Thursday, November 14, 2013

نهـــاية امريـــكا

 
عراقي حُر :
 لكل بداية نهايه  ولكل نهاية حكاية .. بديهية ازلية وستبقى ابدية 
   قبل ما يقارب  من 20 عام وتحديدا في منتصف التسعينات كنت اتحدث مع احد الاقرباء عن نهاية عظمة اميركا 
 وكيف ان نهايتها بدات بعجرفة سياساتها تجاه العالم بشكل عام والشرق الاوسط بشكل خاص 
 جدالنا كان انه لا بد ان يكون هناك دولة عظمى كاميركا كي تكون مفتاح امان للعالم والا فأن العالم سينتهي بمجرد امتلاك العرب او الاسلاميين بالتحديد لأسلحة دمار شامل ، 
بالطبع هذا الجدال كان بسبب غضبي من فرض امريكا هيمنتها على العالم وكأنها شرطي العالم اجمع ولا بد ان يخضع العالم تحت سيطرتها وهذا ما كنت ارفضه رفضا قاطعا، بعد الحصار الظالم الذي فرضته على العراق في ذلك الحين ، وكنت دائما اردد بان ما تريده امريكا لنفسها لا بد ان تسمح لغيرها بامتلاكه
 فلماذا تمنع اميركا امتلاك سواءً العراق او غيره لأسلحة دمار شامل وهي واسرائيل والدول الاخرى من حقها ان تمتلكه ؟ 
 كان جواب قريبي ان امريكا تخاف من امتلاك هؤلاء لهذه الأسلحه كي لا يستخدموه على جيرانهم او شعوبهم او يهددون به امن اميركا .
  فاجيب بان اميركا هي من استخدمت هذه الأسلحه وليس احد غيرها لامن العرب ولامن الغرب ، لذا نحن من يجب ان يخاف وان يسعى لإمتلاك هذه الأسلحه كي لا نكون عرضة لهجوم امريكي مماثل لهيروشيما وناكازاكي .  وهي من لابد ان تعاقب عللى فعلتها هذه 
  وقلت حينها لقريبي :  صدقني بأن نهاية اميركا ابتدأت من العراق والسنين القادمة ستبرهن ذلك . وطالما كان يسخر  من قولي هذا .

   وها هو نجم اميركا بدأ بالأفول كما يقول المفكر الفرنسي المعروف  ( تيري ميسان)
    فبعد انهزامها في العراق الذي اصبح كابوسا يؤرق مضجعها بعد الخسائرالبشرية التي منيت بها هناك ، 
وبعد حربها التي لا تزال تخوضها مع طالبان في افغانستان  والتي لن تخرج رابحة منها  لا هي ولا حلفائها الأوربيين
، جاء الدور على ليبيا حيث دفعت بالأوربيين  لخوض المعركة هناك وهي تدير الدفه فقط دون تدخل عسكري مباشر منها كما فعلت في العراق  ، لأنها لا تريد ان تُصدم مرة ثانية  فيما لو اصبحت ليبيا كابوسا ثانيا لها ولكنه حصل بالفعل . فأول ردة فعل بعد تصفية  معمرالقذافي كانت باغتيال السفير الأميركي في بنغازي واستقالة هيلاري كلنتون 

 ومن ثم جاء الدور على سوريا التي اصبحت شوكة مستعصيه على امريكا بعد ان أفاق الدب الروسي من السبات الذي كان مجبرا عليه 
لا بل كان كطوق نجاة بالنسبة لأميركا بعد ان لم تشأ ان تتورط من جديد في حرب لا سيطرة لها  على نتائجها ولا قدرة لها على تحمل تكاليفها رغم ان عرب  الخليج اخذوا على عاتقهم مسالة تمويل الحرب على سوريا ، لأن ميزانية الالة الحربية الأمريكيه قد اثقلت كاهل الإقتصاد الأمريكي 
  وما المبادرة الروسية والتي تنص على تسليم سوريا كامل ترسانتها الكيميائيه لمنظمه الامم المتحدة  الا ومخرجاً آخر يحفض ماء وجه امريكا  بعد المأزق الذي وضعت نفسها فيه 
 اضافة لدور الشعوب الأوربية التي رفضت خوض بلدانها لحرب لا فائدة منها سوى سفك مزيد من الدماء وازهاق مزيد من الأرواح 
 اما دور الشعوب العربيه فانه مع الأسف موقف متخاذل وكانه قد سلم امره لولاتة وملوكه اي لا دور له إلا كمتفرج على ما ستؤل اليه الأمور .
  وبعد ذلك جاء التقارب الأمريكي الأيراني بحجه التوافق على تسويه النووي الإيراني والذي جعل من حلفاء امريكا الأستراتيجين 
  في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي  ان ينفروا من سياسة امريكا في المنطقه وخاصة امتناع امريكا عن ضرب سوريا اولاً
 وثانياً التقارب الامريكي الايراني . فما كان من السعودية الا ان تدير ضهرها لحليفها الأول اميركا ومن بعدها مصر بعد ان منعت امريكا قسم من المساعدات العسكرية لها .
ولا ننسى القاعدة التي خلقتها امريكا في المنطقة وغذتها وها هي تخاف منها بعد ان قوت شوكتها 

  حتى داخل اروقه الأُمم المتحده لم تعد لأمريكا هيبة كما كانت في السابق بعد فضيحه التنصت الكبرى التي اجرتها امريكا على اكبر حلفائها الأوربيين 
 وللدب الروسي عودة كبرى في المنطقه وهذا ماكان لابد ان يحصل كي يبقى التوازن قائما ولا ينحصر على دولة واحده تلعب دور الشرطي الأوحد .وصاحب القرار الأوحد . وصاحب تقرير المصير الأوحد في العالم.   وتعوث بالأرض فساداً دون رادع

                                                              وإن غداً لناظره قريب 

No comments:

Post a Comment

الاختلاف بالاراء يعطي روحيه للموضوع
الصمت ليس دائما يعني الموافقه
اسمع صوتك للاخرين ولكن بشرط
1: يمنع استخدام لغه حوار غير لائقه
2: يمنع التعليق خارج الموضوع المحدد