وتشرد
العلماء وقتل من قتل منهم مع الأعلام والضباط من كل صنوفهم وفي طليعتهم الرجال الرجال من صقورنا 
النجباء وزاد فقر الفقراء بزيادة كروش جحوشكم السياسية من الطائفيين أنصاف الرجال والعملاء وباعوا كل
شيءٍ في العراق بعد أن باعوا نقطة الماء في شرفهم المهتوك وفق شريعة وليهم السفيه وأصبح كل شيء حسرة
والماء والنور في المصباح حسرة ونسمة العصاري في حدائقنا وبرد الليل في غبشتنا هي أصبحت حسرة
ولا تُدانيها من لهيب الحسرات إلا جَمرُ النحيب لأمهاتنا والأرامل والأيتام في كل ساعة يودعون فيها راعيهم
 
كل ما أتمناه عليك سيادة رئيس وزراء العراق السابق أن تجيبني على أسألتي التي سأختصرها قبل أن يصيبك
الملل من رسالتي وأشاراتي المُرة بحقكم وأنت لربما تختلف عن الأُميين الأقزام بشهاداتك وثقافتك المعهودة فيك
 فهل حققتم كل ما تمنيتموه لنا أم أن حقدكم على صدام حسين قد أعمى بصيرتكم لتشتتوا صفوفنا وجعلتمونا
 شعوباً وقبائل لنتقاتل وأن أكرمنا عندكم أكثرنا إجراما وإلحادا؟
هل قرأت مستويات فقرنا وفساد حُكمكم وجيشكم وجندرمنتكم وتعليمكم وأقامة اللطمية بصروح جامعاتكم؟   
فإذا كان صدام قد أنشأ وبنى في أرجاء عراقنا وشواهدها من شماله لجنوبه واليوم أنتم تمرحون فيها 
وطيفه يؤرقكم في كل ركنٍ بأرجاء قصوره، فهل بنيتم ولو قُناً للشعب الذي دجنتموه أم أقتنيتم مُنتجعات  
لمُحضياتكم تلوذون إليها من قيض العراق وسمائه المُعفرة وشوارعه المُغلقة في بلاد الغربِ أوطاني؟
وأين نفطنا وما حلَّ بتأميمه في دهركم وأين تُهاجر موارد ذهبنا الأسود وبأيةِ أنابيب يُشفط وعلى من يُغدق؟
واليوم غدونا المُنتج الأول من آبار الدم أفلا يكفيكم ؟
 هاجرتم ولم تكن أعدادكم تتعدى أُم سبعة وسبعين
 فهل سألت اليوم عن المهاجرين الذي قارب أربعة مليون عراقي لا يعرف أين سيُدفن ونفسه بأي أرضٍ تموت؟  
سؤالي الأخير لسيادتك يلازمني دوماً ويُحيرني وأخشى ألا أزعجت مزاجك إن أنتَ أكملت رسالتي فبعد أن أضعتم 
مُستقبل أجيالنا فهل فكرت ولو بخلوة مع ذاتك عن مستقبل عيالك وعشيرتك بعد كل ما جنيتم به علينا وماذا
سيجدون بعد خراب البصرة أم أنك قد أمّنت مسقبل أحفادك في ربوع بلاد الكُفار؟
 وقبل أن أختم رسالتي عليَّ أن أُذكرك بأن عراقنا رمح الله في أرضه لن يكسره المُخنثون في سلطة اليوم 
  من أشباه الفرس نعاج المجوس والسفلة
حيثُ قال فيه عمر الفاروق

 العراق جمجمة العرب وكنزُ الرجال ومادة الانصار ورُمح الله في الأرض وأبشروا فأن رُمح الله لا ينكسر
والسلام ختام
 
إبراهيـــم الصفــار
أوتــاوا   كنـــدا
  

No comments:

Post a Comment

الاختلاف بالاراء يعطي روحيه للموضوع
الصمت ليس دائما يعني الموافقه
اسمع صوتك للاخرين ولكن بشرط
1: يمنع استخدام لغه حوار غير لائقه
2: يمنع التعليق خارج الموضوع المحدد